هذا جيلٌ جَديد.. ابحثوا لكم عن (مَخْرَجْ)..! بِقَلم عبد الله الشيخ

هذا جيلٌ جَديد.. ابحثوا لكم عن (مَخْرَجْ)..! بِقَلم عبد الله الشيخ


01-21-2019, 07:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1548096165&rn=1


Post: #1
Title: هذا جيلٌ جَديد.. ابحثوا لكم عن (مَخْرَجْ)..! بِقَلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 01-21-2019, 07:42 PM
Parent: #0

06:42 PM January, 21 2019

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خط الاستواء
الدربُ لا يُجلى لمطيةٍ عَجلى، والسايقة واصلة، والسودان بلد عظيم يستحق التضحيات الجسام.
هذه الارض لنا، لا هي ليبيا ولا هي سوريا، ولا عاصمتنا هي بغداد أو عدن.
هذا وطن قائم بذاته، شمسه تصقل كل من يستظلها بمواهب شتى. هذه الارض المغتصبة بالأكاذيب، تربى شبابها تحت كنف طغاة الذين أدمنوا تصاحيف الماضي، فاكتسب مناعة ضدهم، وضد كل من يتلبس التقوى، والتقوى ههنا، في القلب.
هذا الجيل الذي آذن بالخروج، تنامى وعيه تحت ظلال العنف ونضِجت بصيرته حتى افتضحت عنده الجزيرة، بأنها بوق من أبواق المؤامرة.. المؤامرة تُداري دقناً شيطانية، توشكُ أن تستدير حولنا، لولا أن كلمة الحق هي الحياة.. هذا شباب له القدرة على ان يستمع بصبر لخطب الأدعياء الثقيلة الكثيفة، ثم يمسحها كما يمسح (لِنكْاً) أو رابطاً مبشوهاً وصل على البريد الخاص.
جيل متفرد يحمل من الشجاعة مقاديراً تفوق ادعاءاتنا بأننا أنجزنا ثورتي اكتوبر وأبريل، وأننا صنعنا انتفاضة شعبية بيعت رخيصةً لجماعة المحبوب عبد السلام.
هذا الجيل داسَ على وهم القدامى في استنساخ تجربتي أكتوبر وأبريل، و (كَسَرْ طَقْ) مزاميرهم، عندما حرّك أطراف البلاد، فصلّى المركز خلف الأقاليم مأموماً.
الشباب الذي نراه اليوم في الشوارع يمتلك من الإصرار والعزيمة ما يؤكد أنه قادر على حراسة حراكه الثوري من تسلق النفعيين وادعياء التغيير والانقلابيون من أي جهة أتوا.. شباب نضيف، يتبرأ من تصنيفات الماضي النمطية – أُكرر النمطية – التي كانت تصبغ أجيال الماضي، بين قدامى ومحدثين، عسكر ومدنية، يمين ويسار، رجعية وتقدمية، هلال مريخ، سلفية جهادية أو صوفية متمسكنة.
هذا جيل ما بعد الأيدلوجيا، لا يضمه جِناح ولا يؤطّر داخل وِعاء ولا يساق كالقطيع،، وقبل كل شيء، لا يعتد بالانتساب لقبيلة، ولا يفاخِر بجهوية أوعنصرية حانقة، وكلما طاشت آلة البطش الغاشِمة عَلَا هُتافه: سلمية سلمية..... لأبعد مدى.
هذا هو الماء الطَهور الذي يغسل سوءات حملة المباخر ومُرِّوجي الأجوبة القطعية الجاهِزة.
هؤلاء هم من يقطعون لسان الطبل بتمرسهم على التكنلوجيا في بتجددها وعدم ثباتها وحوجتها الدائمة للتحديث، بتكنيكاتها ومناورات ألعابها ووسائلها في حماية مصادرها، والغوص في واقعها الإفتراضي ثم تبيئته في الواقع.
يخرجون الآن من كل حي، يهبطون صقرية على العاصمة عند الواحدة بالتمام والكمال، فتتنوع ألحان الأطراف في المدينة لتكتشف ذاتها في مكوار، وأم عضام، وداخلة عطبرة، وقضارف السعد.. إلخ، إلخ..شباب عملي يُحدد مساره نحو المستقبل في كلمات مختصرة، وله ألف حيلة في الوصول الى أهدافه، ومثلها معها، في مواجهة الرصاص والبنبان.
مثل هذا الجيل لا يمكن حشره داخل ارشادات التنظيم. لا يمكن تخويفه بتهديدات كتلك التي يصدرها (فرسان الكمين)!.
هذه المثابرة استعلنت ولا يمكن أن تعود للوراء بعد أن تضرَّعت وتضرَّجت دِماءاً في الشوارع، فأبحثوا عن حل، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر.
لكل أول آخر، ولكل بداية نهاية، فابحثوا لكم عن (مَخْرَجْ) من بين يدي هذا الجيل.. ابحثواعن (مَخْرَجْ) يحفظ السودان، قبل أن يحِل بكم الشفق!.