فتنة لن تصيب منا الذين ظلموا خاصة بقلم الفاضل إحيمر

فتنة لن تصيب منا الذين ظلموا خاصة بقلم الفاضل إحيمر


01-17-2019, 10:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1547761518&rn=0


Post: #1
Title: فتنة لن تصيب منا الذين ظلموا خاصة بقلم الفاضل إحيمر
Author: الفاضل إحيمر
Date: 01-17-2019, 10:45 PM

09:45 PM January, 17 2019

سودانيز اون لاين
الفاضل إحيمر-أوتاوا- كندا
مكتبتى
رابط مختصر


"وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
صدق الله العظيم
الفاضل إحيمر – أـوتاوا

أفادت صحيفتا "لوموند الفرنسية" و "نيو يورك تايمز" أن السودان "بين خيارين: تغيير جذري في الحكم أو حمامات دم، ويبدو أن طغمة الإنقاذ الغاشمة الآثمة تدفع بإصرار وعناد للخيار الأخير، مدفوعة ليس بمصلحة الوطن بل بمصالح الأفراد وليس لله بل للسلطة والجاه، وفي إطار إرثها الدموي وتعطشها للمزيد من دماء الأبرياء العزل.
قبل ثلاثين عاماً وحينما رأى أو توهم المتأسلمون أن الأوضاع في البلاد بحاجة إلى تغيير أو سولت لهم ذلك طموحاتهم الحزبية الضيقة وتطلعاتهم الشخصية غير المشروعة، فأحدثوا ذلك عن طريق الدبابة والبندقية ودافعوا عن استحواذهم غير المشروع على السلطة عبر إراقة بحور من الدماء وارتال من الأرواح وحشود من المفقودين والمحبوسين وجيوش من المشردين مهنيا واللاجئين سكنا وموطنا وتكميم الأفواه والترهيب والترغيب لضعاف النفوس. بعد تلك السنوات العجاف رأت جموع الشعب أنه لا مناصَّ من التغيير. ولمَّا كان الخيار الديمقراطي وعبر الانتخاب الحر النزيه غير متاحٍ، لجأ المواطنون الشرفاء الحادبون على الوطن والغيورون على مصالحه الحقيقية إلى خيار تكفله لهم الأديان والمواثيق والأعراف وأعلنوا منذ البداية وبالصوت الجهور أنهم يريدونها "سلمية" ومارسوا ذلك بوعي وتحضرٍ ومسؤولية والتزام في التعبير عن رفضهم للنظام وتطلعهم المشروع للتغيير. غير أن النظام لم يعجبه هذا ولم يستوعبه، لا غرو ولا غرابة، فواصل وصعَّد سفك الدماء والقتل والحبس غير القانوني والترهيب بكافة الأشكال والسبل.
إن كان النظام يظن أن الشعب أو بعض فصائله وأفراده لا يملكون سلاحاً أو أنهم سيصبرون طويلا قبل الشروع مرغمين في استخدامه، فهو مخطئ خطأ كبيراً وفادحاً. إن واصل النظام تماديه فسوف يقابل جوره بجور وصلفه بصلف وناره بنار وسلاحه بسلاح هو متوفر وتتطلع جهات عديدة مشفقة أو مغرضة لتوفيره. وحينها يفرض الخيار الثاني، حمامات الدم، نفسه وتكون البلكنة "البلطقة" والصوملة والسورنة والييمنة والانزلاق في منحدر لا يعرف منتهاه. لو أن في الإسلاميين بقية عقل وعقلاء، وقد ظهر البعض منهم ويحمد لهم هذا، فلينبهوا إخوانهم أن اقدامهم على هذا وتماديهم فيه سوف يكون أكبر الجرائم والجرائر التي ارتكبوها ويرتكبونها في حق هذا الشعب الطيب الباسل والراقي والصبور، وأنها سوف تكون "فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً" وليعلموا أن الشعب بعد الله "شَدِيدُ الْعِقَابِ" وأنه على الباغي تدور الدوائر.
ألاَ لاَ يَجْهَلْنَ أَحَدٌ عَلَيْنا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينا
........................................................
ونَحْنُ الحاكِمُونَ إذَا أُطِعْنا ونَحْنُ العازِمُونَ إذَا عُصِينا
ونَحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطْنا ونَحْنُ الآخِذُونَ لما رَضِينا
وِأَنَّا المُطْعِمُونَ إذا قَدَرْنا وأَنَّا المُهْلِكُونَ إذا ابْتُلِينا
وأَنَّا المَانِعونَ لِمَا أَرَدْنا وأنَّا النَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينا
وأنَّا التَّارِكُونَ إذا سَخِطْنا وأنَّا الآخِذُونَ إذا رَضِينا
وأنَّا العَاصِمُونَ إذا أُطِعْنا وأنَّا العازِمُونَ إذا عُصِينا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً ويَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وطِينا
أَلاَ أَبْلغْ "......." عَنَّا وَدُعميًّا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُونَا
إذا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً أَبَيْنا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينا
لنَا الدُّنْيَا ومَنْ أمْسَى عَلَيْها ونَبْطِشُ حَيِنَ نَبْطِشُ قَادِرِينا
بُغَاةٌ ظَاِلَمينَ وَمَا ظُلِمْنَا وَلكِنَّا سَنَبْدَأُ ظَاِلِميِنَا

******
ولن "تسقط بس" فسوف يكون لسقوطها ما بعده وسيكون أدهى وأمر.

الفاضل إحيمر – أوتاوا – الخميس الأغر 17 يناير 2019