Post: #1
Title: دفن الليل اب كراعا بره بقلم محمد صالح رزق الله
Author: محمد صالح رزق الله
Date: 02-14-2019, 01:57 PM
12:57 PM February, 14 2019 سودانيز اون لاين محمد صالح رزق الله-بريطانيا مكتبتى رابط مختصر
من الجلي الواضح أن ثلة من القوم ، لم يستوعبون الدرس ولم يفهمون الرسالة بعد . فنجد أنفسنا مضطرين لنعيد علي مسامعهم مرة اخري ان ( سودان الأمس ولي و مضي و لن يعود ) و نراهم ما مافتأوا في غيهم يعمهون ، لا تغلبهم الحيلة في تدليس المواقف و خلخلتها ، بتليين نبرة حديثهم و تزينه بلباقة لفظية عساها ان تروق للمستمعين فيسترقوا السمع لهم ، و ينهلوا من غثاء حديثهم اللاجاج الذي يعيي البدن و يدمي الفؤاد ، و يصيب النفس حسرة علي قوم قل ان يتعظوا . كيف يستقيم القول أن أحوال الوطن تتحمل الانتظار أربعة أعوام اخري ، حتي يتم البت فيما هو السبب الجوهري في مآسي و معاناة كل اهل السودان ، ليس منذ ما سمي بالاستقلال بل من قبل ذلك بكثير ، فمنذ معركة كرري ليومنا هذا كل أسس و قواعد وقوانين الدولة منحازة ، حائرة ،مذلة و غير منصفة . لماذا ؟ لأنها بنيت علي أسس و قواعد خاطئة ، أسس المحاصصة و الخيانة و الموالاه لمن هم أعداء للوطن ، و الذين والوا المعتدين هم من نهبوا خيرات البلد ، و حازوا بصور غير مشروعة علي مقدرات الوطن ، وشرعوا القوانين والأسس والقواعد لكي تحميهم وتحمي مصالحهم ، و انطبع في عقلهم الباطن مفهوم ان البلد بلدهم وهم أسيادها ، وقاوموا بشراسة أي تشريع يحدد ماهية و ملامح شكل الدولة وكيف تدار ، ولم يقبلوا بأن يتساوى الإنسان السوداني معهم و خلقوا لأنفسهم مسميات وكيانات تميزهم عن الآخرين ، وقسموا الناس طوائف ، ونشروا الخرافة والبدع والدجل ، وباسم الطائفة الدينية استبدوا ، واستعبدوا البسطاء واستغلوهم استغلالا تقشعر منه الأبدان ، وجردوا الإنسان السوداني من كل حقوقة ، و لم يعد يسيطر حتي علي أسرته الصغيرة . وتراكم هذه الأساليب والممارسات اللاإنسانية من قبل هذه الفئة أنجبت كل بلاوي الوطن واحدث مواليدهم الشرعين الأكثر تشوها هو الحركة الإسلامية ونظامها المؤتمر الوطني بحلفائه السلفين ، فهو نتاج طبيعي و منطقي لممارساتهم وتجربتهم الضنكا . فمنذ معركة كرري الشهيرة والتي قوضت علي اثرها دولة الخليفة عبدالله علي يد الغزو الانجليزي المصري ، الذي كان حاديهم ودليلهم بعض أحفاد هؤلاء القوم ، مرورا بخيانة ثورة ١٩٢٤م بقيادة البطلين علي عبداللطيف والماظ من قبل زعماء هؤلاء القوم ، و أرباب الخيانات نمو و تطوروا و أصبحوا قوة طائفية ، وكانوا راعين لما سمي استقلال لذلك جاء مبتورا وناقصا و عقيما ، بذالك أتت كل ما بعده من مراحل غثاءا احوي ، مما سهل اشتعال النيران فيه ، بتأجيج نار الحرب الأولي في( جنوب الوطن) سابقا ، وتكالب هؤلاء القوم و عاثوا في ارض السودان البكر فسادا ،بحيث قطعوا و احرقوا الغابات و ابادوا الحياة البرية بدون وازع أو ضمير ، وافسدوا خصوبة الأرض بالتوسع في زراعة الحريق بلا ضوابط وعلم كان ذلك من أجل الكسب السهل الرخيص وبعد هذا اول فساد منظم في تاريخ السودان الحديث ، من ثم احهضوا ثورة أكتوبر ١٩٦٤م وانتفاضة ٦ أبريل ١٩٨٥م ، وبذلك مهدوا الطريق للاشتعال الحروب الأهلية ، واباداتها العرقية والدمار الذي خلفتة علي الإنسان والوطن والحيوان . ولم يكن مشروع الحركة الإسلامية بقيادة المؤتمر الوطني والشعبي وحلفائهم لا ترجمة واقعية لمشروع الطائفية الدينية والسلفية السياسية تحت بندي العروبة والإسلام(السلامة والتعريب) ، وكل هذا وما أصاب الوطن من وراء أيديهم لم يكتفوا ، فهاهم ليوم لبسوا لباس ثورة الشباب وتنادوا من كل فج عميق تحت عدة يافطات ،يتأبطون مشاريعهم القديمة في طبعة حديثة ،و فضوا سريرتهم من اول ظهور علني لهم وبان وجههم الحقيقي من اول وهلة ، وسقط القناع أثناء سفسطتهم وتحزلقهم لتمرير اجندتهم ، و نسف كل جهود الشباب الثائر ومن ورائهم كل أحرار السودان ، و وضعوا خطتهم و رسموا اهدافهم و نصبوا لاآتهم ( لا للتغير الجذري لبنية الدولة القديمة ،لا العمانية الدولة الوليدة والتي يستحيل في غيابها بناء وطن حر يسمع الجميع ، لا للتغير الثوري بل الإصلاح ، لا لتنظيف الساحة السياسية من الذين عملوا علي تركيع الوطن لأكثر من مائة عام ، لا لبتر عوامل الفرقة والشتات والتي من ورائها كل الحروب والأزمات ،). ويؤاجل كل ذلك لأربعة سنوات قادمات ،عسي ولعلا ان ينسي الناس أزيز الثائرين والثائرات ، أو لربما يستطيعوا أن يثنوا عزايم الشعوب بالدجل والخرافات أو ببضع دينارات ، أو يحدث حادث يغير موازين القوة لصالحهم ، فحذري من القوم فليس منهم رجاء ، فهؤلاء القوم لايتعظوت ابدا لا عهد لهم ولا نخوة فيهم كل همهم مصالحهم الضيقة وتعارضها مع مطالب الشعب المشروعة ،فهم لن يفيقوا من حلمهم إلا علي ضربات نحاس الشرعية الثورية معلنا بأنه قد قضي الأمر وقاص العرش إلي مثواه ، فيا أحرار بلدي غضوا الطرف عن هؤلاء فما من ورائهم نفع يجدى ، فقوموا لنكمل ثورتنا ونسترد حريتنا ونبني وطننا حتي يصبح وقبلة ومنارة لكل الشرفاء .فهم يودون أن يفعلوا بنا كما جاء في احد أمثالنا (دفن الليل اب كراعا بره )
محمد صالح رزق الله
13/02/2019
لندن
|
|