عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله علي إبراهيم

عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله علي إبراهيم


01-30-2019, 05:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548823547&rn=6


Post: #1
Title: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 01-30-2019, 05:45 AM
Parent: #0

04:45 AM January, 29 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر







(استمعت أمس لمؤتمر أساتذة جامعة الخرطوم الصحفي حول مبادرتهم. ورأيت وقفتهم. وهذا جَلد عتيق للجامعة على الوطن. وقلت أحييهم بورقة من ذكريات ثورة أكتوبر التي خرجت من رحمها ولعب فيها أخي المرحوم الزين، الإداري بالجامعة دوراً مرموقاً. وهي حكاية في الفداء لا تجدها فيما يجري على الألسن عن أكتوبر. وأعرف أنها ديدن ثوار اليوم يخترعون أنفسهم في نار الثورة ونورها.)

غادرنا إلى دار البقاء اخي زين العابدين على إبراهيم فجر الجمعة 20 مارس 2015. وكان معروفاً عندنا ب"عابدين" حتى اختارت له المدراس اسم "الزين" فغلب. وهو إنسان متعدد الوجوه في العمل العام والمهني كإداري في الجامعات، واتحاد الكرة، واللجنة الأولمبية، والسياسة القومية، ومؤرخ لجامعة الخرطوم، ومؤسس لجامعة أم درمان الأهلية.
وما لم أسمع الزين يتحدث عنه من أدواره هي خدمته الجد لثورة أكتوبر 1964 التي وجدته إدارياً ناشئاً بجامعة الخرطوم. فلم يكن يزكي نفسه أبداً لأنه لا يرغب أن يتسمر في مأثرة واحدة طالما اشتعلت الحقول وعداً وتمني: فمداد خدمة الوطن لا يجف عند بعض سطور تركناها من ورائنا.
وكنت أعرف أنه كان العقل المدبر لحملة طباعة منشورات الثورة وتفخيم مسيرة اساتذتها المشهورة في تشييع جثمان القرشي الشهيد. إلا أنني لم أقف على خطر تلك المهمة إلا من خلال ما كتبه كليف تومسون أستاذ القانون الأمريكي الذي شهد الثورة عضواً بهيئة التدريس بالجامعة. فقد حرص كليف على كتابة يوميات الثورة ثم أردفها بمقابلات مع نشطاء الثورة. وواضح أنه التقى الزين ضمن من التقى بهم.

وأنقل هنا بعض ما جاء من ذكر كليف تومسون عن الزين رحمه الله
بدأ ظهور الزين منذ ليلة الأربعاء 21 أكتوبر 1964 التي تدارس فيها جماعة من أساتذة جامعة الخرطوم ترتيبات الاشتراك في تشييع أحمد القرشي شهيد ثورة أكتوبر الأول. واقترح محمد صالح عمر، أستاذ الشريعة بكلية القانون والعضو القيادي بالحركة الإسلامية، أن يرتدي الأساتذة أرواب الجامعة في المسيرة. وتكلف الزين، مساعد المسجل، بتوفير هذه الأرواب من مخزن الجامعة.
وتسلل الزين للمحزن فجر الإثنين 22 أكتوبر بمفتاح العهدة. وكانت الأوراب الخضراء الغامقة مما يُفرز بلون اللياقة بحسب الكليات. فحمل كمية منها قدر أنها ربما كانت 200 روباً. ومهما كان عددها كان الزين علي يقين أن ثمنها يفوق مرتبه السنوي بأضعاف. ووقف لبرهة في الغرفة الغبراء يقلب في ذهنه مقارنة ثمن الأرواب ومرتبه. ولم يتراجع أمام شكوكه في أن بعض هذه الأرواب ربما لم يرجعها من استخدمها بعد المسيرة. وسيتكلف بالطبع تعويضها. وصمم على حمل الأرواب للأساتذة مهما يكن طالما التزم لهم بذلك.
وكان الزين على رأس فريق الطباعة بماكينات الرونيو بجامعة الخرطوم. وكانت المنشورات التي تهمي من تلك الرونيات برهاناً ما بوسع الفئة القليلة عمله. كان من بين فريق الزين النحيل سعاد محمد سعيد السكرتيرة الشابة بالجامعة التي نسقت عمل جماعة المتطوعين. فقد استدعاها الزين ليلاً من منزلها. ووافق والدها، رئيس قسم النقل الميكانيكي(؟)، على رغبتها في الذهاب للجامعة للعون في الطباعة.
ولم تحتمل الماكينات عبء سيل البيانات فخربت. وتحول الزين وفريقه إلى ماكينة أصغر. ولم يكن هناك من اهتدوا بعد إلى هذه الورشة الطباعية. فقد روى ربيع حسن أحمد، من اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، أنه وعضو آخر من سكرتارية جبهة الهيئات، أعيتهم حيلة طباعة منشور بيت ببري وأم درمان نهار الإثنين. فطبعوا المنشور على ماكينة طباعة ببري وبحثوا عن رونيو في أم درمان ومنعهم الإجهاد من الانتباه إلى رونيو الجامعة. وتزايدت وتيرة طباعة المنشورات بفضل دخول رونيهات الكليات المختلفة في حلقة الطباعة. فسهروا ليلة الأحد حتى الواحدة من صباح الاثنين. وعاودوا العمل بعد ساعتين. كان عمال الرونيو عمال مياومة واستحقوا أجور السهر. ولكنهم لم يسألوا عن ذلك. كانوا ضمن حركة الاضراب العام واشتغلوا تطوعاً. وظل أحد صبية الطباعة ملازماً الشغل منذ الخميس. وكانت منسقه العمل سعاد لا تعود دارها إلا ليلاً. وزارت بيتها ليلة خلسة وعادت للجامعة عارضة على الشرطة إذناً مزوراً بالتجوال.
وبظهيرة الاثنين كاد فريق الطباعة قد استنفد مخزون الجامعة من ورق الرونيو لربع السنة. وكان احتياط الورق في محزن آخر لم يكن مفتاحه بعهدة الزين. فأتصل برئيس المحزن في بيته. وملأ بعض الأرانيك المصلحية لأخذ باكتاب ورق من الاحتياط دخلت في دائرة الطباعة الدائرة.
ظل فريق الطباعة يعمل لخمسة أيام بلا انقطاع. وكان هذا ديدن جماعة التطوع المدني في كل شغل الثورة. كانت ثمة دوافعاً شتى من وراء هذا الانقطاع. قال الزين أنه لم ينشغل بالنجاح لأن الأحداث تسابقت. لقد اكتنفه العمل اكتنافاً لم يترك له سانحة لتكوين رؤية عما يقوم به. ولم يكن يفكر في ذات الوقت في الفشل إلا حين يستلقي ليحاول الغمض. لقد كان وفريقه يؤدون ما رأوا أنه الواجب بغض النظر عما سيقع. كانوا يعرفون أنهم في خدمة الديمقراطية.
رحم الله الزين.

