إذا صحت عزيمة الشيخ عبد الحي يوسف في تحريم الختان الفرعوني بقلم عبدالله علي إبراهيم

إذا صحت عزيمة الشيخ عبد الحي يوسف في تحريم الختان الفرعوني بقلم عبدالله علي إبراهيم


01-24-2019, 10:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548323961&rn=0


Post: #1
Title: إذا صحت عزيمة الشيخ عبد الحي يوسف في تحريم الختان الفرعوني بقلم عبدالله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 01-24-2019, 10:59 AM

09:59 AM January, 24 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر



نشر الدكتور التجاني عبد القادر كلمة خلال هذه الثورة بعنوان "الثنائيات المدمرة" لقيت تداولاً واسعاً. وتناول في الكلمة ثنائية "علماني-إسلامي" التي استقطبت في قوله الفكر والسياسة منذ الستينات وأهرقت فكراً، وضرجت دماء، وأضاعت مصالح للجمهرة السودانية. وسمى الثنائية "معادلة صفرية" أي أن أنها مما تخسر فيه ضربة لازب. وقد شغلتني هذه الثنائية ردحاً من الوقت. وأرجعتها في أصلها إلى ثنائية التعليم الذي أنشأه الاستعمار أول مرة. فشقه إلى "غردوني" و"معهدي" (المعهد العلمي) ورتب الحظوظ والحظوة ناظراً إلى إقليمك من تعليمه: أغردوني أم معهدي؟ ولما رددت الثنائية إلى بنية تعليمية اعترفت لها بالموضوعية خلافاً للتجاني الذي كمن يوحي بأن ثنائية علماني-إسلامي من باب الترف الفكري للصفوة ربما.
اشتغلت منذ حين في تجسير برزخ ثنائية الغردوني والمعهدي بالكتابة وبالممارسة. ومقالي الأخير عن الشيخ عبد الحي يوسف كان محاولة مني لرد بعض رفاقي من المحدثين من جفوتهم للشيخ خضوعاً لجبر الثنائية لا زلزلة لها وخروجاً من صندوقها. ووجدت نفسي كتبت قبل نحو عشرين عاماً عن الشيخ أراجع موقفاً له من الختان الفرعوني. واختلفت معه في موقفه وعبرت عن هذه الاختلاف بقوة ولكن بدماثة. وهذه سبيلي في ردم البرزخ الموضوعي بيننا. فنحن مختلفان وربما ظللنا على خلاف في هذا الشأن أو غيره لزمن طويل. ولن نغطي على هذا الخلاف بإنكار موضوعيته كما بدا لي من قول التجاني وتصويره كأنه نزيف نطهر لساننا وفعلنا منه. فخلافي ليس تكريساً للثنائية لأنه، باشتباك أطراف الثنائية في نقاش محروس بالدماثة (الاعتراف المتبادل بالجدوى)، تنكسر حدة الثنائية فلا تعود صندقة حرام التفكير خارجها. وشرط ذلك بالطبع ديمقراطية بلا ضفاف تخرجنا من التباغض إلى الرحاب، ومن الأثرة إلى الإيثار.
وتجد أدناه مقالي القديم كعينة على ممارستي في تجسير البرزخ بين الحداثة والتقليد لو صحت الصفات:
تلقيت خلال اجازتي الدراسية الطويلة في السودان في 2002 دعوة لحضور محاضرة ما نظمتها هيئة علماء السودان. وما جلسنا حتى قدموا لنا ارانيك عضوية للهيئة. وأكبرت في العلماء رغبتهم في ضم متخصصين في غير علوم الدين الي حظيرتهم. وربما كانت خطوة العلماء هذه أميز مما طلبه د. محمد بابكر في الصحافة من العلماء أن لا يفتوا بشأن الختان بغير استئناس رأي التخصصات الطبية وغيرها التي جسد الانسان مدارها. فبينما فتح العلماء الدينيون جمعيتهم للعلماء الآخرين نجد أن محمد يطلب منهم الرجوع الي الأطباء "كخبراء أقانب". وستبقي مسألة الأخذ والعطاء بين العلماء في الطائفتين ملحة لتجاوز التباغض التاريخي ووساوسه القائمة في ثنائية التعليم الحديث والتقليدي الموروثة. وآمل ان يكون علماء السودان ما زالوا راغبين في عضوية أمثالي. فقد ملأت الطلب ولم اسلمه بسبب هذه الهواجس القارة.
تواترت الأخبار عن فتوي الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف بتحريم الختان الفرعوني وتزكية ختان السنة. وهذا موقف محمود مع أن هناك من يضعف سنية الختان الموصوف بها. ولم يزد عبد الحي مع ذلك من المشي في أثر رجال الدين في النصف الثاني من الأربعينات الذين أفتوا بنفس قوله في إطار حملة الانجليز لمحاربة "هذه العادة الضارة". والأثر الذي بقي من هذه الحملة هو سجن المرحوم محمود محمد طه احتجاجاً على اعتقال داية مارست الخفاض في رفاعة. وكان المرحوم لا يري عادة أضر من الوجود الاستعماري ينيخ بكلكله على أمة المسلمين. وقد عارض ثوار الماو ماو في كينيا حملة مماثلة من الكنيسة في إطار نضالهم لاسترداد أرضهم من المستوطنين البيض.

