Post: #1
Title: جهاز الامن الوطني وأجهزة النظام الامنية الاخري انكم تخوضون معركة خاسرة بقلم صديق موسي بولاد
Author: صديق بولاد
Date: 01-20-2019, 01:22 PM
12:22 PM January, 20 2019 سودانيز اون لاين صديق بولاد- مكتبتى رابط مختصر
.. كندا المتجمد الشمالي
انتم تدافعون عن نظام فاسد فاشل ، وتعلمون ذلك علم اليقين، بما تملكون من معلومات وحقائق . أما الوطن فشعبه يملأ الساحات علي امتداد الكون كله ، وليس ساحة واحدة ، ولايحتاج منكم لمتابعة أو مراقبه ، أو ملاحقة ، فهو يقول : " لابنخاف، ولا بنندس ، ونقولها بالواضح : انت : # تسقط_بس ." إذن التجسس ، والتصنت والمتابعة ، وحتي الملاحقة ، اغناكم الشعب عنها، فهو موجود في الساحات في وضح النهار . هدير زحفه اهتزت له الارض ، مدنه تعانق الواحدة منها الاخري ، هتفت عطبرة : " ياعنصري يامغرور ، كل السودان دارفور ." فردت نيالا : " يابشير ياغدار ، عطبرة عاصمة الحديد والنار." الاتنظرون ، ياجهاز الامن : أن كل حي يسلم راية الوطن ، للحي الذي يليه ، وكل مدينة تسلم راية الوطن المحروسة والمطرزة بدماء الشهداء والجرحي للاخري ، فأي وطن عنه انتم تدافعون؟ الا تخجلون من أنفسكم وانتم تطلقون الرصاص الحي ، ليس علي قوات غازية انتهكت حرمة الوطن وترابه ، الذي فشلتم في المحافظة عليه ، ففرطتم في وحدته الوطنية ، واراضيه فانقسم الي نصفين ، وأخري بسبب هوانكم وضعفكم تحتل أراضي السودان ، وانتم صامتون صمت القبور يتحركون ساكنا . وإنما توجهون رصاص اسلحتكم دائما في الاتجاه الخاطئ الي صدور الاطفال ، والنساء ، والشباب ، وجماهير الشعب . الشعب الذي وفر لكم الأسلحة والمعدات ، والمرتبات والامتيازات التي تتمتعون بها ، انتم تكافونه علي ذلك باطلاق النار عليه ! ؟ الا تستحون وانتم ترون بأم اعينكم ، بنات وسيدات الوطن ، يتقدمن الصفوف ، ويضعن الكمامات علي وجوههم، ويعلمن انهن سيواجهن البمبان والرصاص ، والضرب ، والاعتقال والسجن . هل انتم استمعتم ، للكابلي وهو يرسل الالحان شجيا عن ،" خال فاطنة" ، وعن تراث شعبنا ، "مقنع الكاشفات ، " وعشا البايتات " وعن "حامي بنات فريقو "! الا ترون أن الامهات يعلمن أن الابناء خارجون ، وربما لايعودون ثانية أحياء ، ولايقولون لهم اقعدوا مع القاعدين ، لان الامهات أنفسهن في مقدمة الصفوف . والاجابة واضحة ، ان لم تعلموها ، لأنهن يعلمن انها معركة الوطن ، وفي سبيل الوطن وكرامته كل غالي يهون! انتم الان أي اجهزة الامن، تخوضون معركة خاسرة ، لانها ليس من أجل الوطن ، وانما دفاعا عن نظام فاسد ، صبر عليه الشعب السوداني ثلاثين عاما حسوما، كما لم يصبر علي أي نظام من الأنظمة الدكتاتورية التي سبقته . ورغم هذا الصبر الطويل المضني ، فان نظامكم الفاسد يرسب في الامتحان عام بعد عام ، فتراكم الفشل وأصبح ، حملا ثقيلا ، علي الوطن والشعب ! والنتيجة ان هب الشعب وقال : كفي ، وأخرج قراره الحاسم في كلمتين #تسقط_بس . المعالجات الأمنية التي تتبعونها باستخدام القوة المفرطة، والقمع اللامتناهي، لن ينجح في المحافظة علي النظام الايل للسقوط. والدلائل علي ذلك ، لاتخطئها العين المبصرة ، الا التي عميت عن الحق ، فاصابها الله بغشاوة فحجبت عنها الرويا وهي : - ابحثوا عن المؤتمر الوطني ، طفل الانقاذ المدلل ، الذي يرضع من ثدي الدولة لمدة ثلاث عقود ، ولم ينفطم بعد، اين هو؟ . هذا المؤتمر الوطني وهو النسخة المعدلة والمحدثة للاتحاد الاشتراكي ، أصبح " فص ملح، فذاب " فهل يستطيع أن يخرج مظاهرة واحدة في حي من أحياء أي مدينة في السودان صغرت أم كبرت ! لن يستطيعوا ، فهم يتوارون خجلا ، مما فعلت أيديهم ، ومن الناس ، وحتي من اسرهم ، الذين يسالونهم ويستفسرون ، لماذا تحولون الوطن ومكتسبات شعبه ، لغنيمة لكم ولمويديكم ؟ أين هم ، مكنتوهم من الثروة فاكتنزوها، ومن إدارة البنوك فنهبوها وجعلوها قاعا صفصفا. وحين طالبتوهم بإيداع جزء يسير مما نهبوه تحت أعينكم وبصركم، وبعد اعترافهم بذلك ، ادخلتم بدعة التحلل ، فافلتوا من العقاب العادل ، وخرجوا من الحبس ، ترتسم علي شفاههم ووجوههم ابتسامة عريضة ، لتمكنهم من الاستمتاع بما سرقوه من المال العام في وضح النهار . منها ، كانت مطالباتكم لهم وقعت علي إذن صماء ! المؤتمر الوطني عاجز عن عقد اجتماع للجنة أي حي ، ناهيك من تنظيم مظاهرة في حي . قارنوا بذلك ، كيف نهضت الأحياء ، وهبت ، وتكاتفت ، وتعاضدت وجعلت أبواب بيوتها مفتوحة ، لكل سوداني ، وسودانية ، يدخل متي مايشاء ، في معركة الكر ، والفر وتنظيم الصفوف ، " استراحة محارب " ، فتحول أي منزل الي وطن ، يضم الي حضنه ، أبناء الوطن، يلجأون اليه فيجدون الماوي ، والمشرب والاكل ، كل علي قدر طاقته ، واهم من ذلك كله ، الموقف الوطني الواحد ، في وحدة الهدف ، وهو إسقاط النظام . غياب المؤتمر الوطني عن المشهد ، أمر متوقع ، فالتنظيم الذي يستجلب العضوية بناء علي المصالح لا المبادئ ، ينفض سامره ، يوم يشعر العضو ، أن مصالحه لايمكن تحقيقها ، أو أن ماناله من مكاسب معرض للضياع . إذن فقدت الانقاذ خط دفاعها الوهمي الاول ، المؤتمر الوطني ، " الاتحاد الاشتراكي الثاني ." - والمصائب لاتاتي للإنقاذ فرادي ، فحلفاء الانقاذ ، من أحزاب ما يسمي بالحوار الوطني ، أعلنوا في مؤتمر صحفي مشهود ، انهم فضوا تحالفهم مع الانقاذ . ووضحوا الاسباب التي دفعتهم لذلك ، بأن المؤتمر الوطني ، تنصل من كل نتائج مؤتمر الحوار الوطني ، ولم يلتزم بها . وبطبيعة الحال ، هذا ليس بغريب علي الانقاذ ، فهي لم تحفظ عهدا لشيخها الترابي الذي اتي بها للسلطة وزجت به في السجن . أحزاب الحوار سلكت نفس الطريق الذي سارت فيه قوي سياسية قبلهم وكانوا يقولون : إذا اشتركت مع المؤتمر الوطني سينطبق عليك المثل السوداني " جو يساعدوه في قبر ابوه ، دس المحافير ." والغريب في الأمر أن كل الذين شاركوا الانقاذ في السلطة