Post: #1
Title: الصندوق !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 01-10-2019, 01:05 PM
12:05 PM January, 10 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*الحشود كانت تُحشر له ضحى..
*الأطفال...الطلاب...الموظفون...العمال...الدهماء ؛ كلهم يُحشرون (يوم الزينة)..
*ومن يرفض أن يُحشد منهم طوعاً (يُحشر) كرها..
*ويُصدق القائد الملهم أنه محبوب الشعب...ويطرب لنغمة (أبوكم مين؟)..
*ويخطب فيهم بالكلام ذاته الذي يقوله بين يدي كل حشد..
*ثم يقف على ظهر عربةٍ مكشوفة - تشق الحشود - ملوحاً بعصاه يمنة ويسرى..
*هذا ما استحضره وعيّ عن فترة نميري...حين تفتَّح..
*المناظر ذاتها...والحشود ذاتها...والهتافات ذاتها...والخُطب ذاتها ؛ بالكربون..
*ثم كبر وعيّ...فكبر إدراكي بعبثية هذا (الموال) الممل..
*والأهم من ذلكم...كبر إدراكي بلا منطقية هذه (الموالاة) ذات الحشود الهائلة..
*ولكن بما أنه كان يُصدِّق...فلم لم يحتكم لصندوق الاقتراع؟..
*وأعني أن يحتكم إليها وفقاً لآليات العهود الحزبية - بالسودان - لا آلياته هو..
*فهي آليات - كما في دول الغرب - تضمن نزاهة الانتخابات..
*ولم نسمع بأن حزباً اشتكى من تلاعب في الصناديق...خلال حقبها الثلاث..
*الديمقراطية الأولى.....فالثانية.....فالثالثة..
*ولكن بدلاً من ذلك ظلت النسبة التسعينية المئوية هي السائدة طوال سني (مايو)..
*تماماً كما يحدث في انتخابات الأنظمة الشمولية...المزورة..
*ثم امتلأ الشارع السوداني - فجأة - بحشد عفوي غير (محشور) ؛ وكانت الثورة..
*واختفت الحشود المصنوعة...واختفى صانعوها كذلك..
*واختفى الاتحاد الاشتراكي بمنظوماته كافة ؛ فئوية...وطالبية...ووحدات أساسية..
*الكل اختفى في غمضة عين...فص ملح وذاب..
*ومناسبة حديثنا (المؤلم) هذا حديث (مفرح) من تلقاء رئيس وزراء إثيوبيا الجديد..
*وفضلاً عن أنه جديد على الرئاسة...فهو شابٌ أيضاً..
*ثم فوق ذلكم كله ؛ أحدث مزيداً من الطفرات التنموية أثناء فترة ولايته القصيرة..
*فقد دعا المعارضين من كل فج عميق...داخلياً وخارجياً..
*وقال لهم : دعونا نحتكم إلى انتخابات حرة ؛ لا دخَن فيها...ولا لبس...ولا (إنَّ)..
*ووعدهم بإنشاء هيئة انتخابات مستقلة...بالتشاور..
*وفوضهم باختيار ما يشاءون من جهات المراقبة الدولية...كي تطمئن قلوبهم..
*فهو يريد أن ينقل بلده نُقلة حضارية سياسية...من بعد التنموية..
*ولا يهم آبي أحمد إن بقي رئيساً - بإرادة الشعب - أو جاء غيره ؛ فالمهم إثيوبيا..
*بينما لو بقي نميري إلى الآن لظللنا في محطة (حشر الحشود)..
*ثم شق صفوفها بسيارة مكشوفة - ومحروسة - ملوحاً بعصاه نحوها يميناً وشمالاً..
*ثم الشعور بالطرب عند سماع نغمة (أيدناك بايعناك)..
*ثم الفوز بنسبة (90%).....فأكثر..
*وويل لصندوق اقتراع يتمرد على هذه النسبة..
*وويل لصندوق مال يتمرد على توقيع السحب السامي ؛ بلا رقيب ولا حسيب..
*وويل لشعب يتمرد على (صندوق الحشر) !!.
assayha
|
|