أبيي و الغياب الوطني.؟ بقلم عوض فلسطيني

أبيي و الغياب الوطني.؟ بقلم عوض فلسطيني


02-20-2019, 03:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1550672176&rn=0


Post: #1
Title: أبيي و الغياب الوطني.؟ بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 02-20-2019, 03:16 PM

02:16 PM February, 20 2019

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




أشواق وأشواك


عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأحد الماضي، الجنرال الإثيوبي محاري زودي، قائدا لقوة بعثة الأمم المتحدة المؤقتة المتواجدة في أبيي والمعروفة ب"يونيسفا" وهي قوات اممية وضعتها الامم المتحدة في المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان،محاري جاء خلفاً لغبري ماريام أدهانا القائد السابق للبعثة.
وفي اكتوبر الماضي أعلن مجلس الأمن الدولي تمديده ولاية “يونيسفا” في أبيي لمدة ستة أشهر اخرى تنتهي في 15 أبريل 2019، التجديد جاء مستبطناً بتهديد بأن هذا التمديد سيكون هو الأخير مالم يحرز السودان وجنوب السودان تقدماً ملموساً في ترسيم الحدود!!
قوة “يونيسفا” هي قوة تأسست في يونيو 2011، وهي مكلفة برصد الحدود الدائمة التوتر بين السودان وجنوب السودان، بعد كثير من الخروقات التي شهدتها المنطقة وابيي هي واحدة من القضايا العالقة بين البلدين عقب إنفصال دولة جنوب السودان، لقوة يونيسفا تفويضاً يسمح لها باستخدام ‏القوة لحماية المدنيين والعاملين في مجال المساعدة الإنسانية في أبيي وهي قوة قوامها 500 4 جندي اثيوبي تنتشر في الميدان لدعم جهود وضمان السلام والأمن في ابيي.
على الرغم من الحضور الاممي المشروط بإجراز تقدم بين الدولتين ، نلاحظ ان أعضاء لجنة الرقابة المشتركة للمنطقة من السودان وجنوب السودان، ظلت في غياب تام، ولا توجد لها خطوات في ارض الواقع تقودها الى تفاهمات مشتركة بين الدولتين، من اجل ترسيم الحدود او التعايش السلمي في المنطقة، وغد فشلت دعوة سابقة لاجتماع في 16 أغسطس 2017م بين اللجان المشتركة، وكذلك دعوة اخرى لاجتماع آخر للقادة التقلديين من قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية في 17 أغسطس من ذات العام، ولعل الاوضاع التي عاشتها دولة جنوب السودان كانت وراء فشل هذه الجهود التي قامت بها الوساطة الافريقية.
في تصريحات سابقة لحاكم أبيي المشترك من جانب جنوب السودان ذكرأن فشل الأطراف في إنشاء إدارة في المنطقة، وتحديد الحدود وتلبية الالتزامات المتعلقة بالأمن وتوزيع الثروة وتقديم الخدمات الأساسية وعودة النازحين واللاجئين أصبحت مصدر قلق كبير، بينما يرى الجانب السودانى في تصريحات سابقة كذلك انه على استعداد لتنفيذ الاجراءات المتفق عليها بالمنطقة، ويتهم دولة جنوب السودان بعرقلة الادارة المشتركة وعدم تنفيذ الترتيبات الامنية المتفق عليها فى سبتمبر عام 2012.
الملاحظ ان الحراك الاممي والاهتمام الدولي اكبر من الاهتمام الوطني المتمثل في الدولتين بشعوبهما وهم اهل المصلحة الحقيقية،الان هناك تغيير في لجنة الرقابة المشتركة لمنطقة أبيي من الجانب السوداني والتي كان على راسها حسن على نمر، الذي أتى بديلاً له الان الاستاذ احمد الصالح صلوجة الذي بدأ عهده بزيارة للمنطقة قبل ايام ، من خطوة الامين العام للامم المتحدة التي كلف بموجبها محاري زودي.
ينبقي ان ترتفع الهمة الوطنية في الدولتين للإهتمام اكثر واكثر بالمنطقة ، وان تدفع بشعوبها في مقدمة الحراك من اجل تحقيق وفاق وتعايش سلمي بدلاُ عن الصمت الرسمي المشهود الان!!
المنطقة تصلح ان تكون منطقة تعايش تفرض اجندتها الدبلوماسية الشعبية على رصيفتها الرسمية، إذا توفرت الإرادة،، أشواق التعايش السلمي في المنطقة حاضرة في وجدان الطرفين، لكن تعتريها بعض الأشواك يجب إزالتها حتى تنعم المنطقة بالسلام.

صحيفة الاخبار