Post: #1
Title: إنها حالة طوارئ إضافية يا حرامية.. بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 03-01-2019, 02:13 PM
01:13 PM March, 01 2019 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن-السودان مكتبتى رابط مختصر
* يسمحون لك بحرية مقيدة.. فتركلها و تأخذ حريتك الكاملة غصبا عنهم.. فينصاعون للواقع و يزعمون أنهم أعطوك إياها عن طوع تكرما منهم..
* هذا ما نراه من إضطراب في مفاهيمهم هذه الأيام.. و نشاهد البلبلة في تفسيرهم لحالة الطوارئ (الإضافية) المعلنة قبل أيام..
* إنهم طغاة لا يعترفون بوجودك و لا تهمهم تطلعاتك في الحياة إلا وفق منظورهم لما ينبغي أن تكون عليه الحياة..
* و حالة الطوارئ التي أعلنتها حكومتهم العسكرية الممسكة بخناق السودان ليست حالة طوارئ جديدة، إنما هي امتداد لحالة طوارئ كسرتها ثورة الشباب عنوة و اقتدارا، و أجبر الثوار النظام على فرض حكم عسكري علني بإعلان حالة طوارئ إضافية ما لبثت ثورة الشباب أن كسرتها كذلك.. * ولم يجد النظام بدا من أن يزعم أن حالة الطوارئ المعلنة لم يكن الهدف منها المظاهرات بل محاربة التهريب و الفساد.. * و استمرت المظاهرات في عدة مواقع.. و استمر القمع و استمرت الاعتقالات و تواصلت المظاهرات رغم أمر الطوارئ الذي بمقتضاه فوض الحكم العسكري للقوات النظامية سلطات هي نفس السلطات التي كانت سائدة من قبل؛ فما دخول المباني و تفتيشها و تفتيش الأشخاص, بل و تفتيش هواتفهم، بالأمر الجديد.. كلها قديمة مرقعة بقطع ثياب جديدة..
* أما ما جاء في قولهم:"حظر إعداد أو نشر المعلومات والصور والوثائق والمستندات الشخصية الخاصة بأي شخص يشغل وظيفة عامة أو أسرته"، فهو أمر قائم منذ زمن، مع أنه لم يكن معلنا، و ما إعلانه الحالي سوى لتأكيد حماية أسر الحرامية من (مناظير) الاستقصائيين و قصاصي أثر الفساد و أثر الفاسدين في كل مكان في الداخل و الخارج..
* و مربط الفرس في كافوري .. و هو مربط مقيم لا زوال له إلا بزوال النظام الذي تأسس على الفساد و يتنفس فسادا و إفسادا و يشرف على استمرار الفساد بوسائل متعددة ليس أقلها التحلل و فقه الضرورة الذي بلا ضرورة..
* و لحماة الفساد مخالب و أنياب و (كتائب ظل) ظلت تعمل ليل نهار.. و تنهش العديد من الكتاب و السياسيين المعارضين.. و اعتقلت و أحدثت عاهات دائمة في الثائرين ثورة سلمية ضد الحرامية و قتلت العديد من الثوار بدم بارد.. * و من ضحايا حماة الفساد الصحفي الجرئ عثمان ميرغني و صحيفته "التيار " التي ظلت تتبع آثار الفاسدين و تثير حنق متنفذي النظام منذ كشفها للفساد في مؤسسة الأقطان و شركة سكر مشكور و فساد مستوردي بذور عباد الشمس الفاسدة و الخ.. و وصل غبن النظام الفاسد أقصى حدوده يوم سلط الميليشيات لقتل الصحفي عثمان، و ربما لتعطيله من الكتابة.. لكن إرادة الله أعادته إلى الحياة و إلى الكتابة.. و شاء الله أن يعتقله النظام قبل أيام متلبسا ب(جريمة) الحديث، بإيجابية، عن مآلات ثورة الشباب.. فك الله اسره و أعاده إلى أسرته الكبيرة و الصغيرة..
* و عانى صحفيو "التيار"، قبل إعلان الطوارئ الإضافية، من طغيان النظام و عنجهية وتسلط أمنه في إستدعاءات إلى مكاتب الأمن و الإبقاء هنالك لساعات طويلة في تحقيقات مضنية أحياناً، و عبثا بلا تحقيقات في حالات..
* و يحيرنا ما حدث مؤخراً للصحفية الجريئة شمائل النور و منعها من الكتابة و منع كتابة كلمة (محتجب) مكان عمودها الراتب (العصب السابع).. أي تشف هذا يا هؤلاء.. و أي استبداد هو؟!
* و كما عانت صحيفة "التيار" من عنجهية و صلف أمن النظام، عانت صحيفة "الجريدة" الورقية هي الأخرى من عداء مستحكم من قبل مكتب الأمن.. فلا يمر أسبوع إلا و يطالها (رصاص) المصادرة (بعد الطبع)، بما يعني إلحاق أكبر الخسائر للصحيفة مع سبق الإصرار و الترصد.. و يتواصل التعسف مع محرري "الجريدة" بإستدعاءات متكررة لمحرريها إلى مكاتب الأمن.. و منع إثنين من أجرأ كتابها، عثمان شبونة و زهير السراج، من الكتابة.. و التضييق باستدعاءات متواصلة للكاتب الاستقصائي الجرئ محمد وداعة الله و الصحفية الشجاعة هنادي الصديق.. * و بلغ التعسف قمته بمنع صحيفة " الجريدة" الورقية و الإليكترونية معا من الصدور إلا بشروط تحول دونها و الكتابة في السياسة، مع أنها صحيفة سياسية.. * إن التيار و الجريدة صحيفتان ظلتا موضوعتين تحت مجهر الأمن طوال فترة الطوارئ غير المعلنة في السابق.. و يتواصل التضييق عليهما بعد الطوارئ فوق الإضافية الحالية..
* لا اختلاف بين طوارئ الأمس و الطوارئ الإضافية اليوم.. و لا بين الحكم العسكري غير المعلن سابقاً و الحكم العسكري المعلن حالياً.. فكلا الحكمين تحت نفس الدكتاتور و إن تغيرت أسماء معاونيه..
* و كلا الحكمين يحميان رأس الفساد و باقي المفسدين بقوة السلاح و موت الضمير..
* و في الطوارئ الإضافية تهديد مغلظ بالسجن في حدود ١٠ سنوات و الغرامة ٥٠ مليون جنيها..
* أضحكني التهديد و الوعيد و مرت بخاطري صورة الفريق عبدالرحيم محمد حسين و هو يصرخ :- " الحتات كلها باعوها!".. * هل نمتنع عن الكتابة عن أمثال تلك الصورة الكاريكاتيرية..
* كان الفريق عبدالرحيم يعلم من هو فاعل البيع لكنه تعامل مع الفاعل كضمير مستتر و ترك تقديره لك أنت لأن الحكاية خربانة من كبارا..
* و "تتعدد الأسباب و الموت واحد".. لكن الحرامية حين يهددوننا و يتوعدوننا بالطوارئ الإضافية، لا يدرون من يهددون و لا من يتوعدون! ..
|
|