نصحية مونتغمري للعسكريين بقلم وليام كودي

نصحية مونتغمري للعسكريين بقلم وليام كودي


04-18-2019, 06:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1555609738&rn=1


Post: #1
Title: نصحية مونتغمري للعسكريين بقلم وليام كودي
Author: وليام كودى
Date: 04-18-2019, 06:48 PM
Parent: #0

06:48 PM April, 18 2019

سودانيز اون لاين
وليام كودى-
مكتبتى
رابط مختصر



[email protected]

من هو مونتغمري؟ هو الفيلد مارشال برنارد مونتغمري اركان حرب الإمبراطورية البريطانية في العام 1946

لقد ظل مونتغمري بالنسبة لمئات الالوف من الجنود والملايين من اقاربهم هو (مونتي )بطل اسطورة النصرفي الحرب

هو الرجل الذي نجح في عمله كما لم ينجح احد من القادة البريطانيين منذ ايام اللورد (ولنغتون)وانه حقق شيئا في عمله بجوار هذا الا هو الاخلاص التام والروح الدافعة القوية والموهبة الفذة التي وضعته بين عظماء القادة في التاريخ

فتاريخ الرجل العسكري ورصيده المهني دفع الكثير ممن عاصروه من القادة السياسيين الي جره الي بحر السياسة من حزبي الاحرار ة المحافظين لكنه رفض السباحة في بحر السياسة معللا رفضه بالاستشهاد ببعض الشخصيات العسكرية والتاريخية مثل كرو مويل ونابليون

فكرومويل لم يكن رجلا محبوبا بل كان سريع الاثارة ويعتقد في النظام الجاف والتدريب المتواصل وكان يدفع رجاله بشدة الي العمل ولكنه كان يؤمن ايمانا مطلقا بعدالة الغرض الذي يحارب من اجله وكان واثقا من احراز النصر في المعركة ولقد حقق النجاح ولم يفشل في شيء ولكنه ارتكب المعصية كذلك حيال الشعب عندما اقحم نفسه في السياسة التي لا يفهم فيها شيئا وهو مرتبك ومتحير وقاده ذلك الي الدكتاتورية

اما نابليون فهو جندي محترف وكان قائدا للرجال وقوته تكمن في تبسيطه للمشاكل ومنذ اليوم الذي اصبح فيه قنصلا اول اثرت القرارات السياسية في قراراته اكثر من الوقائع العسكرية وقاده الفشل في عدم التوفيق بين طموحه السياسي وبين امكانياته العسكرية الي كارثة في كلا من روسيا واسبانيا

فالسيد مونتغمرى يؤكد ان نجاح كر ومويل ونابليون في عملهم كعسكريين يعود الي تركيز فكرهم علي الاغراض العسكرية ولم ينشغلا عنها بأمور اخري. كما ان هناك معارك تحدث نتيجة لدوافع سياسيه ولم يكن لها ما يبررها من الناحية العسكرية فهذه المعارك كانت قبرا لشهرة كثير من القواد. كذلك يري مونتغمرى ان العسكري خادم للسياسي وعليه ان يخضع لتوجيه الساسة ولكن عليه ان يكون قويا لدرجة ان يعارض ويقاوم عندما يتعارض ذلك مع هدفه الواضح

عبر التاريخ كان الكثير من القادة العسكريين عرضه للإغراء وغالبا ما كانوا يخضعون لتلك الاغراءات لكي يرتقوا الي الزعامة السياسية. لكن تجارب الرجل العسكري ونشاته وما درب عليه قد عودته ان يتخذ الموقف المباشر تجاه الغرض المعين ولديه طوع يده جهاز حربي يستجيب له علي الفور . اما السياسي فهو مدرب علي مكر المناورة والمناقشة وعلي الموازنة بين مصالح معاونيه ثم يصل الي تسوية. امر اخر فان الالة الحكومية اقل دقة من الالة الحربية وهي عرضة للانحراف ا لم تكن في ايدي سياسية حاذقة وعليه فان القائد العسكري اذا انغمس في السياسة فانه يفقد نظرته الواضحة للأمور وهدفه العسكري الواضح ويغرق في بحر السياسة العميق.

فما اكثر القادة العسكريين الذين غرقوا في بحر السياسة وليتهم غرقوا لوحدهم بل اغرقوا معهم شعوبهم وبلدانهم