القتل بقلم بارد-أسرار وخبايا مقتل الطفل بقلم د.أمل الكردفاني

القتل بقلم بارد-أسرار وخبايا مقتل الطفل بقلم د.أمل الكردفاني


02-28-2019, 02:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1551360920&rn=0


Post: #1
Title: القتل بقلم بارد-أسرار وخبايا مقتل الطفل بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-28-2019, 02:35 PM

01:35 PM February, 28 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




دهسته السيارة.. قتلته وأصيب شقيقه...الخ..
كل هذه أكاذيب..كل هذه أكاذيب الجريمة النكراء التي يتستر عليها الإعلام وأهل الضحايا...
فاليكم القصة الحقيقية...
في جنح الظلام ؛ انطلقت مجموعة من المليشيات بسيارات تاتشر وأحاطت منزل المجني عليه وحاصرته ؛ ثم بدأت في إلقاء قنابل حارقة بقصد اشعال المنزل... خرجت الأم تولول صارخة بأطفالها... أما الاب فقد لحق بها بعد أن أدرك فشله المحتوم في إطفاء النيران...وما أن خرج الجميع حتى تلقتهم زخات الرصاص فأردت الطفل مباشرة وأصيب الباقون ؛ ثم اندفعت مجموعة المليشيا هذه حيث قيدت الزوج والزوجة واغتصبتهما علنا ...
نعم هذه الحقيقة التي استمرت منذ عام 2003 وحتى اليوم وأطفال الهامش يتم قتلهم واغتصابهم وحرقهم في دارفور وجبال النوبة... لكن لا أحد يكترث... لا أحد يرفع صوته معترضا وطالبا بكشف ومعاقبة الجناة..الصواريخ تنهال من الانتنوف فتبيد أسرا بل قبائل بأكملها...ولا حياة لمن تنادي...لم نرى المواقع الاسفيرية تتناقل صور جثثهم المحترقة ولم نشاهد وسائل التواصل الاجتماعي تهب هبة رجل واحد فزعة متباكية عليهم...ولم نجد بيانا واحدا لا من الشرطة ولا الجيش ولا مسؤول ليشرح ما حدث أو يبرره.
طفل دهسته سيارة في حادث عادي أثار كل هذه الزوبعة وملايين يتم قتلهم روحا وجسدا ولا نسمع لمولولين عليهم اليوم ركزا.
والسؤال:
- إما أن ما حدث من صمت طوال العقود الماضية هو عنصرية لا مراء فيها.
-أو أن هذه الانسانية التي هبطت على هؤلاء لها دوافع لا انسانية.
ولا يوجد احتمال ثالث...
هل هناك احتمال ثالث؟
قبل عدة سنوات كتبت ذات الأمر بعد مشاهدة فيديو لمقتل قرية كاملة.. كانت بعض الجثث لا زالت تتنفس بنصف رأس والنصف الآخر سحقته القنابل..وكانت هناك جثث أشخاص متفحمين على أسرتهم... وجثث الأطفال كالفراش المبثوث ... منتفخة ومتعفنة... رفعت عقيرتي وصرخت..لماذا أنتم صامتون...؟
عندما غرق أطفال المناصير أيضا تعالت الصرخات...
هل يعتقد هؤلاء أن تلك الشعوب لا تعرف ولا تشعر .. إن الطفل يعرف جيدا ما اذا كان أبواه يفضلان إخوته عليه..أو يفضلانه عليهم..فما بالك بكائنات بالغة عاقلة...
لماذا وقف المهمشون اليوم من الثورة جانبا وهم يراقبونها بصمت؟
الاجابة واضحة...
إن ما يحدث اليوم من الغاغة والصراخ هذا مضر جدا بوحدة النسيج الاجتماعي ، فهو مستفز للآخرين ممن ظلوا حتى اليوم يتعرضون للقتل والاغتصاب الجماعي دون حتى أن يتم تبادل صورهم على الواتس أو في قروبات الثورة...
عندما نتحدث عن الانسانية فمن الضروري -حتى لو كنا نفكر في الآخر كحيوان- أن نضع في حسباننا أننا يجب ألا نصدر صحيفة الانتباهة من جديدة...صحيفة الطيب مصطفى الذي قال: فليذهبوا بعرقهم وعرقيهم. وحين اصبح الجنوبيون أصحاب دولة وفقد الشمال مصدر دخله...عاد نفس الشخص محاولا الدفاع عن نظام فصل الجنوب وفقد خيرات البترول.
دعني أقولها صراحة:
اليوم كل حديث لجنوبي ما مسؤولا كان أم غير مسؤول أصبح محل اعتبار هنا.
وهذا يعني ببساطة: أن الجنوبيين كان لديهم بالفعل قضية وأنهم بالفعل استقلوا ولم ينفصلوا...وأنهن كانوا بالفعل يعاملون كحيوانات...