كان يأتينا ظهر كل يوم بالجريدة..> يحمل في يده خوذة بيضاء يضعها على مائدة الاستقبال ثم يصيح (تشتروا وهم؟)..> وكنا نضحك... ويضحك هو... ثم يحمل (وه�" /�> كان يأتينا ظهر كل يوم بالجريدة..> يحمل في يده خوذة بيضاء يضعها على مائدة الاستقبال ثم يصيح (تشتروا وهم؟)..> وكنا نضحك... ويضحك هو... ثم يحمل (وه��� /> وخوذة لبلال !! بقلم صلاح الدين عووضة

وخوذة لبلال !! بقلم صلاح الدين عووضة


03-25-2019, 02:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1553519432&rn=0


Post: #1
Title: وخوذة لبلال !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-25-2019, 02:10 PM

02:10 PM March, 25 2019

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




> كان يأتينا ظهر كل يوم بالجريدة..
> يحمل في يده خوذة بيضاء يضعها على مائدة الاستقبال ثم يصيح (تشتروا وهم؟)..
> وكنا نضحك... ويضحك هو... ثم يحمل (وهمه) ويرحل..
> وفي يوم خطر ببال أحدنا أن يسأله: ولماذا نشتري وهمك هذا ما دام وهماً باعترافك؟..
> فضحك من أعماقه ضحكةً ارتج لها جسده النحيل..
> ثم قال: ولماذا يشتري الناس وهمكم هذا الذي تكتبونه في جريدتكم كل يوم؟..
> ولما سكت عنه الضحك ارتسمت الجدية على ملامح وجهه..



> وواصل قائلاً: هذا الوهم من أجل أن تضمنوا لجريدتكم البقاء... يا (وهم)..
> ولم ندر وقتها: أفيلسوف هو... أم مجنون؟..
> فإفادته الأولى تنم عن تفلسف ساخر... بينما الأخرى لا تُفهم إلا كمحض جنون..
> والفرق بين الفلسفة والجنون أصلاً كالذي بين الحياة والموت..
> هو فارق أرفع من الخيط؛ ولكن أغلب الناس لا يحسونه إزاء المثال الثاني..
> بل ومنهم من يتعامى عنه... ويمني النفس بوهم الخلود..
> وفي بلدتنا ــ قديماً ــ كانت هنالك امرأة اسمها خالدة... أسقطت الموت من حساباتها..



> وظنت أنها اسم على مسمى؛ خالدة... وسيُكتب لها الخلود..
> سيما وقد تجاوزت التسعين من العمر... ومازالت ترى ليل عمرها طفلاً يحبو..
> فلما حضرتها الوفاة ــ أخيراً ــ أنكرت... ولم تصدق..
> وظلت تنتهر ــ بنوبية واهنة ــ من أحاطوا بسريرها يترجونها ترديد الشهادة..
> وتقول ما ترجمته إلى العربية (أنا ما حصلت ده كلو)..
> ومازالت كذلك ــ تنكر وتنهر ــ إلى أن فاضت روحها.... ولم تتشهد..
> و(الرأي الآخر) كانت تتعرض ــ آنذاك ــ إلى توقف مستمر..
> وكانت بحاجة فعلاً إلى ضمان البقاء... والخلود؛ ولكن ليس عن طريق الوهم..
> ليس عن طريق خوذة بيضاء... كالتي يعتمرها رجال المرور..
> وحان وقتٌ شعرنا فيه أن جريدتنا ــ الرأي الآخر ــ قد (حصَّلت ده كله)... وزيادة..
> وحدث فعلاً ما تخوفنا منه ؛ فلا رأي... ولا آخر..
> والعاقل من تعامل بواقعية مع سنن الوجود؛ فلا بقاء... ولا دوام... ولا خلود..
> لا النعمة تبقى... ولا الصحة... ولا العمر... ولا السلطة..
> ومن أهل السلطة هذه ــ تحديداً ــ من يتمنى أنْ لو يشتري ترياقاً ضد الزوال..
> وإن كان وهماً يخادع نفسه به ؛ مثل الخوذة البيضاء..
> ثم يطمئن إلى خلودٍ كالذي آمنت به خالدة...لا يُوصل أبداً لمرحلة (ده كلو)..
> ويجنبه حالة الجذع عند فقدان الكرسي..
> بل هو جذعٌ قد لا يقل عن جذع حاجة خالدة... لحظة شعورها بفقدان الحياة..
> ويا عزيزي أحمد بلال:
> تشتري (وهم) ؟!



alintibaha