(تحسَّس رأسك وتأكَّد) .. !! بقلم هيثم الفضل

(تحسَّس رأسك وتأكَّد) .. !! بقلم هيثم الفضل


03-04-2019, 05:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1551673274&rn=0


Post: #1
Title: (تحسَّس رأسك وتأكَّد) .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-04-2019, 05:21 AM

04:21 AM March, 03 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


بعد أن تم إستدعاء رئيس تحرير الجريدة السودانية ورئيس مجلس إدارتها ، وتم إبلاغهم بإحتياج الصدور الإلكتروني أيضاً إلى رقابة وموافقة السلطات المختصة (بعد أن إستحال منذ شهرين ويزيد صدورها ورقياً وهي تحتفظ بدثار إحترام عقول القراء وتطلَّعاتهم وإنحيازها المبدئي للحقيقة المحضة بلا رتوش ولا مجاملة ولا تقاعُس) ، طفقتُ زمناً طويلاً أُفكِّر في ماهية الإصلاح الذي ستعتمدهُ الحكومة أياً كانت صورها الشكلية ومحتوياتها (الضمنية) ، هل الإصلاح مصطلح يختلف في معانيه ومضامينه بين ما يدور في خلدهم و ما يدور في خلدنا ؟ ، وكيف للإصلاح الذي يرفع أهم شعار وعنوان وطني على الإطلاق متمثِّلاً في محاربة الفساد وترسيخ قيَّم العدالة عبر (وقوف رئاسة الجمهورية على مسافةٍ واحدة من الجميع) على حد ما ورد في الخطاب الرئاسي ، كيف له أن يكون ويتبَّدى على الواقع وأصحاب القرار يجرِّدون أيديهم من أهم آلة يمكن أن تساند عمليات محاربة الفساد وكشفه ومحاصرته ، بل ومنع وقوعه عبر ما يترتب عليه النشر النزيه من رسائل قد تصل لكل من تسوِّل له نفسه الخوض في فسادٍ ما ، مفادها أن هناك عيناً إعلامية وصحفية نزيهة ربما قدَّمته (متهماً) للرأي العام ، وبالتالي أفسحت الطريق لتقديمه للعداله ، كيف لمجريات (العدالة) والإنصاف التي ستركِّز عليها رئاسة الجمهورية مجهوداتها بالدرجة التي جعلت من الرئيس ينفض يديه بمستوىً لا لبس فيه عن الحزب الحاكم ؟ ، والصحافة وأجهزة الإعلام لم تزل مُكبَّلة بالقيود التي تمنعها من أداء دورها الطليعي في تمثيل دور المرآة التي تعكس لأولي الأمر وأصحاب القيادة أياً كانوا ، أوجُه القصور والمعوِّقات وأوجاع عامة الناس ومشاكلهم اليومية ، إن كانت إستراتيجية التوجُّه الجديد الذي لم نعُد نجزم حتى الآن بمكوناته وإتجاهاته لا تنبني تأسيساً على توسعة المواعين التي يمكن أن يصل بها صدى المطالب الجماهيرية عبر الصحافة والإعلام الحُر (كبديل) مُحتمل لصوت الشارع ، فلا مناص أبدأ لهذا الشعب غير أن يعلو بهتافه في الساحات والشوارع ، ألا يعلم هؤلاء أن هذا الشعب لو وجد مصداقيةً ماثلة وفاعلة ومحمية من الدولة والمجتمع في صحافته وإعلامه بما يفيد التعبير عن مطالبه وتطلعاته وحقوقه ومكتسباته ومشكلاته اليومية والإستراتيجية ، صدقوني لما إحتاج للخروج إلى الشوارع لأن كل شيءٍ كان سيكون على ما يُرام ، ولتعلموا أن دولة المؤسسات وسيادة روح الحرية والمساواة عبر التمثيل الديموقراطي ، جميعها ليست إلا (مكوِّنات) أساسية لحيازة وإمتلاك الدولة والشعب لصحافة حُرة ونزيهة وقادرة على قيادة الجانبين إلى مرافيء الحقيقة المحضة والمصلحة الوطنية العامة ، ببساطة كل من يخاف الصحافة والتوثيق والشفافية وموجبات علم الجمهور بما يجري أمام وخلف الكواليس هو وكما يقول إخواننا المصريين (على راسو بطحة) و نقول له و بنفس البساطة ( تحسّس رأسك وتأكَّد ) .