(الركائز الأساسية)! بقلم عبدالله الشيخ

(الركائز الأساسية)! بقلم عبدالله الشيخ


03-07-2019, 02:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1551922650&rn=1


Post: #1
Title: (الركائز الأساسية)! بقلم عبدالله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 03-07-2019, 02:37 AM
Parent: #0

01:37 AM March, 06 2019

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خط الاستواء






يُحكى أن أحد المجاذيب، زار الفنان أحمد عمر الرباطابي بعدَ أن أجلسه كِبر السِّن في بيته غرب أبو هشيم. بعد الترحاب والسؤال عن الحال والأحوال، بدا الزائر في حالة إشفاق على الفنان القدير، الذي اشتهر بغنائه وتطريبه الدافق في الزمن الجميل. من هذا المنطلق – الإشفاق – طلب الزائر من الفنان القدير، أحمد عُمر الرباطابي، أن يمدح له مدحة في الجناب النبوي، في معنى أن المديح – لا الغناء – يليق بمن هم مثله من كِبار السِّن.
لم يخذله الرباطابي الذي أترعَ ومدح وأبدع، مثلما هو بارع في كل الليالي الهادية.. ساعتها خرج الزائر عن طوره ورمى دمعتين شوقاً نحو الحِجاز، ومن شدّة الوجد والإعجاب – والشفقة أيضاً – على الفنان القدير، قال له: هسه دحين يا حاج أحمد، أكان مدحتَ طوالي، وخليت الغُنا دا، ما كان أخير؟.. رد عليه الرباطابي بسرعة البديهة قائلاً: (نان أخلّي الغُنا، عشان آكُل دِميعاتَكْ دَيل)؟
وهكذا دواليك.. في معترك الحياة هناك مقترحات تبدو معقولة، لكنها غير قابلة للتطبيق.. هناك آراء نيِّرة تُقال تزجية للوقت، مثال ذلك ما يشاع عن أن حل مشكلة الشرق الأوسط، يمكن أن يتأتى من خلال رؤية عربية مشتركة، أو يقال إن الاحتقان السياسي في بلد كالسودان، يُمكن تنفيسه باتفاق جميع الفرقاء وإن السودانيين قادرون على حل مشاكلهم، شريطة ألا يدخل بينهم دخيل، وفي هذا الصدد تُطرح الوصايا بضرورة لم الشمل وتوحيد الجهود وحشد الطاقات، وما إلى ذلك.
الشاهد أن أزمات المنطقة العربية تجاوزت حدود التنظير وخرجت عن السيطرة بعد انتقال دويلات المنطقة من فورة الربيع العربي، إلى صراع مذهبي – شيعي سني – بين المكونات الاجتماعية والسياسية، بالتالي أصبح الحديث بلغة المقترحات، عديم الجدوى، ناهيك عن أنه يثير سخرية المستمع.. وللسودانيّين أيضاً مقترحاتهم التي تبعث الأمل في النفوس، لكنها لا تؤثر مطلقاً في صفوف العيش ومشكلة المواصلات، ، نوعية المقترحات التي تبعث على الأمل تجدها على كل لسان حكومي أو معارض.
غالبية الناطقين بالضاد يحدثونك عن تقريب وجهات النظر، أو الحل عبر مؤتمر تحضيري أو مؤتمر دستوري، تحت رعاية الإيقاد أو دولة أوربية، بغية الوصول إلى صيغ مشتركة تفضي إلى ثوابت وطنية وتحافظ على اللُّحمة الوطنية، وتجنِّب البلاد المستحيل.. وصفة تحافظ على (الركائز الأساسية)!