Post: #1
Title: وعيٌ وجودي!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 02-18-2019, 06:57 PM
05:57 PM February, 18 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
بالمنطق
< تمعن معي في عظمة هذه الآيات: < )وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ.. < وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى.. < شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ.. < أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ.. < وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(.. < وليست هي عظيمة وحسب... وإنما مخيفة.. < وسبب ما فيها من رهبة تلخيصها لفلسفة الوعي الوجودي.. < فلسفة الجمع بين نقيضين... العدم والوجود.. < فلسفة مخالفة لما درج على قوله الوجوديون عن العدم.. < فالآيات تثبت أن لنا وجوداً )ذا وعي(... يسبق وجودنا )ذا الصرخة(.. < إن لنا قدراً من الوعي... وإن بدا عدمياً.. < وعي أدركنا به وجود الله إذ يشهدنا على أنفسنا في عالمه الأزلي.. < وأدركنا به وجودنا نحن إذ نقول بلى.. < ودلالة وعينا هذا هو الإيمان )الفطري( بالله.. < ثم يضل من ضل منا بفعل أهواء النفس... وإغراء الدنيا... وغواية الشيطان.. < ولكنها ضلالة تغبش الفطرة... ولا تمحوها.. < وفي ذلك يقول الحق: )وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه(.. < إذن... فالإنسان موجود )وعياً( قبل أن يولد.. < وسوف يوجد )وعياً(... بعد أن يموت.. < ولكن الوعي الثاني هذا يختلف عن الأول بانبعاثه عن ذاته.. < هو وعي بالروح التي هي من روح الله.. < يقول تعالى: )فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(.. < ومن ثم فإن لها شيئاً من خصائصها مع الفارق.. < فالروح حين كانت في الجسد توظف أعضاءه لأغراض وعيها.. < فهي ترى بالعين... وتسمع بالأذن... وتعي بالعقل.. < وعندما تغادر الجسد تكون هي )ذاتها( الناظرة... والسامعة... والواعية.. < ولكن تنعدم صلتها العضوية بعالم المحسوس.. < أو تظل واعية به من وراء حجاب.. < يقول تعالى: )ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون(.. < ولذلك يكثر الحديث عن نوع من التواصل غريب بين الأحياء والأموات.. < أو في الحقيقة... هم ليسوا أمواتاً إلا بأجسادهم.. < ولكن أرواحهم تبقى حية ذات وعي لا يخضع لنواميس دنيانا.. < وعي لا تحده حدود الزمان... والمكان... والأبدان.. < وتعي كذلك بمصيرها... ثواباً كان أم عقاباً.. < يقول الخالق: )النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا.. < وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ(.. < فلا عدم ــ إذن ــ إلا عدم الوعي بعدمية الدنيا تحت تأثير الشهوات.. < شهوات النفس... والمال... والسلطة.. < وفرعون لم )يدرك( هذه الحقيقة إلا حين )أدركه الغرق(.. < وسقط في الامتحان ذي الكلمتين.. < لعلهم يرجعون!!
الانتباهة
|
Post: #2
Title: Re: وعيٌ وجودي!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: عبده
Date: 02-19-2019, 08:36 AM
Parent: #1
لك التحية أخى الكاتب هذا الإنسان لو أراد الأيمان و معرفة الله لوجد ملايين الأدلة لكن الكبر و الجهل هو ما يمنعه من التسليم قال تعالى : قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) الأنعام و قال تعالى فى صورة النمل : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) و ذلك فى آل فرعون عندما أدركوا أن الآيات التسع التى أتى بها موسى عليه السلام ليست سحرا و إنما هى آية من آيات الله و لكن الظلم و التكبر الذى منعهم من الإيمان و هذا حال كل غير المؤمنين فهم يرون أنفسهم أكبر و أعلى من أن يؤمنوا بالدين الى يتبعه بسطاء الناس و هم العلماء و المثقفون و المستنيرون و فى حقيقة الأمر هم فى ظلمات لا يبصرون.
|
|