ولو اجتمعت بعبدالحي قبل فتواه لنقلت له متاعبي كعالم تاريخ ثقافي منها. ففتوي علماء قبل أكثر من نصف قرن لم تمنع من ممارسة الختان الفرعوني وصح لذلك السؤال عن ضماناته أنها ستنفذ هذه المرة. فعلماء الاجتماع يقولون إن الختان الفرعوني لن يزول إلا إذا ارتفعت قيمة المرأة من مجرد مشروع زوجة مختومة العذرية الي إنسانة طلقة سائغة ومعززة في المجتمع. وقد قطعنا شوطاً بعيداً في هذا المضمار بالطبع. فانظر كلمة غراء للسيد علي يسين في الرأي العام أشاد فيها بمأثرتين للدكتورتين ليلي عبد الرحمن زكريا ونوال الكردفاني. فعلو شأن المرأة مما لا يضمنه "شيك جراحي" بل عزائم للنساء ومآثر وكبرياء. وكلها مما يدعو الي حسن الخلق وطهارة الذيل.
ويؤسفني أن اقرر هنا أن مساهمة عبد الحي في تعزيز المرأة ظلت سلبية ومعاكسة. فكتابه "كلمات للمرأة" عبارة عن "رجيم" للمرأة حتى لا تسقط في حبائل كثيرة عددها لأنه يفترض في المرأة السقوط، ولا يثق في أنها مما قد يكتفي بخطاب الاسلام لها مباشرة كمكلفة. فعبدالحي لا يري مثل مواهب ليلي ونوال لأنه يصور النساء كنمامات كاذبات لهن بهتان "في جلسات لاغية وكلمات لاهية". وهو لا يريد أن يعرف عن حيوات مثل ليلي التي اعترفت لجدتها الريفية "الأمية" بالسهر عليها لتتعلم. فمثل ليلي عنده ممن يتزعمن المؤتمرات ويتصدرن الاحتفالات يلوحن بأيديهن ويرفعن اصواتهن.
إذا صدقت عزيمة عبد الحي في حرب الخفاض الفرعوني فلا سبيل له الا أن يحسن الظن بالمرأة حتى تكتسب قيمة ارفع من القيمة التي يوثقها الختان الفرعوني. فلو أبقاها حبيسة المنزل كما يدعو بجسارة لوجب عليها توثيق عذريتها، وهي قيمتها الوحيدة، في انتظار الزوج. واخترع الأقدمون الختان الفرعوني لضمان ان يكون هذا الانتظار بلا شق ولا طق.

Post: #2
Title: Re: إذا صحت عزيمة الشيخ عبد الحي يوسف في تحريم
Author: العوض
Date: 01-24-2019, 12:49 PM
Parent: #1

حمد الله على السلامة رجعت للهذيان المنوي كما العادة