عقب أي اتفاق تبرمه معهم ، لاتعتبرهم شركاء أو حلفاء ، بل اعداء ، وتستخدم كل معاولها في الهدم والتفتيت، والتفكيك ، والاستقطاب في وسطهم . هذه السياسة ، جعلت الذين اتفقوا معها مثلا ، الحركة الشعبية / شمال ، حركة تحرير السودان ، مناوي ، أحزاب الحوار الوطني ، كلها حانقة علي نظام يتنكر لأي اتفاق يبرمه أو التزام قطعه علي نفسه . فعادوا للمعارضة مقتنعين ، تحمل اجسادهم التنظيمية مناعة ناتجة عن تجربة التحصين المكتسبة . هكذا تفلح الانقاذ في نقض غزلها بيديها جريا وراء وهم التمكين ، وتبقي مع الخالدين ! وازدادت عوامل التعرية الداخلية المستمرة في النظام والتي تعددت مظاهرها ، من المفاصلة الاولي بين الترابي ، والبشير ، والتي نتج عنها الانقسام وتكوين الموتمر الشعبي " موقفه الان متذبذب، ومتارجح ، قلبه في السلطة ، وعيونه زائقة تبحلق في ثورة الشارع ، وسط تململ قواعده ، التي تخشي أن يفوتها قطار الثورة ، فيقبر تنظيمها مع ركام الانقاذ ". هذا التيه لايسير فيه ، حزب المؤتمر الشعبي ، والمؤتمر الوطني الغائب عن الساحة ، وحدهما ، وإنما يشاركهم أيضا حزب الاصلاح الان ، غازي صلاح الدين ، فيوم يضع احدي رجليه في طريق المعارضة ، بينما الاخري تغوص عميقا في داخل وحل النظام . أما السائحون فهذا عالم انقاذي آخر ، يحمل أحلام وئدت ، توجهوا للجهاد ، وعادوا ، فوجدوا رفاقهم رتعوا في الدنيا وفي غنيمة الدولة ، فاغتنوا ، وشيدوا البناء الفخيم . وختم الترابي علي جهادهم ، بأن قال : " هؤلاء ماتوا فطائس." إذن عالم الانقاذ الداخلي نخرته السوس ، وهو يدخل معركته الاخيرة ، وهو في أسوأ حالاته. أما الوضع في أجهزة النظام الامنية ، فهو ليس بأفضل من وضع حزب المؤتمر الوطني، من حيث الفاعلية ، والقدرة علي التحرك وفق استراتيجية ، مخطط لها بعناية . جهاز الامن، كان ولايزال يدير عمله بصورة تقليدية متخلفة . مستخدما سياسة التخويف ، والترهيب ، والاستدعاء المنتظم ، والاعتقال ، والتعذيب ، والقتل. واختراق القوي السياسية ، وتفتيت النقابات، ومحاصرة الحركة الطلابية. النظام وجهاز امنه يعتبر كل مكونات نسيج المجتمع السوداني ، اعداء له ، ولذلك تفتيت هذه المكونات شغله الشاغل . وزاد جهاز الامن علي ذلك ، ان دخل السوق ، وكون الشركات ، المعفية من الجمارك والضرائب ، وكما أشار قوش في مؤتمره الصحفي الأخير : " ان جهاز الامن دخل السوق لشراء العمله ، وأضاف انه من قبل دخل السوق بعصايته." وكما دخل قوش السوق بعصايته ، كذلك دخل الامن بعصايته ، ظانا أيضا ان العصي ، لمن عصي ! أقصي ماكان يتوقعه قوش ، أن تخرج مظاهرة في مكان واحد ، أو مدينة واحدة ، فيتمكن من تفريقها، والقبض علي عدد من الناشطين واعتقالهم وتعذيبهم، أو الزج بهم في السجن لسنوات . خصوصا انه كان يعتقد أن النقابات تم تفكيكها تماما ، أما بتجزئتها ، أو بتدمير منشآتها تماما ، كما في مشروع الجزيرة ، النقل النهري ، النقل