سياسة دولة الإمارات المتناقضة تجاه الإخوان المسلمين.. تجاه الخونجي عمر البشير مثلاً!

01:05 AM January, 17 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر

أقامت دولة الإمارات العربية المتحدة (الحديثة) مشروعها السياسي على مضمون قومي عربي، ووظفت هذا المشروع إقليمياً ضد المشروع الإسلام السياسي -الحركات الإسلامية السياسية، فضغطت بقوة لتقوية جامعة الدول العربية. وعند قيام ما سمي "بالربيع العربي" في الدول العربية عام 2011 بتحريك من بعض الإسلاميين -خاصة التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين واجنحته المختلفة، استخدمت الإمارات كل الوسائل المتوفرة والممكنة لمحاصرة وإسقاط هذه الجماعة في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا والأردن، وغيرها، ثم تبنت استراتيجية طويلة المدى لإقصاء الجماعة وفروعها نهائياً من الحياة السياسية في كل أنحاء العالم، كونها -حسب الإمارات جماعة إرهابية متطرفة.
لكن سياسة الإمارات التي تبدو حاسمة ونهائية تجاه الإسلام السياسي بصفة عامة و(تنظيم الإخوان المسلمين) بصفة خاصة، تتخبط وتتناقض بصورة فاضحة تجاه ذات الجماعة التي تحكم السودان منذ عام 1989م.
يزداد هذا التخبط وضوحاً باختيار الإمارات مبدأ التحالف مع نظام الإخوان الحاكم في السودان، والتعاون معه لإخماد الإنتفاضة السودانية التي انتظمت شوارع مدن وقرى السودان منذ19 ديسمبر 2018م تطالب البشير بالرحيل.
وبخصوص التعاون الإماراتي السوداني في ظل غليان الشارع السوداني ضد حزب الإخوان الحاكم -نظام عمر البشير.. قال البشير في لقاء أمام أنصاره في ولاية جنوب دارفور يوم الإثنين 14/1/2019 إن نظامه تلقى دعماً من الإمارات لتوفير الوقود.
وذكر البشير “أن الحكومة لديها ترتيبات لتوفير المواد البترولية عبر الموارد المحلية وبدعم من بعض الأشقاء خاصة أخوتنا في الإمارات، الذين وقفوا معنا في هذه اللحظة ونحن سنرتب معهم لتوفير كل حاجة البلاد من الوقود".
وشكر البشير في خطابه الدول التي ساندت السودان وأرسلت وفودًا داعمة له ولحكومته، وذكر منها مصر وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا والإمارات.
طبعا دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ولها كامل الحرية في اتخاذ المواقف السياسية التي تتماشى مع مصالحها، لكن التحالف مع نظام القهر والإرهاب الإخواني في السودان لا يساعد على الوصول إلى تسويات لأزمات المنطقة، وإنما يؤدي إلى مزيد من الدمار والتخريب، ذلك ان الفكر الإخواني، كالسرطان الذي ينخر في جسد المجتمعات الإسلامية وغيرها التي يتسلل إليها.
بالتأكيد لدولة الإمارات المتحدة الحق في الوقوف مع نظام عمر البشير الذي يصطاد شعبه بكل أنواع الأسلحة، لكن بالتأكيد من حق الثوار الذين ينتظمون الشوارع السودانية أن يسجلوا هذا الموقف السلبي على أبو ظبي في دفاترهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة في وقتها.
الإمارات اليوم متحالفة مع حزب الإصلاح الإخواني في اليمن ضد جماعة الحوثي في تناقض واضح مع سياساتها المعادية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ومشتقاته، والثوار السودانيون لا يمانعون ذلك، لأن الإمارات دولة مستقلة وحرة كما سبق أن قلنا في اتخاذ قراراتها، لكنهم -أي الثوار حتما يمانعون وسيمانعون قتال جيش بلادهم كمرتزقة في اليمن لصالح (تحالف آل سقوط وعيال آل نهيان).
الإنتفاضة السودانية التي تنتظم المدن والقرى السودانية لأكثر من شهر، ستصل حتما الى غايتها طال الزمن أم قصر، لأن كما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر..
ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر..
ومن لم يعانقــه شــوق الحيــاة تبخــر فــي جوهــا واندثـــر..
ولطالما اختارت دولة الإمارات الانحياز لنظام الإخوان المسلمين الحاكم في السودان -أصحاب الفكر الضلالي، ضد الانتفاضة الشعبية، فإننا هنا نذكرها فقط ربما تنفعها هذه الذكرى، بأن النظام السوداني في قلبه مرض، واعضاءه باعوا أنفسهم للسلطة والمناصب والأموال على حساب المبادئ إذا كان لهم مبادئ أصلاً، وأباحوا دماء السودانيين، يتقنون فنون احتراف الأكاذيب، والتدليس، وتزوير الحقائق، يتاجرون بالدين، لنشر الشائعات، والسب، والقذف، والتخوين، والتخويف، والتخريف، منافقون، مراوغون، مخادعون، لا يحترمون العهود والمواثيق.
على العموم، على النظام الإماراتي أن تعرف أن هناك مئات الأرواح البريئة التي زهقت من قبل هذا النظام الإخواني الضلالي القبيح المساند إماراتيا، ومئات آخرين من الجرحى اليوم في المستشفيات السٌّودانية، وعشرات الآلاف في معتقلات النظام جراء الانتفاضة الشعبية العارمة العازمة على اسقاط (إخوان السٌّودان).. فعليه، فإن الإدارة الجديدة -أي حكومة ما بعد سقوط نظام الإخوان الحتمي، لم ولن تنسى تلك الأنظمة والحكومات التي ساهمت وساعدت النظام السٌّوداني في قتل مواطنين أبرياء عزل يرددون شعارات سلمية سلمية، حرية عدالة مساواة.

سلمية سلمية سلمية سلمية سلمية سلمية سلمية سلمية سلمية سلمية

أنا عارف الكلام ده حااااار.. وسلمية حاااارة وزي النار لكن مع الأسف ده الطريق الوحيد نحو النصر .