القادم: البشير وانسداد الأفق...التعنت أو الدم بقلم د.أمل الكردفاني

القادم: البشير وانسداد الأفق...التعنت أو الدم بقلم د.أمل الكردفاني


01-25-2019, 12:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548417104&rn=1


Post: #1
Title: القادم: البشير وانسداد الأفق...التعنت أو الدم بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-25-2019, 12:51 PM
Parent: #0

11:51 AM January, 25 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




آخر كرت ألقاه البشير على طاولة المقامرة السياسية. ولكن الكرت لم يكن كرتا للفوز بل لاعلان واضح بانسداد الأفق. عاد من قطر بخفي حنين. ومن الواضح أن تعليمات أمريكا واضحة بسد كل الثقوب التي يمكن أن ينفذ منها الأوكسجين للبشير.
أمريكا وطوال ثلاثين عاما لم تحاول أبدا خنق نظام الاخوان المسلمين ؛ حتى وهم في قمة الصلف والعدوان على الشعب باللسان واليد. بل على العكس. كانت أمريكا تخنقهم قليلا ثم ترخي حبال الانشوطة ثم تشدها ثم ترخيها وهكذا تحول الاخوان المسلمون إلى كتيبة لتنفيذ أوامر المخابرات الأمريكية. تم فصل الجنوب وتم التعاون في مكافحة الارهاب وتم اصدار دستور علماني وقبل كل شيء تم تدمير الدولة عبر سياسات التمكين التي أفضت إلى إسناد الأمر إلى غير أهله من الفاقد التربوي والساقط التعليمي. أمريكا دولة المؤسسات القوية ؛ لا يمثل البشير بالنسبة لها جناح ذبابة ، متأكد أن ترامب نفسه لا يعرف موقع السودان على الكرة الأرضية. أما الاخوان المسلمون فهم كعهدهم ظلوا خداما وكهنة للبيت الأبيض ، وكانوا دائما ينفذون دورهم المرسوم لهم في تدمير الدول المستهدفة. في مصر قال السيسي جملة قصيرة :(طلبت من أمريكا اقناع اصدقائهم بفض اعتصام رابعة)... قال ذلك وكانت رسالة من رئيس له تاريخ في عالم الاستخبارات العسكرية ، وبقبضته كل أسرار الاخوان المسلمين فضعوا الف خط تحت كلمة أصدقائهم تلك.
علي عثمان الذي أصبح يرتعش خوفا وذعرا بات يهدد جهارا نهارا باستقدام كتائب اجرامية للدفاع عنه...وهو ينسى أن البشير الآن لا يزال رئيس ولا يزال تحت يده أكثر من كتائب شيخ علي ولا زال الامن تحت يده ومع ذلك لم يستطع وقف موجات الجماهير الغاضبة. فماذا ستفعل كتائب شيخ علي؟ هل ستقوم بقتل كل الشعب؟ لو كان ذلك ممكنا لما تردد البشير في فعل ذلك. ولكن المسألة ليست بهذه البساطة يا شيخ علي. المسألة ليس أن تمتلك كتائب تحمل السلاح فعبد الواحد محمد نور لديه أيضا كتائب .. ومناوي لديه كتائب وجبريل ابراهيم وعبد العزيز الحلو ... وكلهم ناطحوا النظام وتبادلوا اطلاق الدانات والرصاص ، وكلهم لم يحققوا ما حققته جماهير الشعب خلال هذا الشهر من نجاح في زلزلة كل أجهزة الدولة. فماذا ستفعل كتائب ظلك وانت اليوم بلا ظل؟
الخياران:
ليس أمام البشير اليوم سوى أحد خيارين. إما حقن الدماء ووقف عمليات القتل غير المجدية. وإما الاستمرار بعجز كما فعل القذافي وأنتهى اليه المآل.
على السيد المواطن عمر حسن أحمد البشير: أن ينحاز للشعب. ولن يكون من المضحك أو المثير للسخرية أن ينزل الى الشارع ويلتحم بالجماهير مطالبا بسقوط نفسه.
السيد الرئيس:
لقد حاولت التنبوء كثيرا جدا حول أي حل يمكنك أن تتخذه لتخرج من الأزمة.. فلم تريني كرتي البلورية السحرية شيئا. وانت تؤمن بالسحر والكهانة وتتخذ من اؤلئك عضدا. ولكنني أقول لك .. كن واقعيا .. وأقول لكل من يحمل السلاح مدافعا عن هذا النظام ؛ أنا لست ضدك ولا الشعب ضدك ، ولا المتظاهرون ضدك ؛ فلا تكن ضد نفسك. فاللعبة قد انتهت Game Over ، نعم يمكنك الاصرار والتعنت والتمسك بمواقف تؤذينا جميعا ؛ تؤذي الشعب وتؤذي البشير وتؤذي كل مواطن سوداني ، ويمكن -في المقابل- أن نحتكم إلى صوت العقل.
أقول لك سيدي الرئيس بأن القصة انتهت...والأفق أمامك صار مسدودا ولو جئت بسحرة فرعون مددا. ولذلك فلا مناص إلا بالآتي:
1- البحث لك ولأسرتك عن مخرج آمن ثم ملاذ آمن.
2- إعلان تفكيك المليشيات التابعة لك.
3- حل كل الحكومة.
4- تسجيل خطاب التنحي عن السلطة.
5- ******
6- ارسال التسجيل وبثه بعد مغادرتك البلاد.

السيد الرئيس:
يمكنك أن تستمر ويستمر حمام الدم بلا أدنى داع ولا سبب ولا مبرر ولا حتى توقعات ايجابية.
ويمكنك أن تتخذ القرار الوحيد الحكيم الذي اتخذته في حياتك منذ ثلاثين عاما.
فاختر ما شئت .. فمن شاء اهتدى ومن شاء لزمه العمى.