قست قلوبهم !! بقلم صلاح الدين عووضة

قست قلوبهم !! بقلم صلاح الدين عووضة


02-07-2019, 12:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1549537375&rn=0


Post: #1
Title: قست قلوبهم !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 02-07-2019, 12:02 PM

11:02 AM February, 07 2019

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بالمنطق




*تصعب الكتابة هذه الأيام..
*ليس من تلقاء كل صاحب قلم...وإنما الذين لم تقس قلوبهم منهم..
*والسبب ظاهرة اغتيال أرواح...وآمال...وأحلام ؛ شبابية..
*وبصرف النظر عمن يقف وراء هذه الظاهرة فما يهمنا هو القتل بحد ذاته..
*فما من صاحب فطرة سليمة يمكنه التعايش معها..
*بمعنى أن يعيش حياته كما كانت قبلاً ؛ أكلاً...وشرباً...ونوماً...وضحكاً... و(كتابةً)..
*فقط من قلوبهم كالحجارة - أو أشد قسوةً - بمقدورهم ذلك..
*ورب العزة ذكر قسوة القلب هذه في كتابه العزيز....وصماً لبني إسرائيل..
*فقد شبه قلوبهم بالحجارة...ثم استثنى بعضاً من الحجارة هذه..
*فمنها ما يشقَّق فيخرج منها الماء.....ومنها ما يهبط من خشية الله..
*ولكن منا - هذه الأيام - من يستحق هذه الوصم أيضاً..
*وقبل أيام شاهدت مقابلة تلفزيونية - خارجية - مع اثنين من زملاء المهنة..
*أحدهما بالكاد تمالك نفسه - ودمعه - من شدة انفطار القلب..
*والثاني كان يتكلم عن القتلى وكأنهم محض أرقام باردة..
* أرقام تخضع للجدل الحسابي...والسياسي...والحزبي ؛ مثل أرقام الميزانية..
*وكأن المولاة تنزع عن القلب كل مضغ الإنسانية...فتقسو..
*والغريبة أنه يرتكز على موقف سياسي (ديني)...بينما الأول يُوصم بالعلمانية..
*مع أن الدين هو دين الرحمة...قبل أن يكون مطيةً للحكم..
*وربنا كتب على نفسه الرحمة...وبسببها أدخل امرأة النار لقسوتها على هرة..
*وأدخل رجلاً الجنة لعطفه على كلب..
*والذين يُقتلون الآن ليسوا قططاً ولا كلاباً ؛ وحتى هذه محرمٌ قتلها دونما سبب..
*ولا يهمنا من يقتل ؛ وإنما حديثنا عن المشاعر تجاه القتلى..
*لكن ذلك لا يعمينا عن الإشارة إلى بعض أهل الحكم من ذوي الشعور السليم..
*فمنهم - ومنهن - من تحدث عن القتل هذا حديث إدانة..
*وأبدوا من صادق العواطف ما يُحمد لهم...حتى وإن كانوا مطالبين بما هو أكثر..
*بينما آخرون - من إخوانهم - بدوا وكأن الأمر لا يعنيهم..
*فإن اضطروا إلى الكلام تكلموا مثلما كان يتكلم ستالين فوق جماجم ضحاياه..
*وللمرة المليون ؛ كلمتنا هذه بعيدة عن (من قتل؟)..
*وإنما الذي يهمنا الآن رصد مواقف ذوي القلوب الرحيمة...وذوي القلوب القاسية..
*ثم تأثير هذه الرحمة على الأولين...وانعكاسها على حياتهم..
*فلا يمكن أن يعيش حياةً طبيعية من يعايش كل هذا القتل بين بني جلدته من الشباب..
*وبالنسبة لأصحاب القلم...لا يمكنوا أن يكتبوا (طبيعياً)..
*واللهم لا تجعلنا من الذين قست قلوبهم...فتصير كالحجارة أو أشد قسوة..
*ولا حول ولا قوة إلا بالله !!.

الانتباهة