علَّكُمْ تُصدِّقون .. !! بقلم هيثم الفضل

علَّكُمْ تُصدِّقون .. !! بقلم هيثم الفضل


01-30-2019, 05:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548823637&rn=0


Post: #1
Title: علَّكُمْ تُصدِّقون .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-30-2019, 05:47 AM

04:47 AM January, 29 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

إجمال قادة حكومة المؤتمر الوطني لمطالب الشعب السوداني الثائر الآن في الشوارع ، في حل الأزمة الإقتصادية ، هو خطاب إقصائي يعني في بواطنهِ أن لا مكان للآخرين في تحريك سياسات الدولة وتوجهاتها وتقرير مصيرها على كافة المستويات ، أما لسان حال الشباب السوداني الذي يقف على خط النار في مواجهة حكومته المترنِّحة هو مقولة (لن نقف مكتوفي الأيدي بعد الآن ولن نظل ضيوفاً ومتفرَّجين في أوطاننا للأبد) ، يقولون ذلك إضماراً في صدورهم حين يسترجعون الماضي وسجل التاريخ عبر ما أسفر عنه سكوت هذا الشعب وما أصاب البلاد والعباد من ضُرٍ وضيم ، أما الدولة السودانية فيكفي أنها فقدت جراء السكوت والصمت عن قول الحق ما يُقارب نصف مساحتها بإنفصال الجنوب وما تبع ذلك من معضلات أهمها تشتُّت حالة الإئتلاف الثقافي والسياسي والإجتماعي الذي أحدثته سنوات من الوحدة رغم ما شاب تفاصيلها من آلام وجراحات ظل كثيراً من الوحدويون الصادقون يؤكِّدون إمكانية شفائها وإندمالها ، ثم يأتي من ضمن تداعياتها ما أصاب الإقتصاد المركزي للدولتين المنفصلتين من أعطاب قوامها إنهيار منظومة التكامل والتبادل المنفعي على نطاق حركة الموارد والتجارة وكافة المصالح المشتركة ، وأيضاً من تداعيات سكوت الماضي عن الجهر بكلمة الحق وفضح الباطل ، ما أصاب دولتنا من تراجع بسبب فقر مخزون الكادر البشري المؤهَّل لقيادة حركة التنمية في كافة القطاعات وذلك عبر أدوات هدم صروح الخدمة المدنية على كافة مستوياتها وتخصصاتها بإسم آفة التمكين السياسي وقانون الصالح العام ، فضلاً عن التضييق المعيشي الذي دفع بأهم وأفضل الكفاءات البشرية للهجرة والإنخراط في مشاريع البناء التنموي في مجتعات ودول أخرى ، وأيضاً كان للصمت عن قولة الحق وإضطلاع الشعب بدوره الحتمي وواجبه تجاه نجدة وطنه من مهالك شمولية حكم الإنقاذ دوراً رائداً في تفعيل المآلات السالبة والهدَّامة لإرساء قواعد التمكين السياسي في الخدمة المدنية وتشريد وطرد كفاءاتها البشرية المتخصِّصة فأنهارت أهم المشاريع والمؤسسات الوطنية والتي كانت في الماضي واجهات حقيقية لسيادة الدولة ومركزاً مؤثراً في قدرتها على التفاوض الإقليمي والدولي حول مصالحها الإستراتيجية وما زالت جراحات ما حدث في مشروع الجزيرة وسودانير والخطوط البحرية السودانية والنقل النهري والميكانيكي ، و شركة الصمغ العربي وقطاعي التعليم والصحة وغيرها من القطاعات التي يندُر ألا يكون قد أصابها التراجع والخراب ، حكومة المؤتمر لم تضع في حسابات آمالها في البقاء (الأبدي) على صهوة الحكم أن تستثمر في الإنسان السوداني عبر إعتباره (هدفاً) للتنمية وليس (أداةً) لصناعتها ولو كان ذلك على حساب إنقضاء أجله بالجوع والفقر والمرض والذُل المهين ، إفتحوا الأبواب يا أهل السلطة وأنظروا إلى الشارع من جديد ، علكم تصدِّقون أن أوان الصمت والعجز قد ولى وأن نعم الإله تتوالى على العباد والبلاد كرماً وفيضاً لا ينقطع.