ماذا بعد منتصف الطريق.. بقلم خليل محمد سليمان

ماذا بعد منتصف الطريق.. بقلم خليل محمد سليمان


02-16-2019, 00:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1550272126&rn=1


Post: #1
Title: ماذا بعد منتصف الطريق.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 02-16-2019, 00:08 AM
Parent: #0

11:08 PM February, 15 2019

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






تصريح وزير خارجية امريكا عدى ولم نلقي له بال وللأسف من وقف عنده قرأه خطأ..

من الآخر نحن لا نتدخل او حتي ندعم او نؤيد من يتدخل او يدعم إسقاط النظام من خارج السودان..

هذا محمل تصريح الرجل الاهم في السياسة الخارجية الامريكية..

لماذا؟

المجتمع الدولي الذي تقوده امريكا لديه اولويات تتمثل في ثلاثة ملفات.. إثنين منها تخص امنهم القومي.. الإرهاب و الهجرة الغير شرعية والإتجار بالبشر..

الملف الثالث هو الاكثر تعقيداٌ بالنسبة لهم هو قضية المصالحة والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع في ظل تواجد مليشيات وإنتشار للسلاح بشكل عشوائي وسط حالة من الغبن والإحتقان في بلد شاسع ومتعدد الإثنيات و الثقافات والاديان..

اعتقد حتي الآن لم تكن لدي قوى التغيير اي خطط او برامج و دراسات تناقش هذه القضايا بشكل جاد ومقنع ..

حتي الآن الغرب عموما يستمع لخطاب واحد هو متمثل في رؤية النظام بأنه هو القادر علي التعامل مع هذه الملفات حتي لو لم يتمكن من حسمها فإنها غير قابلة للأتساع ويمكنه محاصرتها..

المجتمع الدولي واجه فشل كبير في معظم الملفات الامنية في المنطقة فلا ينقصه فتح جبهة يمكنها ان تؤدي إلي عدم الإستقرار في العديد من الدول الافريقية التي تعاني في الاصل من ضعف الحالة الامنية..

يجب مناقشة هذه الملفات بجدية والإستعانة بتجارب دول كثيرة إنتقلت من حالة الحروب الاهلية إلي السلم والإستقرار..

هذه الملفات لها علاقة مباشرة بقضية التغيير تحتاج لوقت وجهد بالتوازي مع كل القضايا..

الآن لسنا بحاجة لنُعَرِف المجتمع الدولي بجرائم النظام فهذا امر حسمته المحكمة الجنائية قبل اكثر من عشرة اعوام..

المطلوب إرسال رسائل بصورة علمية وجادة في شكل دراسات تتفق عليها كل قوى التغيير لتخاطب مخاوف المجتمع الدولي في كيفية التعامل مع هذه الملفات..

هنا الاقرب لهذه الملفات في قوى التغيير هي الحركات المسلحة ..عليها ان تخرج من حالة الجمود والخطاب الذي ظل يتكرر في مخاطبة الازمة دون دراسات او تطور في الاداء لمواكبة حجم التغيير المنشود في النواحي الامنية والإستراتيجية..

الثورة قطعت نصف الطريق بشكل عملي وهذا يمثل نجاح تنقصه الخطط والبرامج والدراسات المكملة..


من يرى ان حالة البلاد تشابه ما جرى في ثورتي إكتوبر وابريل ويمكن الإنتقال بشكل سهل ومريح نحو التغيير فهو مخطئ.. ما لم توضع المتغيّرات التي طرأت علي السودان داخلياً والوضع الإقليمي والقضايا الدولية التي لا تنفصل عن قضايا التغيير في الحسبان فستظل الشقة بيننا وبين التغيير واسعة..

لا يمكن حسم معركة التغيير بعيداً عن دعم المجتمع الدولي الذي تفرضه إرادتنا القوية وبشكل عملي ومقنع..


خليل محمد سليمان