الثورة تجب ما قبلها بقلم د.أمل الكردفاني

الثورة تجب ما قبلها بقلم د.أمل الكردفاني


04-08-2019, 03:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1554733360&rn=1


Post: #1
Title: الثورة تجب ما قبلها بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-08-2019, 03:22 PM
Parent: #0

03:22 PM April, 08 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





▪مرت ثلاثون عاما منذ أن جثم نظام الاسلامويين على الحكم .. وكما قال هرقليطس فلا يمكنك النزول في ذات النهر مرتين. فالأشياء تتغير وتتبدل...والأجيال تتلاحق .. والمصالح تتعالق وتتزاحم وتتناقض.
إنني أرى أن هذه الثورة يجب أن تستمر حتى بعد سقوط النظام ولكن ليس كثورة اقتلاع بل كثورة بناء .
وإن ثورة البناء ليست فقط باستعمال البيروقراطية الديموقراطية على نحو صوري بل بترسيخها عبر ثورة معرفية.
الثورة يجب أن تجب ما قبلها من برادايمات الوعي الزائف التاريخية ، ويجب أن تؤسس لوعي جديد بقيم الحداثة الأولية:
- الحرية.
- العقلانية.
- مركزية الإنسان.
وبدون هذا الامتداد الثوري فلا مرجأ من الانتكاسة المخذية مستقبلا. ثم المعاناة ثم اعادة انتاج التاريخ.
الثورة يجب أن تجب ما قبلها توعويا ؛ ولا يكون ذلك الا عبر الآتي:
- تجاوز مشاعر الانتقام.
- الامتناع عن الدخول في معمعة الاستهلاك المكارثي الذي يعقب الثورات.
- البعد عن محاكم التفتيش.
- الاهتمام ببناء دولة القانون قبل الاهتمام بالمحاكمات في ظل انعدام مؤسسات عدلية شفافة ومهنية. حتى لا تنتهك العدالة.
لقد مات شباب بعمر الزهور ، وابيدت جماعات ، ونهبت ممتلكات ، واستبيحت خزانة المال العام.
لكن ما سبق هو الذي يجب أن يكون دافعنا الأول لعدم تكرار الماضي باخطائه المعلومة.
إن مأساة ثلاثين عاما يجب أن تدفع هذا الشعب نحو الايمان بالرقي المعرفي وتعالي الحس الأخلاقي ؛ فهذا أول ما فعلته اليابان بعد مقتل ملايين اليابانيين جراء الحرب العالمية الثانية والقنابل النووية.
الثورة إن أرادت أن تجب ما قبلها فليس عليها أن تمارس اجتثاثا للاشخاص ؛ فالشعوب لن تخلو من الأشرار والخيرين. والانسان يتنازعه الخير والشر فليس البشر بملائكة بكل حال من الأحوال.
إنما الثورة يجب أن تجب ما قبلها من وعي مسموم ، من اقصاء وتهميش وحب للأضواء وأنانية واستحواذ وتكالب على السلطة والمال وعنصرية مقيتة.
أتمنى أن يستمع الشعب لهذه النصيحة الأخيرة التي أوجهها له.
حتى أكون قد ابرأت ذمتي تجاه دولة عشت فيها بضع سنوات عجاف (معنويا ومعرفيا) ولا آمل في العيش في عجفها أكثر من هذا.
وكان الله من وراء القصد.