الثورة السودانية وحَدَة السودانيين، لماذا لم تَوحِد المعارضة السودانية؟ بقلم محمد عبدالله ابراهيم

الثورة السودانية وحَدَة السودانيين، لماذا لم تَوحِد المعارضة السودانية؟ بقلم محمد عبدالله ابراهيم


04-01-2019, 05:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1554092108&rn=0


Post: #1
Title: الثورة السودانية وحَدَة السودانيين، لماذا لم تَوحِد المعارضة السودانية؟ بقلم محمد عبدالله ابراهيم
Author: محمد عبدالله ابراهيم
Date: 04-01-2019, 05:15 AM

05:15 AM March, 31 2019

سودانيز اون لاين
محمد عبدالله ابراهيم-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




لا شك ان الثورة السودانية التى انتظمت البلاد هى ثورة شعبية خالصة نابعة بكل صدق من قلوب السودانيين الذين استشعرو خطر حكومة الانقاذ وسياساتها التى تهدد الوطن في ان يحافظ على وحدتة في ما تبقى، والمواطن الذي يحاصره الفقر والجوع والأمراض ويصارع من اجل الحفاظ على حياته، الثورة السودانية اصحت قلوب السودانيين وبثت فيهم الأمل للحلم بوطن يقوم على اساس قبول جميع السودانيين دون تميز ويسودة الحرية والسلام والعدالة بعد سنيناً عجاف من الظلم والقهر من قبل حكومات النخب، والدمار والخراب الذي مارسه الانقاذ في السودان وشعبه لا مثيل له في كل اركان الدنيا، حيث تعدت كل الاحتمالات وتوقعات السياسة الفاشية التى قد لا تخطر على بالى احد، الانقاذ قتلت الملايين وشردت الملايين في حروب ونزاعات عبيثة داخلية لم يجني السودان منها سوى التجزئه ولم يجني المواطن سوى الفقر والجوع والمرض والتقسيم، هذا كله في سبيل التمكين في الحكم وتأمين السيطرة على موارد السودان حتى يتثنى لهم سرقته من دون رغيب او عتيت ومن ثم تحقيق الثراء والثراء الفاحش والاستمتاع بثروات البلاد والعباد،
وعلى الرغم من ذلك صبر السودانيين سنيناً عدداً على ظلم وجحيم الانقاذ، وكما قيل ان للصبر حدود، تراكم المعاناة وسؤ الاحوال الاقتصادية والمعيشة التى تفتقر لأبسط سبل العيش الكريم ولدَت هذه الثورة الشعبية السودانية التى في مَهد بدايتها تجاوزت التعصب وأمراض الإنتماء الضيق وسياج الحدود الجغرافية والاثنية في مشهد وطني عميق جسدت وحدة الشعب السوداني والانتماء الوطني الحقيقي، وخلقت وعى ثوري جديد اصبحت ثقافة دخلت البيوت السودانية شاركت الأسر في ملمات الافراح والاتراح، في العاصمة الخرطوم والمدن والقرى والفرقان، وفي المهجر،
وسودانيي المهجر يمثلون رافداً قوياً لقوى الثورة السودانية، حيث شكلوا وحدة قوية لدعم الثورة، والثورة السودانية شكلت السودان من جديد على اساس قبول الآخر ، وما أجمل ان يتقاسم الشعب السوداني الثائر هموم الوطن، حيث تجد الذين هم في اقصى الشمال يهتفون بأسم الذين هم في اقصى الغرب وكذلك الشرق والجنوب والوسط، وما اجمل ان يتصافح الثوار ويتسالموا على بعضهم البعض عندما تتلقى المواكب وكأنما هنالك معرفة سابقة قديمة بينهم في مشهد يتجلى فيه عظمة الوطن، والثورة السودانية زرعت بدماء الشهداء حب الوطن من جديد وأنبتت الشعور بالانتماء الواحد والمصير المشترك، ولا مستقبل للسودان الا بنجاح الثورة السودانية واسقاط النظام، والسبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف هو وحدة الشعب السوداني وتوحيد جميع قوى التغيير.
وفي هذه الظروف الصعبة جدا تسقط كل المشاريع والانتماءات الحزبية والجغرافية ....الخ ويبقى انتماء الثورة ويسقط بس لتحقيق الوطن من اجل الحصول على الحرية والسلام والعدالة، وللأسف الشديد والشديد جدا في ظل هذه الظروف ومعطيات الثورة نجد بعض الاحزاب والكيانات المعارضة للنظام تقف على مسافة بينها وبين قوى اخرى ايضاً معارضة للنظام والكل يتحدث عن اسقاط النظام، وبدلاً من ان يتوحد جميع قوى المعارضة السودانية في كيان واحد مثلما توحد الشعب السوداني في ثورته، نجد هنالك قوى تفرض بعض الشروط وأخرى كأنما لا يعنيها الأمر في ظل واقع سوداني لا يقبل غير الوحدة ولا شىروط غير شروط الثورة ويسقط بس، كنت اتمنى ان تنتهز المعارضة السودانية بكل تناقضاتها فرصة الثورة الشعبية السودانية وتتنازل عن مشاريعها السياسية وغيرها وتوقع على ميثاق الحرية والتغيير او تقديم ملاحظاتها من اجل ان تتوحد في سبيل أكبر مشروع وطني الكل يدعى العمل من أجله وهو اسقاط البشير ونظامه، وتخليص السودان وشعبه من كابوس جاسم على الصدور منذ ثلاثين عاماً، وهذا يعتبر أبسط شئ يقدم للشعب السوداني الذي صبر صبرا عظيماً ومن ثم انتفض.
على المعارضة السودانية بجميع كياناتها ومكوناتها ان تنتفض ضد التفرقة والانتماءات الحزبية والاثنية والجغرافية ....الخ الضيقة وان تترك التكتلات والتكتيكات ضد بعض وتثور من اجل تحقيق الوحدة والعمل فيها بمسؤولية واحترام متبادل واخلاق عالية ومن ثم قيادة الثورة السودانية واسقاط النظام، وعلى الرغم من ان استمرار النظام لثلاثين سنة وفشلة فشلا كبيرا في ادارة الدولة يرجع ذلك ايضا الى ضعف المعارضة السودانية التى تعاني من هشاشة البرامج والقيادة والتقسيم والتجزئة بسبب ممارسات داخلية ومؤثرات خارجية واخرى ......الخ، الا انه حان الوقت للتراجع والتنازل عن كل عناصر ومواقف التفرقة والتجزئة والعمل بأمانة واخلاق لتحقيق الوحدة من اجل اسقاط النظام،
السودان بسبب البشير ونظامه ذاهب الى المجهول ويمر بمنعطف تاريخي حقيقي يواجه فيه تحدى الحافظ على ارضه وشعبه، ولا مخرج سوى الثورة الشعبية السودانية، فعلى كل سوداني وطني غيور دعم الثورة السودانية وليكن دعم الثورة فرض عين، وهى الشغل الشاغل الآن وما دونها لا نتوقف عنده ولا نلتفت عليه لأنه لايفيد ويعتبر خراب وسرآب.

_وتسقط بس_

*محمد عبدالله ابراهيم*
*٣٠ مارس ٢٠١٩*
[email protected]