لو (هيك) المسئولين .. !! بقلم هيثم الفضل

لو (هيك) المسئولين .. !! بقلم هيثم الفضل


01-23-2019, 05:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548217711&rn=1


Post: #1
Title: لو (هيك) المسئولين .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-23-2019, 05:28 AM
Parent: #0

04:28 AM January, 22 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


حتى في الأوساط التنظيمية لحزب المؤتمر الوطني ، تبدو عاهة سقوط آلة النزاهة في تولي المناصب وإرتقاء المراكز الهيكلية ، وطبعاً يتناسب هذا أيضاً مع أودت إليه آفة التمكين السياسي في تولي المناصب والوظائف داخل الخدمة المدنية في عموم سوداننا المنكوب ، أول أمس إستضافت قناة الحدث الإخبارية شخصاً عرَّف نفسه بنائب رئيس قطاع التنظيم في حزب المؤتمر الوطني ، وما أن إبتدرت المذيعة حوارها بسؤال عن تقييم الحزب للأوضاع في السودان وتقديرهم لخطورة إستمرارالإحتجاجات الشعبية لشهر وبضعة أسابيع ، إنفلت صاحبنا هذا في هوجة من الخطب الحماسية التي إحتوت كمية من الأمثال والأشعار الحماسية بالعامية السودانية المُغرقة في محليتها اللفظية والتي جعلت من المذيعة المغلوبة على أمرها تفغر فاهها إندهاشاً وإستغراباً ، ثم ختم ملهاته البائسة والمخجلة بذاك الشعار الحزين المقيت (نأكل من ما نزرع ونلبس من ما نصنع) وفات عليه أن رفقاء دربه من حزبه أصبحوا اليوم يأساً وإحباطاً ينفضون عن هذا الشعار أيديهم وألسنتهم ويتمنون لو أن التاريخ لم يسجِّل لهم ترهاتهم هذه وغيرها الكثير ، وبعيداً عن خلافاتنا الإستراتيجية والسياسية والفكرية والمنهجية مع منسوبي حزب المؤتمر الوطني ، أقول أن ما أحدثهُ هذا الرجل المفتقِد للحكمة والتأهيل والمقدرة على التعبير ، كان وللأسف أسوأ مثال لحال السودان ومستوى كوادره الحزبية بل وللإنسان السوداني على المستوى العام والجماعي ، فلو قرَّر المشاهدون حول العالم عبر تقييمهم لهذا الرجل ومستواه الضحل في مجال التحاور السياسي الإعلامي ومقدراته التعبيرية ومنهجه التكتيكي في الجدل والإقناع ( خصوصاً أولئك الذين لا يعرفون شيئاً عن الإنسان السوداني) ، أن الرجل في مركزه المرموق هذا على المستوى التنظيمي من الممكن أن يُمثِّل (عينه) أو نموذج لمستويات النُخب والقيادات والزعامات السودانية في مواهبهم ومقدراتهم وإمكانياتهم ، فوا خيبتنا ودواعي حياءنا وإنخذال قاماتنا في المحافل والأوساط الأممية حين يمثِّل شعبنا أمثال هؤلاء ، أقول هذا وأنا على علم بأننا لو بحثنا في كل قطاع أو مؤسسة أو مركز مهني أو نقابي لن نجد على مستوى قياداته العليا في زمان الإنقاذ الذي قضى على الأخضر واليابس غير أقل الناس قامةً من حيث التأهيل والكفاءة والمقدرات في محيطهم المهني ، لأن الحقبة السياسية الحالية والتي أتاحت بإسم التمكين وتعزيز قواعد الحزب الحاكم ، كل ما يمكن تجاوزه من قوانين ولوائح وأعراف أخلاقية إحتوت وأيَّدت فكرة الولاية والتكليف للأصلح والأقدر والأكثر أمانةً وكفاءةً و إبداعاً ، لذلك لم أتعجب لتعليق تلك المذيعة (المُستغربة) في صفحتها بالفيس بوك عن ذلك الحوار وهي تُبدي إمتعاضها وإندهاشها من هزالة مقدرات الرجل على الحوار والمناقشة والتعبير عن الذات بجملة تُظهر فيها لكنتها الشامية كان محتواها (لو هيك المسئولين بالسودان .. الله يكون في عون الشعب السوداني).