صراع أجيال بقلم ياسر زين العابدين المحامي

صراع أجيال بقلم ياسر زين العابدين المحامي


02-06-2019, 04:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1549468201&rn=0


Post: #1
Title: صراع أجيال بقلم ياسر زين العابدين المحامي
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 02-06-2019, 04:50 PM

03:50 PM February, 06 2019

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر



في الحقيقة



عند سماع كلمة عقوق ينصرف الذهن مباشرة لعقوق الوالدين......
والذي نقصده في مقالنا هذا ليس هذا العقوق.....
فالاب يمكن ان ( يعق) ابنه او ابنته....
والعقوق هذا اشكاله عديدة يبدأ قبل وجود الابن.....
فاختيار الزوجة اذا لم يصادف الحق يصبح عقوق....
واهمال التربية او ارتكاب الجرائم او الظلم من قبل الاب يكون عقوق.....
والاباء كثيرا ما يفرضون مشيئتهم علي الابناء حتي ولو كانت خطأ.....
فينشأ وقتها الصراع.......
والصراع هو الاختلاف في الرؤي والافكار والسياسات.....
والصراع هذا ينبني علي التناقض.....
وكلما اتسعت المسافة ازدادت الفجوة والجفوة....
وقتها تضيق مساحة التفكير ويتباعد التقارب....
والنظرية الواقعية او التجريبية تعطي الابن الحرية في الاختيار.....
ترفض ان يمارس عليه ضغوط تؤثر في اختياراته......
ونظرية الضبط الاجتماعي تلزم اندماج الفرد في مجتمعه.....
والمنطق يقول لا يلزم جزما مطابقة الابن بالاب في القول والفعل.....
والصراع بين الاباء والابناء قديم......
والحوار ما بين سيدنا ابراهيم واباه (ازر)
شاهد علي ذلك......
ورغم الخلاف العقائدي كان نصح ابراهيم لابيه لينا.....
كان ساطع الحجة من خلال قوة الخطاب والمنطق.....
كان لينا فقد ناداه ( يا ابت)......
وتاء التأنيث في (يا ابت) يؤتي بها للتعظيم......
ورغم قوة الدليل فقد خالفه اباه ......
وذلك يعني ان لا تكون السلطة الابوية سيفا علي رقبة الابناء....
وان لا تبقي مذمة بحيث يدمغ الابن بالعقوق ولو جانب اباه الطريق...
فلا ينبغي لهذه السلطة ان تمنع الابناء من خياراتهم......
ولا يجوز ان توأد احلامهم واشواقهم......
فمن توأد احلامه يفقد متعة الحاضر والمستقبل.....
فالحياة مليئة بالخيارات الجيدة فلا يجوز الحجر منها....
وابناء قيادات المؤتمر الوطني خرجوا من ضمن حراك الشارع....
وابناء قيادات في الحركة الاسلامية هتفوا ضد ( الكيزان).....
وهذا الخروج والهتاف يعبر عن وجهة نظر فارقت هوي الاب.....
فهم ليس بصورة طبق الاصل من ماضي وحاضر ابائهم...
ويبدو الصراع جليا بين هذه القيادات ومن خرج من اصلابهم.....
والرسالة تلك لا تحتاج لبيان لانها قالت لهم لكم دينكم ولي دين.....
وطبيعة الصراع هذه تتمثل في رفض سياسة الاباء......
ترفض ذات طريقهم وتتجنب مساراتهم وتمضي علي النقيض.....
فلا مشاحة ان يتنكب ابناء القيادات عن طريق ابائهم.....
وفي قديم الزمان خالف سيدنا ابراهيم اباه( ازر).....
وقد كان علي حق و قدم الحجة والبرهان
ولم يستبن الاب النصح....
وقد استبان النصح ضحي الغد لكن لم يقبل ووقتها لن يفيده الندم......
ويقال ان سيدنا ابراهيم يلقي اباه يوم القيامة وفي وجهه قترة.....
فيقول له الم اقل لك لا تعصني........
فيقول لا اعصيك منذ اليوم ابدا ......
فيقول ابراهيم يا رب انك وعدتني الا تخزني يوم يبعثون......
فيقول تعالي اني حرمت الجنة علي الكافرين.....
هي تلك طبيعة الصراع.......
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.....
وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه....
( الله غالب).....

عين علي الصحافة