Post: #1
Title: يا ثقيل !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-17-2019, 06:22 PM
06:22 PM March, 17 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*ولا أعني (استقيل يا ثقيل).. *فمن رابع المستحيلات أن يستقيل مسؤول في زماننا هذا... مهما أخطأ.. *بل من الجائز أن تصادف غولاً... أو عنقاء... أو خلاً وفياً.. *ولكن أن تصادف وزيراً مستقيلاً..... فهذه (معجزة) إن حدثت.. *ولا نعني - كذلك - ثقلاء الجاحظ المشهورين.. *فهنالك صنف جديد من الثقلاء... لم يكن موجوداً في زمانه.. *وأنواع جديدة من (الثقالة) - أيضاً - لم يسمع بها.. *وبسبب أحد أنواع هذه (الثقالة) صرت أنا نفسي (ثقيلاً).. *وتتمثل ثقالتي في عدم الرد على أي رقم غريب... غير مسجل عندي.. *ولكن (حذري) قد يسهو أحياناً فيقع في (المحذور).. *وكمثال على ذلك تعجلي الرد على رقم غريب - قبل أيام - دونما تدقيق.. *أو ربما لتشابهه مع رقم أعرفه لم أتردد في الرد.. *قلت ربما ظهر الرقم... وسقط الاسم، كما يحدث أحياناً لأسباب أجهلها.. *فإذا بمؤرخ يحكي لي تاريخ جزئيةٍ ما، من الأف إلى الياء.. *من قبل جلاء المستعمر... وحتى أيامنا هذه.. *ولم أندم على شيء كتبته في حياتي مثل ندامة الكسعي التي أوجدت نفسي فيها.. *ندامة إشارتي إلى هذه الجزئية (بالذات).. *وطفق (المؤرخ) يتحدث عنها حتى أحسست بالجوال (يسخن) على أذني.. *ثم شعرت بيدي (تثقل)... من شدة (الثقالة).. *ثم لم أعد أنتبه إلى ما يقوله بعد مضي قرابة نصف الساعة.. *وحين فرغ أخيراً من (المحاضرة) سارعت إلى شكره... وأنا بين مصدق ومكذب.. *ولكن الشكر هذا ذاته أضحى مادة لحديث جديد.. *وأخذ يروي كيف أنه تفضل على زميل لي بمعلومة تاريخية... فلم يشكره.. *فأدركت حينها أنه لا مفر من الثقالة... فأغلقت الخط.. *والغفلة هذه نفسها جعلتني ضحية اتصال طرق هاتفي عن طريق الخطأ.. *فما أن رددت حتى انهمر سيل حديث عن (بضاعة).. *ولم يترك لي فرصة لأوضح له أنني لا علاقة لي ببضائع... ولا أموال.. *ولما سكت (ثانيةً) - لالتقاط أنفاسه - التقطت الفرصة.. *وأوضحت له سريعاً أن (النمرة غلط)... ليواصل متسائلاً (طيب إنت منو؟).. *فأجبت قبل إغلاق الخط (واحد ثقيل زيك).. *أما أغرب مكالمة (ثقيلة) فكانت من واحدة... لابد أن تكون (ثقيلة).. *فقد أوضحت لها أنني (فلان)... ولست بـ(علان).. *فاستطردت ضاحكةً - رغم ذلك - (فلان...علان... ترتكان، كله ينفع).. *فلم أجد ما (ينفع) سوى أن أتثاقل وأغلق الخط.. *والآن لعل الذين يعاتبونني على عدم الرد قد عرفوا السبب.. *ولا يهمني إن بت مستحقاً لعبارة (يا ثقيل)... أم صرت (أثقل) حتى من مسؤولينا.. *فثمة ضرورات تبيح (الثقالات !!).
alintibaha
|
|