الاحتجاجات كبزنس جديد... بقلم د.أمل الكردفاني

الاحتجاجات كبزنس جديد... بقلم د.أمل الكردفاني


02-28-2019, 11:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1551392417&rn=0


Post: #1
Title: الاحتجاجات كبزنس جديد... بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-28-2019, 11:20 PM

10:20 PM February, 28 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




قال الحكيم صن زوو في فن الحرب أن الذكي هو من ينتصر قبل أن يخوض المعركة.
هذه الحكمة هي التي اتبعتها الولايات المتحدة في كافة حروبها... فهي تحصل على الممولين وتضخ مالهم في شركات الاسلحة الامريكية ثم تشتري الاسلحة ثم تدمرها في الدولة المستهدفة ثم تسرق الدولة المهزومة ؛ ثم تشعل حربا أخرى.
الدول التي تخوض حروبها دون أن تستهدف تحقيق ارباح أكبر من خسائرها هي في الواقع دول بائسة حيث تنفق كل مواردها في الحرب ثم تنهزم او على الاقل تنهار اقتصاديا.
يبدو أن النظام قد اتخذ قراره بأن يتبع هذه النظرية البراغماتية ، فبدلا من أن تتحول التظاهرات الجماهيرية لمصدر قلق وخسارة قرر أن يحولها لمصدر دخل ؛ فمن ناحية ستغطي تكاليف القوات النظامية ، ومن ناحية أخرى ستفتح شهية هذه القوات للقبض على أكبر عدد من المتظاهرين ومن نوعيات محددة بعينها. فحصول القوات على نسبة من الغرامات المحكوم بها على المتظاهرين يجعل من عمل هذه القوات أكثر فائدة ونفعا....كما أن النظام بعد هذا لن يعمل على استخدام العنف لأن سلامة الأسرى ستكون مهمة جدا (حياة الزبون مهمة جدا).
ما أتوقعه في الأيام المقبلة أن تزداد عمليات القبض على الفتيات المتظاهرات على وجه التحديد...والشباب الذي تبدو عليه ملامح الدعة .. (طبعا ناس بري والجريفات والامبدات يمتنعون). وهكذا يصبح القبض على كل متظاهر غنيمة. إنها سياسة امريكية بامتياز.
(اتركه يخرج .. اقبض عليه.. اجبره على الدفع...اطلق سراحه..وانتظره ليخرج مرة أخرى)...فيصبح الثوار هم العرض والطلب في نفس الوقت.
لم أشهد يوما مثل هذه العقلية الشيطانية الخبيثة ، فحتى في اعتى الدكتاتوريات كان تصرف انظمتها مباشرا وقمعيا بشدة...فمن يخطط لهذا النظام ، ولماذا لم يخطط هذا النظام بمثل هذا الذكاء لتنمية الدولة بدلا عن اهلاك الحرث والنسل...؟ لماذا هم أذكياء في الشر أغبياء في الخير ان كان فيهم خير وليس فيهم.
ليس مستبعدا بعد هذا أن يقوم المتأسلمون بإنشاء شركات خاصة تتعاقد مع الاجهزة الأمنية للقبض على المتظاهرين بنسبة من مبلغ الغرامة. وايمانا بالتخصص الدقيق تنشأ شركات أخرى لتحصيل الغرامة بطرق التنفيذ القانونية (كلو بالقانون)...وشركات أخرى تتخصص في اغراء طبقات معينة للتظاهر واستهداف شرائح معينة ودفعها للخروج إلى الشارع. وشركات رابعة تأكل من بقايا فضلات المائدة..كمحلات عصير قرب أماكن التظاهر واماكن بيع أرصدة الهاتف يتم منح عطاءاتها للصف الطيش في الحركة الاسلامية...الخ. وليس من المستبعد فوق هذا كله أن يتم تهيئة ساحات معينة لكي تجمع أكبر كم من المتظاهرين...وربما في المستقبل لن يحتاج الأمر لمحاكمات قضائية وهمية ، بل تستفيد الحكومة من خبرات الحلاقين الاحباش حيث تعلق لافتات كبيرة عليها الاسعار:
- الراس للذكر 50 ج .
-الراس للانثى 120 ج.
- الراس للخنثى 90 ج.
- الراس والدقن 70 ج.
- دقن بس 30 ج.
- حمام زيت 80 ج.
- ....... (وعجبي)...