الحقيقة الغائبة بقلم عمار محجوب

00:49 AM February, 05 2019

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر

بعد آخر


قضية وفاة المعلم بوحدة خشم القربة أحمد الخير هزت كل وجدان الشعب السوداني في الداخل والخارج، وفرضت نفسها بقوة على مجريات الأحداث، فلا يكاد يخلو مجلس من الحديث عن هذه القضية، والتي شكلت مادة دسمة تداولتها الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي بكثافة ، فالكم الهائل من الأخبار ذات الصلة بهذه القضية المتدفقة عبر السوشيال ميديا أضاع كثيراً من الحقائق وجعل الكثيرين في حيرة من أمرهم لايكادون يميزون بين الصحيح منها والملفق .
وبغض النظر عن صحة هذه الأخبار المتداولة من عدمها، فهي بلا شك كونت راياً عاماً سالباً جعل الكثيرين يميلون إلى تصديق الرواية التي تقول إن المعلم أحمد الخير مات جراء تعرضه لعملية تعذيب، أكثر من تصديقهم للبيانات الرسمية التي أعقبت الحادثة، وجميعها أعلنت أن وفاة المعلم أحمد الخير بسبب وعكة صحية ألمت به، وهذا الامر بالتاكيد زاد من حجم الغموض الذي يكتنف القضية وجعل الحكومة في موقف لاتحسد عليه، ولو سلمنا ان موقف الحكومة سليم والبيانات الصادرة من الأجهزة الرسمية صحيحة مائة بالمائة، فهي تحتاج إلى مزيد من التأكيدات لتصديق روايتها أن المعلم توفى متاثراً بوعكة صحية، لأن ما تعرَّض له المجتمع من تأثيرات يجعله يميل إلى تصديق الرواية الأخرى، وبين هذا وذاك تظل الحقائق بشأن هذه القضية غائبة وغير واضحة ،ولن تتكشف وتظهر للسطح مالم تخرج أسرة القتيل وتقول كلمتها في القضية، خاصة أقاربه الذين ذهبوا للمشرحة وألقوا نظرة على الجثمان.
بالأمس شكل جهاز الأمن والمخابرات الوطني، لجنة للتحقيق في القضية، وبحسب بيان الجهاز باشرت اللجنة مهامها، وسبق ذلك توجهيات وزير العدل محمد أحمد سالم رئيسي الإدارة القانونية بولايتي كسلا والقضارف برفع تقرير عاجل حول ملابسات وفاة المعلم، ولكن حتى تظهر نتائج هذه التحقيقات وتتكشف الحقائق يجب ان لاننصب أنفسنا قضاة نصدر الأحكام في الهواء الطلق، نجرم زيد وندين عبيد، كما لا بد من الابتعاد عن المتاجرة السياسية بمثل هذه القضايا الحساسة وتوظيفها في غير مكانها، عملا بمبدأ المتهم برىء حتي تثبت إدانته، وتعظيماً لحرمة الموتى.
الا رحم الله المعلم أحمد الخير وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن اؤلئك رفيقاً