الثورةُ وجَماليَّاتُ الإبداعِ السُّودانيِّ

الثورةُ وجَماليَّاتُ الإبداعِ السُّودانيِّ


01-23-2019, 09:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548276726&rn=1


Post: #1
Title: الثورةُ وجَماليَّاتُ الإبداعِ السُّودانيِّ
Author: علي تولي
Date: 01-23-2019, 09:52 PM
Parent: #0

08:52 PM January, 23 2019

سودانيز اون لاين
علي تولي-USA
مكتبتى
رابط مختصر


بقلم عَلِيْ تَوْلِي

الثورةُ أضحت قدَراً مَحتوماً استوجبَ رحيلَ هذا النظام البغيض فهي تمضي بخطًى متسارعةٍ ومطَّردة الاتساع، تتزايدُ أعدادُ المتظاهرين؛ كل يوم تنضمّ إلى ركب الثورة عناصر جديدة من أبناء الشعب الشرفاء، وكلَّ يومٍ يتساقط المُلْتَفُّونَ حول نظام الإسلاميين المراوغ، وتتساقط أوراقه أمام العالم، ويضمحل خوف الشعوب الأخرى من خطر الوجودِ الإرهابي في العالم.
فهو نظامٌ لا بدَّ من مَحْوِهِ
# وكل يوم يسفر السودان عن وجهه الناصع الحقيقي بكل وعيه وتاريخه الحضاري التليد، وشموخ رجاله في الحياة العلمية والعملية، وعطائهم الثر بين الشعوب، كل يوم يعود لوجه السودان الإشراق والبسمة وانفراج الأسارير بأفراح الانتصارات الكبيرة، ورحيل هذا الكابوس وزوال هذا البعبع المروِّع للوجود الآدمي في الداخل والخارج، رحيل هذا النظام المجهول الأهداف، الهلامي التوجُّه، نظام ينهب ويسلب ويتعاطى السياسة المحرمة والإجرام السياسي تحت أجندة الممنوع ديناً وقانوناً، نظام يسوق اسم الإسلام والمسلمين إلى معالم الكراهية والبغض، ويزج بالله تعالى وبمحمد وبأتباعه وبجميع المسلمين في محاور التشويه والمسخ والصور الشائهة الكريهة، ليكونوا صوراً للخوف وتدمير العالم وإبادة الإنسانية، فهو نظام لا بد من إزالته.
#نظام لا يحترم التعاليم الحقيقية للدين وواجبات المسلم تجاه ربه ودينه وإخوته والوطن، نظام لا يعرف الهوية ولا الوطنية في أساس توجُّهه، نظامٌ تاهَ في مُفترق الطرق السياسية تحدوه الترهات المستبطنة تجاه بعض الملل والمذاهب والنظريات التي لم يع تماماً قصر نظرته دونها، نظام يجمع من حوله من البسطاء المغرر بهم على الغبش القولي وليس وراء الأكمة من شيء، نظام كل التنكيل وتمزيق أواصر المجتمع عرقياً وقبلياً وجهوياً، نظام فرَّط في المال والأرض والعرض، نظام استباح نهب المال وطمس التاريخ ومعالم الجمال والفكر، نظام يفتك بالكوادر والمفكرين وينفي ويقتل ويسحل ويسجن ويكبل ويعذب. نظام يبيد عرقياً. نظام يذيق الناس الفقر والجوع والموت. نظام أدخل القسوة على القلوب السودانية الطيبة فأضحت كثير من بقاع السودان مسارح لعمليات حربية وإبادة جماعية وتهجير عن الديار والأرض، نظام عرف السودان فيه الخروج إلى ملاذات اللجوء السياسي والاقتصادي، نظام لم يحترم الأعراف الاجتماعية واحترام التقاليد والموروثات الاجتماعية الجميلة، نظام تجاسر على القيم النبيلة. نظام استحق الثورة عليه رغم استمراره في البطش والتقتيل والاعتقالات والتعذيب، رغم صلف جنوده الانكشاريين. نظام تجب إزالته ومحو جذوره حتى لا يعود لإنبات أو تفريخ أي مظهر من مظاهر القبح الإنساني في الظلم. وتخط الآن الثورة جماليات إبداعها السوداني لمحو معالم القبح الكيزاني البغيض.
فهو نظام لابد سحقه.
# إنها الثورة الآن إنها الفارقة هبت لتكتب للعالم أنها تكشف بالفعل عن الوعي الحقيقي للعقل السوداني المكبل ردحاً من الزمان عن النهوض قسراً بإبعاده عن مسرح الحياة والاسهام في توجيه مسارها الطبيعي، إنها ثورة الشباب الناهض بكل بتطلعاته ورغبته الأكيدة في صنع دولة الكرامة والحرية والتقدم العملي والعملي الحديث، دولة تسع الجميع، دولة ترعى الحقوق العامة، دولة يسود فيها القانون، وتحفظ الحقوق العامة والحقوق الفردية، إنها الثورة رغم تحايل الزمرة المتسلطة بالجبروت والتجاسر الوحشي فإنها ثورة لم تركن أو تضمحل مهما كانت وطأة الزمرة الحاكمة، ومهما ازداد سفكهم للدماء، وازداد استهتارهم وصلفهم بالتهديد والوعيد والرقص على الجماجم.
# وسيسقط النظام لامحالة..