Post: #1
Title: المهم!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-12-2019, 01:30 PM
01:30 PM March, 12 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
> المهم أنه لم يعد هناك ما يهم.. > بل إن مفردة (مسح) فرضت نفسها على ذهني... وأبت أن (تتمسح).. > فرضت ذاتها بلا سبب... وإذا عُرف السبب بطل العجب.. > تماماً كما تفرض نفسها على الناس انقلابات الصباح للسبب ذاته... أي بلا سبب.. > ثم لا يُعرف السبب... ولا يزول العجب... إلى أن تزول هي.. > وإلى أن زالت (مايو) لا أحد عرف لماذا فرضت نفسها على الشعب فجراً.. > ولا منظروه من أمثال بخيت... وعوض الكريم... وأبي ساق.. > ولا حتى المنقلبون أنفسهم... فالمهم إنه انقلاب يعقبه تقلُّب في نعيم السلطة.. > ثم يعقبه تقلب آخر في جحيم الزوال... طال الزمن أم قصر.. > فيتم (مسح) النظام... وآثاره... ورموزه... وخطبه... وهرائه، من ذاكرة الشعب.. > المهم أن كلمة (مسح) تأبى أن تنمحي من ذاكرتي.. > بمثلما عجزت ذاكرتي عن مسح ذكريات زمان (أمسح) الدراسية... الأليمة.. > أيام (مسحنا) للزاوية، وظلها... وجيبها... وجيب تمامها.. > فبعد كل ذلكم المسح > والإعادة > ثبت لنا أن الهندسة المستوية مُسحت من زمان.. > مُسحت من مقررات الدراسة في الدول المتطورة.. > وأُستعيض عنها بهندسة نظريات أينشتاين الخاصة بعدم استواء المكان.. > أي الهندسة المقعرة... والمحدبة... و(المكعبرة).. > وهذا هو الواقع الذي كان علينا دراسته... ولا وجود لخط مستقيم بين نقطتين.. > وكان الواجب (مسح) هذا الخطأ... لا مسح أخطائنا.. > المهم أنه ليس هنالك من مهم... ولا يمكن أن يكون هذا المهم مفردة (مسح).. > ولكن ربما سبب ترجرجها داخل رأسي تذكُّري (المساح).. > وما قادني إلى تذكره إعلان (متشاعر) شاب تسعيرة أشعاره الجديدة.. > ولا أدري إن كان السبب (ارتفاع) الدولار... أم (هبوط) ذائقتنا.. > فالقصيدة الخام بمبلغ ثلاثين ألف جنيه... والمصقولة بخمسين ألفاً.. > والفرق بينهما أن الثانية هذه جاهزة لحناً... وتشذيباً.. > وما على الواحد > أو الواحدة > سوى أن يغنيها... فيصير نجماً ذا (عداد).. > حتى وإن كان صوته من طبقة أصوات الحمير.. > فصخب اللحن يمسح كل ما قد ينتقص من نجومية الأمير... أو الملك...أو القيصر.. > وتذكرت > بمناسبة المسح > شاعرنا (الأمي) الفذ... علي المساح.. > فهو كان (يمسح) حواري مدني بحثاً عن جمال يحرك مكامن موهبته الفطرية.. > ومن بين أزقة هذه الحواري يتحفنا بـ(خلاصة الحواري).. > أو كما جاء في إحدى درره التي يستهلها بمقطع (يا غصن الرياض المايد).. > ثم يجيء الآن زمان شعري... وغنائي... نتمنى أنْ لو (يُمسح).. > وكذلك كل ما هو من زمان ظل الزاوية... وجيبها...وجتاها، مما تجاوزه الزمان.. > فأمواج الزمن مثل أمواج النهر، تتغير دوماً... وأبداً.. > والحالمون وحدهم من يتمنون ثبات الزمان... أو بقاء بعض ماضيه دون مسح.. > و(قول للزمان...أرجع يا زمان).. > و...........المهم !!.
alintibaha
|
|