( الله سلَّم ) .. ؟! بقلم هيثم الفضل

04:24 AM February, 06 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

صحيفة الجريدة
سفينة بَـــوْح –

(جماعتنا الطيبين) يردِّدون وبعد ثلاثون عاماً من الإنكفاء على الذات والأنانية والتكالب على حصد الغنائم والأتاوات والمخصصات والغَرف من خزائن المال العام الذي هو ملك الشعب وفي مقدمتهم الشباب ، يردِّدون أنهم بصدد فتح (نوافذ) للحوار مع الشباب ، ويبدو أنهم للآن لم يتيَّقنوا أن الشباب قد حطم (نوافذاً) لزنازين التبعية والجهل والغياب القسري عن واقعهم المرير إلى (فضاءاتٍ) جديده تُزيِّنها راية الحرية والعدالة والتطلُّع إلى دولة المؤسسات والقانون ، كنت شخصياً ومعي آخرين نظن الشباب الذي وُلد وترعرع في عصر سطوتهم لا مناص له منقاداً غير طائع أن يكون نموذجاً لكل الآفات الأخلاقية التي أصابت الثوابت والقيَّم وفي مقدمتها (حب الوطن) والتضحية والنزاهة والتطلُّع إلى واقعٍ جديد يستطيع أن يحقِّق بعض آمالٍ ظننا أن لا مكان لها في قلوب هؤلاء اليُفع في أعمارهم والمديدين عمراً في حكمتهم وفطنتهم وإنكفائهم على المطالبة بالحق المطلق ، غير أن عجلة الأحداث وما جرى وما وفقنا فيه الله تعالى أن قيَّد لنا أن نرى بأم أعيننا في هذه الأيام المباركة شبابنا وقد أثبت للكافة ، أن ليس كل ما يُرى ويتم تأكيده بالمنطق النظري حقيقةً ثابتة ، فها هم شبابنا وشاباتنا يزرعون الأمل في نفوسنا التي كاد أن يقضي عليها اليأس والبوار والجفاف والعطش ، وعلى أوجاع دواخلنا المتوثِّبة لكل ومضة ِأملٍ في أن يعود هذا السودان كما كان قبل الأنقاذ ، لا مجال أيها المرتجفون لمحاورة الشباب بأمر القسر والإجبار والتعدي على حقوق (الآخر) وكبت الحريات والإنكفاء على المصالح الذاتية والتنظيمية على حساب المصلحة الجماعية ، فقد تشرد جراء غيَّكم المشهود من تشرد وجاع من جاع ومات من مات ، إن هذا الشباب الذي أرى في عينيه بريق الأمل والتوثُّب لواقعٍ جديد ، لا أظنه سيكون مستعداً لدخول (نوافذ) حواركم من جديد ، لأنه ذاق طعم النضال وإمكانية الحصول على ما يريد بالإصرار والبذل والثبات على المبدأ ، إن ما تتداولونه في هذا الإطار أشبه بمحاولة إعادة (مارد جبَّار) إلى قُمقمهِ من جديد بعد أن خرج وإستأسد وكسر قيده ، هذا الشباب الذي ظلمناه معكم نحن كجيل حين غضضنا الطرف وسمحنا أن تمرِّروا أجندتكم المتعلِّقة بتجهيله وإغفاله عن تاريخ بلاده وإنجازات شعبها الشامخ ، وحين سمحنا لكم بزجِهم وتقييدهم في سُلمٍ تعليمي لا يرتقي بقدراتهم وإمكانياتهم بما يتناسب مع أعمارهم ولا تلبي مناهجه ما تحتاجه تحديات عصرهم ، وحين إستكنا لكم وأنتم تدفعون في نفوسهم آفة الشعور بالعجز والدونية وقلة الحيلة عندما أصبح تقلد الوظائف بالمحسوبية والواسطة والإنتماء السياسي والمنفعي ، حتى حسبنا أنهم قد كفروا بالنزاهة والعدالة والقانون والمساواة .. لكن الحمد لله ( الله سلَّم ).