الآتية الآن ثورة و ليست انتفاضة ... بقلم د. عوض عثمان محمد سعيد

الآتية الآن ثورة و ليست انتفاضة ... بقلم د. عوض عثمان محمد سعيد


12-29-2018, 01:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1546086401&rn=0


Post: #1
Title: الآتية الآن ثورة و ليست انتفاضة ... بقلم د. عوض عثمان محمد سعيد
Author: د. عوض عثمان محمد سعيد
Date: 12-29-2018, 01:26 PM

12:26 PM December, 29 2018

سودانيز اون لاين
د. عوض عثمان محمد سعيد-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



استمر حكم الطغمة مدعية الاسلام لثلاثة عقود حسوما ، ظلت خلالها الجماهير القابضة علي جمر التهميش و المكوية بنار القمع و التعسف و الظلم تنظر، لما تتفتق عنه القريحة المريضة للنخبة القابضة علي مفاتيح تحريك دولاب الدولة، بعين بصيرة تدرك الخلل و لا تخطئه و لا تحرك ساكنا ، لا عن رضي أو عجز وقلة حيلة، و لكن لانها كانت ترفض كلما حدث بعد انتفاضتين انجزتها الجماهير الثائرة و قدمت فيهما النفس و النفيس و ما جنت بعدهما إلا التهميش و الإبعاد من المساهمة النشيطة في العمل السياسي، التي يمكن أن تكفل لها التأثير و المشاركة الفاعلة في تبلور وصنع القرارات التي تؤثر في حاضر حياتها اليومية و في مستقبل أيامها و تنمية و عمران الوطن . فظلت الجماهير تتساءل وتبحث عن الشكل البديل للسلطة الذي يمكن من خلاله تجاوز عثرات الماضي و صنع ما يكفل لها تحقيق كل تطلعاتها و تحقيق شعارها العزيز الذي رفعته في انتفاضة مارس/ ابريل ( كل السلطة ليد الشعب ) ، ذلك الشعار الذي تم تجاهله من كل القوي السياسية ما أدي لإحباط الجماهير و سأمها و إدارة ظهرها لمجمل العمل السياسي الذي كان يدور في ساحة الوطن ، مامكن المتأسلمين من تنفيذ مخططهم الاجرامي بالانقلاب علي السلطة و الاستيلاء علي دولاب الدولة لتنفيذ مآربهم الشخصية الطفيلية في تحويل كل مقدرات البلاد و ثرواتها لمصلحتهم الشخصية و لتجييش الوية كاملة من الانتهازيين و النفعية ليشاركونهم في الغنيمة و ليعملوا علي حماية و إستمرار سلطتهم .

استمر موقف الجماهير من مجمل العمل السياسي ، واضحا في عدم استجابتها للدعوات المنطلقة من قادة الأحزاب للخروج و التحرك ضد النقلابيين ، فلم يخرجوا ، ما ادي لطول فترة بقاء المتأسلمين في السلطة .

أتت الدعوات للخروج الآن واخيرا من الجماهير ممثلة في قواعد الاحزاب - سنار - و من تجمعات العاملين - تجمع المهنيين - و من لجان الأحياء و المدن مثل عطبرة و دنقلا ، بعدما أكملت الجماهير اختيار قيادتها و اكملت تنظيم صفوفها و وضعت خططها و وضحت أهدافها ، فبادرت الجماهير ملبية للدعوة وخرجت جحافلها هادرة في الشوارع، مصممة علي اسقاط نظام التمكين و الظلم و القهر و إستعادة كامل حقوقها و استلام السلطة ، كل السلطة ، بأياديها و مصممة علي عدم التفريط فيها مرة أخري ليستلمها بصورة مؤقته - فترات محددة - من هو منتخب " ديمقراطيا " أو بشكل غير محدد انقلابي مغامر .

الجماهير أخرجت الآن من صلبها قياداتها و تقدم في مجري الثورة نوابها و مناديبها الذين يحققون تطلعاتها و يصونون امانيها ، وكل ذلك بمشاركة الجماهير و تحت مراقبة عينها البصيرة ، وبالتأكيد ستنجز تلك القيادات مع كل الشعب رفعة وتقدم الوطن .

د. عوض عثمان محمد سعيد