لماذا بات سقوط نظام البشير مؤكدا... بقلم د.أمل الكردفاني

10:07 PM January, 25 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

ربما ما كانت حتى اعادة انتفاضة ابريل أو سابقتها لتعطيني مؤشرا على سقوط نظام البشير ؛ فالتظاهرات ولأول مرة تتحول إلى حالة احتفالية رغم الموت. فكرة أنك خرجت اليوم أو ستخرج غدا عند الشباب ليست مسألة ذات بعد سياسي حقوقي بل هي حاليا علامة كالعلامة التجارية .. كالموضة .. أن تخرج وأن تتعرض للضرب وتكسير العظام وربما الموت .. إن هذا الشباب يبدو كالزومبي الذي لا يشعر بالخطر .. إنه يخرج إلى الشارع وكأنه يخرج لأعياد الميلاد. سمعت فتاة تقول عبر سماعة هاتفها بصوت بطيء ومخارج رقيقة: بكرة طالعة المظاهرات؟
خلاص نطلع سوا...
سألتها:
- حتطلعي؟
قالت بملامح باردة:
- ايوة...
قلت لها:
- ما تطلعي خطر..
قالت بذات الملامح الذهانية:
- لا .. عيب..
هنا أدركت ان البشير قد انتهى... لقد أصبح عدم الخروج للتظاهر كالأكل في نهار رمضان...عيب..
إنني اقرأ محيطي بشكل محايد جدا ؛ فأنا لا اتعامل مع القضية كمسألة وطنية بل كمسألة حقوقية تتساوى عندي مع موقفي من الوضع في سوريا واليمن والروهينجا والواغ الواغ...فأنى كانت الحقوق مهضومة راقبتها عن كثب...ودرستها بعين شديدة الحياد ؛ وأنا هنا أمارس دور عالم الآثار الذي يفحص قطع التاريخ الحجرية ليخرج منها قصة حية.
نظرات الشباب وهم يخرجون لا تعبر عن غضب بل ولا تعبر عن قضية بل تعبر عن حتمية ومسألة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. لذلك فملامحهم ليست خائفة ولا غاضبة بل هي ملأى بالسكينة والطمأنينة لنهاية عادلة ومنصفة.
ربما أغادر هذا البلد وخلفي صورة زاهية لمستقبله إذا استمر هذا الشباب بذات هذه الروح لقيادة دولتهم...ربما بعد عقود حين اكتسب هوية جديدة سأقول لأحفادي: هل ترون هذه الخارطة .. وأشير لقلب أفريقيا... ثم أضيف:
- من هنا جئتم ومن هنا نبتت جذوركم..
طبعا الأحفاد سينشأون في ثقافة أوروبية وحينها سيصيحوا بصوت واحد ودهشة طفولية واسعة:
واااااااااو

{كالموضة /بذات الملامح الذهانية/الشباب يبدو كالزومبي الذي لا يشعر بالخطر}!!
والله يا (أمل) عليك جنس ألفاظ!!.. الجابرك عليها شنو وأنت الكاتب الراتب!!
الواحد ما عايز يواصل نحو جذور هكذا تشبيهات، لكن كمان ياخي
ليس هكذا تكون تورد إبل المجازات (المتفائلة) عن كل هذه الحياة والجسارات والآمال!!
ياخي براك تشوف وتحس بالحياة دي كلها تدب في أوصال الوطن كما لم يحدث في ثلاثين عاما،
وبرضو تقول بعاعيت وزومبي؟؟ دا كلام دا؟ ضرستني.
الشباب ديل، (بالدم وبحياتهم ذاتها)، هم فقط (ود أمبعلو) الإنقاذيين،
وسوس المنسأة وآفتهم، الآفة الما بتتلافى الضوقوهم الويل.
ياخي ديل ناس #تسقط بس.. وشعارهم الصباح!!

أمل يوم بي جاي .. يوم بي هناااك !!

مع الموجة بس !!