وَعْيَكْ سِلاحَكْ .. !! بقلم هيثم الفضل

وَعْيَكْ سِلاحَكْ .. !! بقلم هيثم الفضل


01-27-2019, 01:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548591892&rn=0


Post: #1
Title: وَعْيَكْ سِلاحَكْ .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-27-2019, 01:24 PM

12:24 PM January, 27 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


نظرية تقصي وإستنباط المكاسب السياسية للثورة ، تبدأ من حيث إعتبارنا لها منظومة متكاملة من الخطط والموجهات الساعية لتحقيق الأهداف والمطالب التي ينادي بها الثوار ، ولأنها أي الثورة لن يستقيم أمرها بتبني أنصاف الحلول ووجود المناطق (المُبهمة) والمظلمة في رؤيتها للتغيير ، كان لابد أن تفتح آفاقاً متوازية مع حراكها في الشارع ، كان من أهمها في المقام الأول وجود مساندات سياسية ذات تأثير وتاريخ غير مشكوك فيه في مجال الإعتداد والإيمان بالمنهج الديموقراطي وسيادة دولة القانون ، أما المقام الثاني فيتمثَّل في وجود خطة واضحة ودقيقة وتفصيلية عن ماهية البديل الذي تطرحه الثورة في حال تم الوصول إلى الهدف المنشود وآلت مقاليد الأمور للشعب السوداني ، وللتوضيح لا أقصد هنا بمصطلح (ماهية البديل) الشخوص والكيانات بقدر ما أقصد الخطة التنفيذية المتسلسلة أو السيناريو العملي الذي سيتم عبره إيصال البلاد إلى نظام ديموقراطي وحُر ، تكون فيه صناديق الإقتراع الإنتخابية هي الفيصل في الإجابة عن السؤال الإستراتيجي (كيف ومن يحكم السودان؟) ، إن المرحلة القادمة لن يستقيم أمر نجاحها بنفس الإبهار والحماسة دون أن نرفع سوياً من مستويات وعينا بما يجري داخل دهاليز الصراع بين الحزب الحاكم والثورة ، والذي إذا نظرنا إليه على المستوى السياسي وبعد أن تم تجريب الحل الأمني لن يخرج البته عن إستعمال سلاح الفتنة وإثارة نعرات الشك والتخوين والتخويف وتشتيت الصفوف داخل منظومة تحالفات الثورة التي تتسع دائرتها يوماً بعد يوم ، إن قمة مرتكزات الوعي المرحلي التي يجب شحذ طاقاتها وإستنفارها هي التأييد اللا مشروط لإنحياز وإنضمام كل الأحزاب والمؤسسات والمنظمات والإتحادات والجمعيات والأفراد بلا إستثناء ، فهذا ليس أوان تبادل التهم وتصفية الحسابات ، ونقول لكل حديثٍ أوانه ومكانه ، الذي يجب أن يسيطر على إهتمامات المؤيدين لثورة الشباب المقدسة هو إتساع دائرة مؤيديها والمنضوين تحت لوائها ، وبذلك يكون إعلان الإمام الصادق المهدي إنحيازه للمد الشارعي ومطالبته بوضوح وشفافية بمجمل مطالب الثوار ، هو بالتأكيد إضافة ضخمة وإيجابية ومؤثِّرة لصالح فعاليات المقاومة ، وهي في ذات الوقت إستغلال أمثل للقدرات والعلاقات والخبرة والحكمة التي تحتويها شخصية الإمام الصادق على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي ، هذا فضلاً عن كونه واحداً من رموز المناداة بالمنهج الديموقراطي كنظام دستوري لحكم البلاد منذ أمدٍ بعيد ، لذا كونوا على العهد وإستمدوا قوتكم من وعيكم وإلمامكم بما يُصلح وما يفسد إنسياب حركتكم الشارعية وإنتصارها ، ولنقُل جميعاً مرحباً وألف مرحباً بكل الذين ينفضون يدهم من الركون إلى الإنتماء إلى النظام الحاكم أو أولئك الذين يقفون على حافة الحياد ، ولا قوة إلا بالتكاتف والتعاضد حتى عبور المرحلة .

هيثم 2.jpg