شعب بقوة (مليار) حصان!! بقلم عثمان ميرغني

شعب بقوة (مليار) حصان!! بقلم عثمان ميرغني


02-12-2019, 07:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1549994498&rn=1


Post: #1
Title: شعب بقوة (مليار) حصان!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 02-12-2019, 07:01 PM
Parent: #0

06:01 PM February, 12 2019

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



حديث المدينة





طرفة سودانية مشهورة.. دخل رجل المطعم بعد ما قرأ لافتة خارجه تقول (هنا نقدم الفول أبو لحمة).. وطلب الفول لكنه فوجئ به مجرداً من اللحمة فسأل مستنكراً لماذا لا يلتزم المطعم بما هو مكتوب في اللافتة، فأجابه مدير المطعم (وعندما تشتري شاي الغزالتين هل تجد داخل الصندوق غزالتين؟)..

حسناً؛ عندما تشتري ماكينة، فإن وحدة قياس قوتها هو (الحصان).. وهو ما يعادل (746) وات.. فيقال مثلاً أن هذا الموتور يعمل بقوة 10 حصان.. وطبعاً- على غرار الطرفة- لا يتوقع أحد أن يفتح “الموتور” ليجد بداخله الأحصنة المحددة، فهي وحدة قياس لا أكثر..

القرءان الكريم استخدم هذا القياس في الآية (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ) (124) سورة آل عمران..

يظن البعض أنه خلال معركة بدر أنزل الله الملائكة لتقاتل مع المسلمين فانتصروا.. وهذا ظن غريب للغاية.. فجيش المشركين كان تعداده ألفاً فقط فكيف يتطلب النصر ثلاثة أضعافه من الملائكة؟ فكأنما الملائكة أضعف قوة من البشر.. والحقيقة أن المقصود أن الله أنزل في قلوب المقاتلين المسلمين (قوة معنوية) بما يعادل قوة وجود 3000 من الملائكة في جيش المسلمين.. فالملائكة هنا هم وحدة قياس قوة تماماً مثل (الحصان) في المثال السابق..

والدليل على ذلك الآية التالية لها (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم..) هي مجرد بشرى (روح معنوية) لتطمئن قلوبكم.. وليست جنوداً من الملائكة على ظهور الصافنات الجياد..

وفي منافسات الرياضة كلما زاد عدد الجمهور زاد التشجيع وزادت (القوة المعنوية) للفريق.. رغم أن الجمهور لا يدخل الميدان ويلعب.. لكن مجرد وجوده يحقق رفع الروح المعنوية وعزيمة النصر..

لماذا لا نستخدم هذا النهج في قياس القوة البشرية اللازمة لإنتاج الطفرة الحضارية في بلادنا.. نحن بالإحصاء العادي حوالى (30) مليون.. لكن هذه الملايين ليسو كلهم في مستوى واحد من حيث الإدراك العقلي والمعرفي والقوة الجسدية والكفاءة.. فلماذا لا نستنبط وحدة قياس للأداء تصلح لقياس قوة الفرد بحساب قدرته على المساهمة في دفع نهضة الدولة..

وعليها نقيس أوزان المواطنين، فهذا المواطن قوته 200 (خطوة).. باعتبار أن التقدم يقاس بعدد الخطوات التي يخطوها الوطن في سلم النهضة.. وعند إجراء معاينة لاختيار المطلوبين لشغل وظيفة معينة، يكون القياس بوحدة (الخطوة) فالأصلح هو صاحب الرقم الأكبر من الخطوات..

وبهذا المنطق فالوحدة (خطوة) تحسب من عدة عناصر في مجملها تحدد قدرة المواطن على المساهمة في النهضة.. نهضة الشركة التي يعمل فيها، أو الفريق الذي يعمل معه، أو نهضة الحي أو المدينة أو القرية أو حتى فريق كرة القدم الذي يلعب معه.. فمعيار النهضة يتمدد في كل مجالات العمل العام.. ليكون الإجمالي هو نهضة الوطن.

الاستخدام الأفضل لوحدة القياس (خطوة) سيكون في حساب الناتج الإجمالي من نشاط (30) مليون سوداني هم سكان هذا الوطن مترامي الأطراف..

وحساب القوة الإجمالية للسودانيين مقصود منها التخطيط للمستقبل.. مثلاً.. لبلوغ المرحلة (أ) من النهضة نحتاج إلى ثلاث سنوات بحساب الإجمالي الحالي بقياس إجمالي (الخطوة) لكل السودانيين.. لكن إذا تبنينا برنامجاً رصيناً لرفع الكفاءة فمن الممكن رفع حساب إجمالي (الخطوة) لتتحقق المرحلة (أ) من النهضة في نصف المدة (عام ونصف)..

وعليه فإن الخطة الاستراتيجية ستضع في الاعتبار مطلوبات رفع الكفاءة لزيادة إجمالي (الخطوة) في مجموع الشعب السوداني..

ويساهم هذا القياس في تحديد الأجور.. فلا فائدة من (الدرجات الوظيفية) التي تحسب بعدد سنوات الخبرة.. من قال إن المرء كلما زادت سنوات عمله كان أكثر خبرة؟ رُبما فتى حديث التخرج أفضل في عمله من أشيب أفنى زهرة شبابه يمارس عطالة الذهن ويكسب من حساب السنوات والزمن..

ما رأيكم؟




التيار