الشيب في رأس الطاغية . . ! بقلم الطيب الزين

الشيب في رأس الطاغية . . ! بقلم الطيب الزين


01-01-2019, 01:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1546304237&rn=1


Post: #1
Title: الشيب في رأس الطاغية . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 01-01-2019, 01:57 AM
Parent: #0

00:57 AM December, 31 2018

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر


لسنا في حاجة إلى أجهزة تلسكوبات، لمعرفة بواطن الأمور، وفرز الحقائق من الأكاذيب.. !
بعد ثلاثون عاماً عارية من الصدق مع الذات والشعب، بات كل شيء واضحاً، كشعرات الشيب السياسي على رؤوس رموز النظام الفاسد . . !
ولعل الشيب لا يبدأ إلا في محيط الرأس.
كل الحقائق والوقائع تقول: أن الرأس بلا عقل ! وهنا لا نفتري على أحد ، لا على الطاغية ولا على حاشيته.
وإذا شاء زودناه بما لدينا من براهين بين أيدينا.
سيف الإقتصاد، قد قطع كل حبال الأكاذيب، وأخرس كل ألسنة الضلال ..!
الواقع المعاش في عطبرة وبورسودان والفاشر والابيض والقضارف والخرطوم وجبال النوبة والنيل الأزرق، وفي قرية ود الحداد، بل في قرى السودان، يقول: قد طفح الكيل. . !
كيل الاكاذيب والغش والخداع والفساد، حتى بلل كل الخطب الرسمية في المساجد والساحات والمهرجانات والقصر الجمهوري، بزبد النفاق . . !
للدرجة جعلتنا نمسك أنفاسنا ونتعلل بالصبر، لانه مفتاح الفرج، لا مفتاح اليأس.
لكننا فوجئنا ونحن في لجة صبّرنا، بأننا لم نهرب إلا إلى هجير الفقر والجوع اللعين !
ثم ما بالنا لا نعترف بما كسبت أيدينا حينما صدقنا اكاذيب الحاكمين، مع أن الحجة قائمة عليهم!
أليس كل من حفر (حفرة ) إنقلاب وقع فيها ...؟
الشعب انتظر الطاغية ثلاثون عاماً، وقد أجّل كل ما لديه من أشواق وأفراح وآمال وتطلعات وهموم ، حتى تتعافى الدولة، وتتماثل للشفاء ، لكن الايام أثبتت كلما طال صبر الشعب تعاظم الوجع، وتعاظمت ضرورة دخول الدولة إلى غرفة العمليات القيصرية ...!
وها نحن ما زلنا طوال ثلاثة عقود على الخط الفاصل بين الدولة واللادولة ، لا تردداً منا في الإنتماء، ولا فتوراً في الهمة التي تقتضيها مسيرة إخراج الدولة من نفق الإنقلاب. . !
ويبقى السؤال الذي لابد منه: إلى أين تتجه بلادنا إن هي سارت في خطها المتعرج هذا . . ؟ أعني تجربة الحكم، غير القائمة على ركائز الحرية والعدالة .
الأيام أثبتت إنها تجربة باطلة، والباطل مصيره الإخفاق، بكل بساطة!
إنعدام النزاهة هو بيت الداء ...! الامر الذي أدى إلى غياب السيولة والغذاء والدواء، والعلة ليست في المساكين، كما قال حميدتي: بل في المسؤولين. أي ما عناه، هم بيت الداء !
أرجعوا إلى سيرة كل بيت تجدوا السر .
وما علينا إلا أن نتفحص بيتنا ونظامنا، هذا الكيان المختل الدعائم.
بلغنا مرحلة اليأس من النظام، بل تجاوزناها لكننا لم نبلغ، بعد درجة ال################ السياسي من إصلاح مسيرتنا السياسية العرجاء، بعد تخليصها منه، وفي وسعنا هذا، وقد اثبت شبابنا ذلك في هذه الايام، وتلك ميزة رحابة الصدر لدينا وقوة الإرادة فينا، أن نتحمّل العبء الثقيل لإعادة التوازن للدولة الذي إفتقدته طويلاً ...! ومن ثم نبدأ بإعادة النظر في الأسس التي قامت عليها الدولة السودانيّة، حتى نخرجها من نفق الانقلابات والحروب اللعينة، وحماقات الساسة الذين يتوج رؤوسهم شيب الفشل، كما يتوج رأس الطاغية عمر البشير، شيب الفساد . . !
الطيب الزين