من يحرك الشباب الثائرون . . ؟ بقلم الطيب الزين

من يحرك الشباب الثائرون . . ؟ بقلم الطيب الزين


03-10-2019, 05:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1552234973&rn=0


Post: #1
Title: من يحرك الشباب الثائرون . . ؟ بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 03-10-2019, 05:22 PM

05:22 PM March, 10 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر





بعض من الناس قد طرح على نفسه هذا السؤال، من يحرك الشباب الثائرون . . ؟
هل هو تجمع المهنيين . . ؟
أم هو إعلان الحرية والتغيير . . ؟
أم هو شعار الثورة الخالد.
حرية، سلام وعدالة، الثورة خيار الشعب . . ؟ أم أن هناك ثمة دوافع أخرى . . ؟
وإن كانت هناك دوافع أخرى، فما هي . . ؟
معروف لكل صاحب عقل، أن لكل خطوة أسباب ونتائج .
إذن ما هي الأسباب والأهداف التي ما زالت تحرك الثوار . . ؟ هل هي الحاجة لرغيف الخبز ، أم هي الرغبة في الحرية . . ؟
أم هما الأثنان معاً . . ؟
تجارب التاريخ المشرقة ، تخبرنا، أن الرغبات لوحدها، لا تصنع الحياة والتغيير .
بل الضرورات والتصورات الخلاقة، والإرادة المبدعة، هي القادرة على طرح الاسئلة وتقديم الأجوبة، التي تقترح فكرة ما، أو طريقة ما، أو خطوة ما، أو مبادرة ما، أو منهج ما، من خلاله يتمكن الإنسان من فهم جدلية السؤال والجواب في تشكيل وعيه، والخبز والحريّة في نسق حياته .
فتجمع المهنيين السودانيين، حمل على كاهله عبء هذا السؤال، معولاً لهدم وتقويض أركان نظام القهر والظلم والتخلف، وتحطيم متاريس كثيرة، سياسية وفكرية وثقافية وإجتماعية، أقعدت مسيرة بلادنا طويلاً. . !
فكان الحلقة التي ربطت الذاتي بالموضوعي والأسباب بالأهداف، والثوار بالثورة، والمكتسبات بالتضحيات، وقد رسم خارطة طريق واضحة تقود لفجر الخلاص بمبادرات خلاقة، وشعارات ملهمة، لذلك إستمرت الثورة متواصلة ومتسعة منذ ١٩ ديسمبر ٢٠١٨، وحتى يومنا هذا.
وهذا إصرار من الثوار يسنده وعي مبدع وإرادة قادرة لا تعرف المستحيل لصنع التغيير الذي يحفظ حقوق الجميع .
وهنا، نود أن نسأل: الذين ما زالوا يقفون
حتى الآن، على الرصيف، مكتفين بالصمت المريب . . !
أليست ثمة لحظة فارقة في حياة الإنسان تتوقف عليها بقية حياته. . ؟ وتاريخه بعد مماته . . ؟ وأمامنا تجارب الشعوب الحية التي بادرت وشقت طريقها نحو الضياء والنور والحياة واشراقاتها الجميلة.
وشعوب أخرى ما زالت رازحة تحت سجوف الظلام الكئيبة .
هذه اللحظة الفارقة، قد جاءت حينما إنطلقت المظاهرات العفوية في عطبرة، وهي ثمرة مخاضات نضالية طويلة، ومن ثم إتسعت دائرتها، فشملت كل مدن وقرى السودان، فتلاقت جراءة الخطوة، بنصاعة الفكرة، فإكتملت أركان الثورة، فأصبحت معركة شرف خاضها الشرفاء في بلادي والمهاجر بسلاح الوعي والمعرفة، فنسجت خيوط ثورة سلمية برغم غزارة الدماء التي سالت من الشرفاء، وفداحة التضحيات التي قدمها الثوار ما زالت ثورة سلمية.
هي ليست ضد إحد وإنما ضد اللصوص والحرامية. لذلك ظلت متواصلة، وأبوابها مشرعة تسع الجميع، إستلهاماً لتجارب شعبنا المشرفة، وتطلعاته المبدعة، للفكاك من أثقال التجارب المٌرة التي أورثتنا الخيبات المتواصلة والحروب المتناسلة . . !
كل هذه المخاضات المؤلمة في تاريخ شعبنا، علمته كيف يتمرد على الظلم والظلام ويشق طريقه في جوفهما، ترسيخاً لثقافة العدل والسلام، الذي يحفظ لبلادنا وحدتها، ويؤمن لها مستقبلها المشرق الخالي من القهر والحروب والنزاعات والمجاعات.
الوعي بهذه التحديات هو وقود الثورة الذي لا ينضب حتى بلوغ فجر الخلاص الذي فيه مكان ومتسع للجميع .
التحية للشرفاء الذين يواصلون النضال ويسيرون في كل يوم موكباً بشعار جديد. ولكل موكب رسالة لا تدعوا للتأمل فحسب بل الإنحياز لهذه الثورة المهلمة . . مليون سلام يا شعبي المعلم.
الطيب الزين