Post: #2
Title: Re: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله �
Author: العوض
Date: 01-30-2019, 06:09 AM
Parent: #1

قلت تحييهم بنفض الغبار عن ورقة قديمة لزوم أنا واعي من زمان؟ الشباب الطلع وبيطلع كل يوم تجاوزكم وتجاوز أساتذة جامعة الخرطوم أنفسهم عشان كدا خليك واعي وحاول أسمعهم بدل ما تقول ليهم تعالوا شوفوا أنا زمان قلت شنو. خيبة السلطعون في قوقعته

Post: #3
Title: Re: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله �
Author: عابر طريق
Date: 01-30-2019, 08:34 AM
Parent: #2

وهل أخطأ الدكتور عبدالله في التذكير بالدور السمح والزين
الذي لعبه شقيقه الزين (رحمه الله) ، وفي المغامرة الخطرة
التي خاضتها زميلة الزين سعاد محمد سعيد ومجموعتهم
إبان احداث أكتوبر 1964؟

ولو كنت يا أخي العوض في وضع البروف وكان شقيقكم مكان الراحل
الزين أما كنت ستقوم بنفس المهمة أم كنت ستكبح جماح قلمك
وعاطفة قلبك عن الإدلاء بنفس الشهادة خصوصاً وقد غادر ذلك الشخص
الذي أنت الأدرى ببطولته هذه الحياة الدنيا وانتقل إلى الرفيق الأعلى؟

فإن كان من لوم للبروف فهو أنه بذل جهد المقل ولم يستفض
وقدم لشقيقه النذر اليسير من الواجب المطلوب تجاه فائص مرؤة
وفائض بطولة الزين. وإن كان من عتاب فهو أنه قصّر أن يجرتق
عريسه الزين كما فعلت بنونة بت المك مع شقيقها العريس
وخلّدت ذكراه وذكراها.

فالزين ومجموعته يمثلون نماذج لتلك الفئة الزاهدة النقية المنسية
من النساء والرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه
ممن قدموا وفي صمت الوقت والجهد والدم فداء لإنسان السودان
بينما ذهب صيت البطولة لآخرين هم تم تلميعهم وتوشيحهم اكاليل الغار
وهما من نالوا خلود السيرة والحريرة والضريرة برغم أدوارهم الهامشية،
وبرغم أنهم لم يقدموامثقال ذرة مما قدمه الراحل العريس الزين ورفاق الزين
من الجند المجهولين.


Post: #4
Title: Re: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله �
Author: العوض
Date: 01-30-2019, 12:56 PM
Parent: #3

قلنا له ولأمثاله إستمعوا للشباب في الشوارع ويصر على أن يحجيهيم بأساطير الأولين

Post: #5
Title: Re: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله �
Author: عبود محيسي
Date: 01-30-2019, 01:57 PM
Parent: #4

هذا الأرزقي عاش زمن أجداد من هم في الشوارع اليوم ويريد أن يعيش زمنهم أيضا يا له من الخاسئين

Post: #6
Title: Re: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله �
Author: عبد الله علي إبراهيم
Date: 01-30-2019, 05:40 PM
Parent: #3

بارك الله فيك عبر طريق. ورحم الله الزين.

Post: #7
Title: Re: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله �
Author: دفع الله محمد
Date: 01-30-2019, 06:03 PM

احترام الكبير سنا واجب
اختلاف الراي لا يفسد للود قضية
كيف يتعامل جيل الثورة مع من خالفهم الراي ؟ وكان اكبر منهم سنا ؟ وكان دكتورا عالما ؟؟
يجب ان نتعلم ادب الاختلاف
وحسن مقارعة الحجة بالحجة
دون الاساءة
والسلام

Post: #8
Title: Re: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله �
Author: عالم في الدهنسة
Date: 01-30-2019, 08:07 PM
Parent: #7

عندما يحترم سنه ويقتنع أن أساطير الستينات لا يمكن حشرها في جوف وأذهان ال millennials مالم يصغي جيداً لما يريدون

Post: #9
Title: Re: عرس الزين في ثورة أكتوبر 1964 بقلم عبد الله �
Author: دفع الله محمد
Date: 01-31-2019, 00:53 AM
Parent: #8

ذكر اكتوبر ودور اخيه الزين فيها
اين المشكل هنا ؟
لا دفاعا عن صاحب المقال
لكن النقد البناء افضل
من الانصرافية