Post: #1
Title: جداول الضرب !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-24-2019, 03:37 PM
03:37 PM March, 24 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
> في المثل (بعدما شاب دخلوه الكُتَّاب).. > ونحن بعدما (شابت) الحضارة يريدون إدخالنا (كُتَّابها).. > يريدون تعليم صغارنا منهج (حقوق الإنسان) في الألفية الثالثة... كمادة دراسية.. > طيب (عشان يمارسوه وين؟...ويختبروه وين؟).. > فهنالك خطوة قبل ذلك لا بد منها كي يكون المنهج مفيداً.. > وإلا صار مثل تدريس عبارة (أبيت اللعن)... المنقرضة بانقراض حقبة الجاهلية..
> أو تعليمنا الهندسة (المستوية)... رغم ثبوت (تعرج) الكون.. > أو تعليمنا سبل كسب العيش بألاسكا... ونحن لا سبل لكسب العيش في بلادنا.. > والخطوة هي إدخال كبارنا فصول (محو الأمية) لهذا المنهج أولاً.. > تعليمهم مادة حقوق الإنسان هذه قبل الصغار.. > فهذا المنهج سهل على الورق... ولكن إنزاله إلى أرض الواقع صعب.. > إنه شيء مثل سهولة كتابة دساتيرنا... مرة تلو الأخرى.. > ثم نفشل مرة تلو الأخرى في التقيد بهذه الدساتير التي صغناها بأنفسنا..
> فنحن نعيش دوماً - منذ الاستقلال - في أجواء الدساتير.. > إما فكرةً... أو مشروعاً... أو صياغة... أو إجازة... أو احتفالاً بالفراغ منه.. > وتنتهي مهمتنا عند هذا الحد... كإنجاز (نظري) جميل.. > فقط مجلدات للزينة... كتباهي الأمي بمجلدات (العقد الفريد) على رفوف مكتبته.. > ونظل نحن أميين في مجال الدساتير رغم هذه المجلدات.. > علماً بأن دساتيرنا هي (الأروع)... من حيث الإشارة إلى حقوق الإنسان.. > ونظل من الدول (الأسوأ)... من حيث تطبيق هذه الحقوق.. > والنتيجة... أن نتائجنا متأخرة في الامتحان العالمي لمادة حقوق الإنسان.. > ومن ثم فنحن في حاجة إلى أن (نعيد) السنة... إثر السنة..
> منذ الاستقلال - وقد تجاوزنا الستين - ونحن نحمل أسفاراً... بلا فهم.. > أو ربما كان فهمنا لحقوق الإنسان كفهمنا للهندسة الإقليدية.. > أي أنها قابلة للتطبيق في العالم الافتراضي...فقط.. > أما العالم الواقعي - السياسي - فهو لا تنفع معه سوى جداول (الضرب).. > فلماذا- إذن - إرهاق تلاميذنا بمنهج لا فائدة منه؟!.. > لماذا إضافة عبء جديد إلى أعبائهم الدراسية ينسونه فور تخرجهم؟!.. > وحتى إن لم ينسوه (عشان يمارسوه وين؟!).. > ونحن أرهقونا بالهندسة التقليدية لنكتشف أنه لا وجود لخط مستقيم في (الواقع).. > وسيكتشف أبناؤنا أنه لا وجود لحقوق إنسان في (الواقع).. > أو أن لها وجوداً ولكن في مجلدات الدساتير... على رفوف مثبتة بـ(الدساتير).. > ورغم كل دساتير (الزينة) هذه نفكر الآن في دستور جديد.. > تخيل ؛ دستور جديد للمرة (الأف)... وأمريكا دستورها من وريقات فقط.. > وبمقتضاها يمكن لأي قاضٍ تعطيل قرارات الرئيس.. > مثل ذاك الذي قال لترمب : منعك دخول مواطني بعض الدول (ضد حقوق الإنسان).. > ونحن نرجو إضافة هذا الدرس إلى (منهجنا) المقترح.. > إلى جانب جداول (الضرب !!).
alintibaha
|
|