(حِجابو رَاح)..! بقلم عبدالله الشيخ

(حِجابو رَاح)..! بقلم عبدالله الشيخ


02-07-2019, 09:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1549572999&rn=0


Post: #1
Title: (حِجابو رَاح)..! بقلم عبدالله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 02-07-2019, 09:56 PM

08:56 PM February, 07 2019

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خط الاستواء





في كتابه (الحركة الإسلامية في السودان المنهج والكسب والتطور) يتحدث الدكتور حسن الترابي، زعيم حركة الإسلام السياسي قائلاً إنهم خططوا في تنظيم الجبهة، إلى استغفال الصوفية وتسخيرهم لخدمة التنظيم.. قال الترابي بالحرف إن للصوفية (ولاء تقليدي يكاد يخرجهم من التدين، وأن الحركة الإسلامية لم تقنع منهم أبداً في مناسبات التسخير الانتخابي).. أما جماعة الذكر والذاكرين، فهي لم تكن سوى واجهة تنظيمية للاستثمار في الفضاء الديني، ومحاولة لتجريف ما تبقى من سمعة التصوف السوداني، وذلك ما يطلق عليه شيخ الحركة بالواجهات البريئة.
بهذه الطريقة وغيرها، تم اختراق الكثير من البيوتات الكبيرة كي تصبح بؤراً للتنظيم الحاكم، لكن كثيرين هبوا من غفوتهم الآن، وكثيرون ظلوا صامدين، في مقدمتهم شيخنا أزرق طيبة، سليل دوحة العركيين الوارفة الظلال.. يكفي الإنقاذ (زهواً) أنها دجّنت كلاً من عبد الرحمن والحسن، وأدخلتهما كمساعدين في القصر الجمهوري.. حدث ذلك تحت سمع وبصر أبويهما – الميرغني والمهدي – وبإرادة التنظيم القابِض في مرجعيته السلفية الأصولية.
هذا الانتقال من كيان إلى كيان، ليس له ما يًبرره، إذ لا فرق يذكر بين الطوائف السنيّة الغالبة في البلاد، لكن سُلطة الإخوان منذ مجيئها كان هدفها وبشكل حثيث إلى تجريد بيوتات ختمية وأنصارية من عفويتها وزهدها، فكان أن شهدنا أجيالاً من أبناء الطائفية أصبحوا إسلاميين يستغلون البسطاء ويحشدونهم في مسيرات وهتافات الجماعة الحاكمة، فتحول (بفضلهم) مرتادي التكايا وحيران المسيد من كتابة اللّيحان، إلى كورس لأناشيد الخيول الرسمية..
هذا ما حدث ولكن.. لكن، ورغم كل شيء هل كان الشقيق حاتم السر في حاجة إلى كل هذا الانهاك كي يبقى وزيراً ؟ هل كان في حاجة إلى كل هذا التخندُق، بغية الوصول إلى الضّفة الأخرى من النهر؟.
لقد باغت الشقيق جماهير الختمية، وأصاب غالبية السودانيين بـ(الصدمة) وهو يخاطب الساحة الخضراء، ويؤكد دون أن يرمش له جفن، اختفاء صفوف المعاناة وإلى الأبد… قال حاتم السر، ما لم يجرؤ على قوله رئيس وزراء السودان، معتز موسى!
الشقيق (فكّاها) ولم يخشَ عُقباها، حتى جادت قريحة البعض بقفشة تقول إن الشقيق تمت (زرْزَرَته) في حوش الختمية، وسئِل بنِسب متفاوِتة من الغضب: كيف يقول إن الصفوف اختفت، وهاهي أمامنا تتطاول على مئذنة جامع سيدي الحسن؟
برر الشقيق سقطته تلك، بأنه مسحور.. وهل هناك من يفوق خلفاء الختمية في جلب الغائب وفك الطلاسم؟ يقال إن الختمية اخضعوا وزيرهم لعلاج مكثّف طيلة الأسبوع الماضي، لكنه فجأة وجدَ نفسه في امندرابة مباركاً الطريق للمرة الثالثة!
بتلك الحال صعد الشقيق إلى المنبر.. حمد الله وأثنى عليه وقدم نفسه للجماهير لمُعلِن أو في الحقيقة (مُروِّج) لشركة تعمل في مجالات عدة بينها الطرق والجسور.. والسبب في ذلك إنو الشقيق (حِجابو راح)، إن لم يكن قد سُرِق!.

عين علي الصحافة