ترحل بس يا سفاح! بقلم عبدالغني بريش فيوف

ترحل بس يا سفاح! بقلم عبدالغني بريش فيوف


01-03-2019, 05:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1546489732&rn=0


Post: #1
Title: ترحل بس يا سفاح! بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 01-03-2019, 05:28 AM

04:28 AM January, 02 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر



بمناسبة الذكرى الـ 63 على خروج الإنجليز من السودان طواعيةُ، قدم السفاح السوداني خطابا بائسا يابسا خائبا للسودانيين تحدث فيه عن أمور كثيرة وهو يرتجف وقد خرج السودانيين في كل مدن السودان وقراه يطالبونه بترك السلطة والرحيل فورا دون شرط أو قيد.
هذا الخطاب البكائي الذي قدمه البشير في حقيقة الأمر لا يختلف كثيرا عن خطاباته السابقة إنما الاختلاف الوحيد هذه المرة هو انه جاء على وقع تظاهرات واحتجاجات شعبية عارمة لم يعهدها البشير طيلة الــ 29 سنة من حكمه الإنقلابي الشؤم.. كما يأتي والسودان يمر بأزمة اقتصادية خانقة يستحيل على عمر البشير معالجتها لأنه هو الأزمة ذاتها.
في خطاب البؤس والهروب إلى الأمام.. قال البشير: ("إن بلاده “تمر بظروف اقتصادية ضاغطة، أضرت بشريحة واسعة من المجتمع لأسباب خارجية وداخلية".
وأضاف “نحن نقدر هذه المعاناة ونحس بوقعها، ونشكر شعبنا على صبره الجميل (…) إننا على ثقة بأننا نوشك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعابرة والعودة إلى مسار التنمية الشاملة".
وناشد البشير في خطابه، “القوى السياسية والحزبية، المساهمة الراشدة عند التعاطي مع قضايا الوطن، خاصة القضية الاقتصادية الماثلة بروح النصح وتقديم البدائل لا بالتنافس والكسب السياسي".
وأكد أن “كل مؤسسات الدولة، وضعت خارطة الطريق للخروج من الأزمة الاقتصادية باستراتيجية تعتمد على الإنتاج ووضع ميزانية العام 2019، بمنهج يعتمد لأول مرة على البرامج والمشروعات لتحقيق الأهداف، بدلاً عن نظام البنود التقليدي".
وذكر أن “الميزانية هدفت لتخفيف المعاناة عن المواطن وأبقت الدعم على كثير من السلع، وشملت زيادة الرواتب ودعم فرض ضرائب جديدة".
وأعلن البشير “وضع منظومة جديدة لإنتاج واستيراد وتوزيع السلع الأساسية والأدوية، ووضع برنامج صارم لإعادة الثقة بالنظام المصرفي”، الذي قال إنه “صمد أمام تحديات المقاطعة الخارجية”، دون تفاصيل عن المنظومة أو البرنامج.
واستطرد: “لزيادة كفاءة الاقتصاد الوطني أبرمت الحكومة اتفاقات للتعاون الثنائي، مع دول شقيقة وصديقة منها تركيا، والصين وروسيا، وبيلاروسيا، إلى جانب دول الخليج العربي").. انتهى الخطاب..
هكذا عزيزي القارئ في زمن الاحتجاجات الشعبية والزحف الجماهيري نحو قصور الديكتاتوريين، كثيرة هي الأكاذيب والوعود التي يطلقونها، وهم دائماً جاهزين للإجابة على كل الأسئلة فالأمر لا يتطلب منهم سوي الرد بأي كلام كبير وإطلاق الوعود بسخاء وكرم والاستجابة لكل الطلبات مهما كانت غرابتها.
الأسلوب الذي اتخذه البشير جراء الأزمة التي تعصف به وببلاده هو ذات الأسلوب الذي اتَّخذه الشيطان لتنفيذ بنود خطَّته التي اختطها على نفسه في إضلال بني آدم، فالبشير يعرف في قرارة نفسه أن تلك الوعود والأماني التي حملها خطابه كاذبة.. فهو يَعِدهم ويقول إن نظامه قد وضع خارطة الطريق للخروج من الأزمة الاقتصادية باستراتيجية تعتمد على الإنتاج بمنهج يعتمد لأول مرة على البرامج والمشروعات لتحقيق الأهداف، بدلاً عن نظام البنود التقليدي.. لكنه يكذب، ذلك أن تريليون دولار لا يستطيع انقاذ اقتصاد السودان في ظل الفساد الذي يضرب كل دواوين الدولة.
ويتحدث عن وضع منظومة جديدة لإنتاج واستيراد وتوزيع السلع الأساسية والأدوية، ووضع برنامج صارم لإعادة الثقة بالنظام المصرفي.. لكنه يكذب لأن الفساد ركن هام من أركان النظام الحالي..
ويقول إن حكومته أبرمت اتفاقات للتعاون الثنائي، مع دول شقيقة وصديقة منها تركيا، والصين وروسيا، وبيلاروسيا، إلى جانب دول الخليج العربي.. لكنه يكذب لأن مثل هذه الاتفاقات لا تستطيع انقاذ اقتصاد دولة يعاني من كل الأمراض المزمنة..
إذن ليس أمام عمر البشير واخوانه الإسلاميين جراء التظاهرات والاحتجاجات والمسيرات الشعبية الجماهيرية والأزمات المختلفة التي تلاحقهم لثلاثين عام سوى ترك السلطة والرحيل فورا لأن هذه الأزمات والمشكلات هي في الأصل سياسية.
الإسلاميون خربوا الاقتصاد بل دمروه وعليهم الرحيل فورا..
الإسلاميون أفسدوا الأخلاق السوداني وعليهم الرحيل فورا..
الإسلاميون جلبوا الإرهاب إلى السودان لحماية سلطتهم وعليهم الرحيل فورا..
الإسلاميون ادخلوا الفساد في كل دواوين الدولة وعليهم الرحيل فورا..
فشل الإسلاميين وفشل معهم اسلامهم السياسي في الحكم وفي إدارة شئون السودان لثلاثين عام الذي أثبتوا من خلاله محدودية شعاراتهم التي تمثل في "المشروع الحضاري" من دون ان يقدموا في كل أدبياتهم رؤية واضحة لإخراج السودان من مشكلاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل مارسوا تسلطا سياسيا وتخبطا اقتصاديا، وأدخلوا الفساد المالي والإداري، وعجزوا عن تطوير مشروع سياسي يتوجهوا به الى المواطنين بكل فئاتهم ومكوناتهم المجتمعية المختلفة، ليخرج الشارع اليوم ويردد شعار "يسقط بس#"، فعليهم أن يسقطوا ويرحلوا بس فورا دون شرط أو قيد.