البحري ، النقل المكانيكي ، الخطوط الجوية، الاتصالات السلكية واللاسلكية ، السكة حديد ، والقائمة تطول . كل هذه المنشآت وئدت بفعل بيعها بثمن بخس لقيادات الانقاذ ، أو إهمالها تماما ، وتشريد عمالها وموظفيها. لم يستبين قوش ، ان تدمير المشاريع الزراعية ، هو تدمير للامن الغذائي ، وافقارا للملايين، الذين يعتمدون عليها في غذاءهم وتغطية حاجة البلاد ، فهجروا اقاليمهم وهاجروا للمدن بحثا عن فرص أفضل ، وتحولوا من منتجين الي مستهلكين. وهاهو النظام بعد ثلاثين عاما من شعاره الذي رفعه ناكل مما نزرع ، لم يتمكن من توفير رغيف الخبز . وفي نفس الوقت ، تم تدمير الامن المائي ، بعد تدمير هذه المشاريع ، وأصبحت حصة السودان من المياه تعبر حدوده شبه كامله للآخرين ، ليستورد السودان منهم الخضر والفاكهة بالعملة الصعبة ، بعد ان كان مصدرا للمنتجات الزراعية . وكيف يفهم قوش وجهازه ذلك ، وهو يحمل عصاه للسمسرة في سوق الدولار الاسود ، بينما تحتكر شركات الامن السوق لوارداتها، موظفة الإعفاءات التي تحيط بها نفسها . هكذا أصبح جهاز الامن ، جهازا ينقض عري الامن الحيوي للبلاد عروة عروة ، وليس له مثل ، الا ، كالتي نقصت غزلها من بعد قوة انكاسا . وانتقل النظام وجهاز امنه في هدم مقومات الدولة الاساسية ، وهي المحافظة علي الامن ، ومصادر القوة وهي السلاح ، والذي ينبغي أن يكون حكرا للدولة وحدها والقوات النظامية . وخاضع استخدامه وتملكه والتصرف فيه وفق القانون . الانقاذ الدولة الوحيدة الشاذة في النظام الدولي ، التي تقوم بتسليح مليشيات قبلية واثنية ، لتقاتل بعضها البعض ، أو توجهها الانقاذ لقتال من تريد . زودت موسي هلال ، بكافة الاسلحة ثم انقلبت عليه ، وجردته من سلاحه وزجت به في السجن . ثم زودت حمدتي بالأسلحة ، ومنحته رتبة فريق ،" وهو لم يدخل كلية حربية أو يتدرج فيها ، قمة الفوضى ." والذي أصبح متنقلا قائد مليشيا اولا ، ثم تدرج ليصبح تابعا لجهاز الامن، ثم أعطي درجة أخري في التنقل لتصبح مليشياته جزء من القوات المسلحة . وإذا انتقلنا في عالم المليشيات الانقاذية، كل يوم تشهد العجب العجاب ، فعلي عثمان ، يتحدث علنا عن مليشيا موازية تملكها الحركة الإسلامية ، وستدافع عن النظام حتي الموت . أن أداء جهاز الامن في عهد الانقاذ ، شبيه بأداء الانقاذ في إدارة الدولة في كافة مرافقها ، وخلاصتها الفشل الذريع في المحافظة علي امن البلاد ، ومصالحها العليا . فجهاز امن كل تفكيره منحصر في مواجهة شعبه ، فهذا جهاز بائس ، والدليل علي فشله انه فوجئ بثورة الشعب ، واتساع رقعتها ، لتشمل السودان الحدادي المدادي . فجهاز الأمن الان يخوض معركة خاسرة لا محالة . وإرادة شعبنا سوف تنتصر ، وليل الدكتاتورية الطويل، صفحته بدأت تنطوي ، بعد ان لاح فجر الخلاص. وسط هدير فيضان شعبنا . أصبح الصبح ولا السجن ، ولا السجان باق .
صديق موسي بولاد كندا _ المتجمد الشمالي 20/01/2019
|
|