الفوضى تنخر في مؤسسات الجيش من الداخل! بقلم عثمان محمد حسن

الفوضى تنخر في مؤسسات الجيش من الداخل! بقلم عثمان محمد حسن


02-16-2019, 01:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1550319686&rn=0


Post: #1
Title: الفوضى تنخر في مؤسسات الجيش من الداخل! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 02-16-2019, 01:21 PM

12:21 PM February, 16 2019

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر







* في دولة متعددة الانتماءات الدينية يتوقع أن تكون عقيدة الجيش عقيدة (قومية) لا يتم فيها فرض آيديولوجية دينية أو حزبية بعينها على جميع الضباط و الأفراد..
* و الجيش يعني الضبط و الربط و إطاعة الأوامر العسكرية الصادرة تراتبيا.. و الأوامر لا ينبغي لها أن تصدر من رتبة أعلى إلى رتبة أدنى مصبوغة بالصبغة الدينية أو الحزبية..
* و ليس ضمن مهام الجيش أن يطلب ضابط مسلم، مثلاً، من ضابط مسيحي أو لا ديني ترديد تكبيرات أو تهليلات أي شعارات دينية خلفه..
* لكن هذا يحدث في جيش (الإنقاذ الرسالي).. و معلوم أن الجيش السوداني لا يخلو من ضباط و أفراد مسيحيين، و ربما ضم عدداً من اللا دينيين لا يؤمنون بالتهليلات و التكبيرات خاصة و أنهما صارتا علامتين من علامات النفاق و التجارة بالدين في عصر (الإنقاذ) المظلم..
* كثير من غير العسكريين يرفضون ترديد التهليلات و التكبيرات حين تفرضها المايكروفونات عليهم أثناء التحشيدات المحشودة، إجباريا، بغرض إظهار مدى التفاف الجماهير حول النظام الآيل للسقوط.. النظام المرفوض بالواضح مدنيا و بعدم تنفيذ بعض الأوامر عسكرياً..
* و بالأمس القريب إجتمع وزير الدفاع و رئيس الأركان بضباط من رتبة نقيب إلى رتبة ملازم بغرض (التنوير).. و لم يكن ذاك التنوير سوى للالتفاف حول النظام القائم ضد الثورة الشعبية المستمرة منذ شهرين و نيف..
* تسرب شيئ من ما جرى في الاجتماع إلى صفحة د. الصديق اليسع عبدالقادر بالفيسبوك.. و نقلته صحيفة الراكوبة..
* و يقول الخبر أن الفريق أول كمال عبد المعروف بدأ التنوير بتكبيرة ( الله أكبر!) متوقعا من الضباط أن (يكبروا) معه.. و تفاجأ بأن لا أحد من الضباط استجاب ل(تكبيرته) .. فمازحهم بقوله: " الليلة لو ما كبرتوا أنا ما بمشي من هنا".. ثم كرر التكبيرة ممددة تمديدا.. فرددها خلفه ضباط جالسون في الصف الأول، رددوها في تثاقل .. و مع ذلك استهجن ضباط الصفوف الخلفية إستجابة زملائهم للتكبيرة قائلين: (يا خرت!) بقصد الإساءة إليهم و تحقيرهم بسبب تخاذلهم..
* يبدو أن الجيش السوداني مستاء من ما يحدث في البلد من قبل نظام (الإنقاذ).. و يبدو أن قادة الجيش يقفون وحدهم على خط النظام.. فهؤلاء القادة (منظمون) لم تتم ترقيتهم لكفاءتهم بل لإنتمائهم و طاعتهم العمياء لتنفيذ أجندة المؤتمر الوطني داخل الجيش؛ ما أفقدهم إحترام الضباط الآخرين..
* و اقرأوا معي جزءً مما ذكره د. الصديق اليسع عبدالقادر بالفيسبوك حيث يقول:-
"صعد السيد وزير الدفاع إلى المنصة وكانت تبدوا عليه علامات الغضب من عدم تكبير الضباط .. فبدأ حديثة بالآتي ( أي زول حاسي إنو الكلام دا ما عاجبوا ممكن يطلع طوالي) .. فكانت المفاجأة الأخرى بأن نصف ضباط القاعة قد خرجوا .. وأثناء خروجهم تعمد بعضهم إيصاله عبارات خادشة للحياء والتي سمعها وتجاوزت سمعه إلى غيره من الحضور والتي تسمى فيما بينهم مجازاً بعبارة (تسميع) في قاموس الجيش .. فكانت ردة فعله أن قال لهم المؤمن ليس بطعان ولا لعان .. لم يعيروه أدنى إهتمام وخرجوا .. وواصل التنوير بأعداد قليلة من الضباط من الذين كانت لهم مصلحة وفلسفة في الحضور .."

* تأملوا ردة فعل وزير الدفاع لكل ما حدث.. و خاصة لما بدر من صغار الضباط من عبارات خادشة للحياء.. تأملوها لتتأكدوا من ضعف شخصية الوزير.. ثم عودوا و تأملوا ضعف شخصية رئيس أركان القوات المسلحة حيث قال: " الليلة لو ما كبرتوا أنا ما بمشي من هنا"..
قالها لصغار الضباط و هو الضابط (العظيم) الذي يأمر فيطاع و لا ينبغي له أن يستجدي الإطاعة..
* لقد إنهار الجيش من الداخل.. و الفوضى تنخر في مؤسساته مثل ما تفعل في جميع المؤسسات العامة بفضل (تمكين) غير الأكفاء!
* قاتل الله (التمكين) اللعين.. لقد أضاع الجيش السوداني كما أضاع السودان كله..