الشوارع التي علمتنا أن نكون بقلم عبد الله علي إبراهيم

الشوارع التي علمتنا أن نكون بقلم عبد الله علي إبراهيم


01-25-2019, 01:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548417661&rn=0


Post: #1
Title: الشوارع التي علمتنا أن نكون بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 01-25-2019, 01:01 PM

12:01 PM January, 25 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر






لا أعرف فيديو طربت له خلال هذه الثورة مثل فديو الطفل الذي ظل يبكي ومتى سألته أمه عما يريد قال: "ماشي المظاهرات".
عمر التظاهرة عندنا 95 عاماً. وأول مظاهرة وقعت في السودان كانت في 1924. ولغرابة الظاهرة سمى الناس والد المرحوم التجاني الطيب، الزعيم الشيوعي، ب"المتظاهر" لتزعمه بعض مظاهرات تلك الثورة. والتظاهر مما نظر فيه السودانيون لمصر وثورتها في 1919 وتظاهراتها العديدة. لم نكن نعرف التظاهر قبل 1924. وأقرب الأشكال لها في المهدية تجده في العبارة "عرض مهدية" وهي

خروج الرجل في قومه بعد بيعة المهدي. وتعني أنه أعلن الثورة على الحكومة وهي ثورة مسلحة بالطبع.
والتظاهرة قرينة بالشارع. والشارع هو الطرف المضاد للطرف الثاني وهو الحكومة. ففي الشارع يستعرض الشعب قواته كما تستعرض الحكومة قواتها كما نرى اليوم. وصار الشارع من فرط تكرار الصدام في ثنائية الشارع والحكومة أكثر المفردات ترميزاً في خطابنا:
هذى
الشوارع لا تخون
هي الشوارع علمتنا ان نفيق
أن نَبِر البرتقالة أو نموت فداء للرحيق

قَلّ من درس هذه التظاهرات التي علمتنا أن نكون. وأسعدني الحظ مؤخراً بقراءة كتاب للدكتور إلنا فيزاديني "الحركة الوطنية المضاعة: الثورة، والذاكرة، والحركة المعدية للاستعمار في السودان" (2015). ووجدتها التفتت بصورة ربما غير مسبوقة لدراسة مظاهرات 1924 كدراما لا تعرض فيها جمهرة ما أشواقها على مسرح الشارع بالتظاهرة فحسب، بل تكون هذه الجماعة في التظاهرة بدء التغيير. فقالت إن التظاهرة أكثر من مسيرة. هي طقس علماني. ولا نقول طقساً ناظرين لرفرفة الرموز مثل علم البلاد فوق سمائها. فالعلم نفسه ليس قطعة قماش بل رمز جيد السبك للقيم الأساسية للأمة. وسببنا للقول إن التظاهرة طقس لأنها هي نفسها رمز في كلياتها. فهي احتفال أفراد في المجتمع معاً بحالهم في يومهم وبحالهم كما يريدونه أن يكون في المستقبل معاً. ونظرت في كيروقرافي الجسد في التظاهرة. ففيها يكشف الجسد عن علاقة فيزيائية بالظلم الواقع عليه. فالتظاهرات تُسَبِك المشاركين فيها في مجتمع-جماعة بإعطائهم الفرصة للكفاح معاً في مغامرة خطرة واستثنائية. كما تناولت فيزاديني التظاهرة كدراما سياسية. فمظاهرة المدرسة الحربية في ثورة 1924 عندها غاصة بالرموز مثل التوقف عند بيت علي عبد اللطيف، وعند سجن كوبر لتعزيز على عبد

اللطيف، ثم إلى محطة السكة حديد لإذاعة خبر التظاهرة ينقلها المسافرون. وطلباً للمساواة في الخطر والقيمة في طقس التظاهرة نزع طلاب الكلية الحربية الشارات الدالة على رتبهم بمعنى زهدهم في التراتبية. وبلغ من حس الإنجليز بخطر دراما هذه الأجساد في تشكيلها الصميم المُقَاوم أن دفع بهم لدمغ المتظاهرين كرجرجة مجانية يقودها مشبوهون يتبعهم أطفال بلا أدب. كانت التظاهرة في 1924 هي ممارسة السياسة ب"وضع اليد" بعد أن احتكرها الإنجليز وبيوت الزعامات التقليدية.
التظاهرة هي تخيل درامي شفيف مكلف وخطر لمجموعات على مسرح الشارع للمجتمع المنتظر.

Post: #2
Title: Re: الشوارع التي علمتنا أن نكون بقلم عبد الله
Author: العوض
Date: 01-25-2019, 01:21 PM
Parent: #1

لكنك سميت المتظاهرين بكل أنواعه يسار جزافي من قبل ولا تنسى أنك تباكيت على عراب الإجرام الإسلامي الحديث:الترابي، بل أكلت فطائر صدقة وفاته