تنظيم (صابرين) الثوري !! بقلم هيثم الفضل

تنظيم (صابرين) الثوري !! بقلم هيثم الفضل


12-27-2018, 05:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1545884450&rn=0


Post: #1
Title: تنظيم (صابرين) الثوري !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 12-27-2018, 05:20 AM

04:20 AM December, 26 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



ماذا يضير حكومة المؤتمر الوطني لو أنها أثبتت فعلاً لا قولاً أنها قادرة على التفريق بين المسيرات السلمية والمظاهرات التخريبية ؟ ، جُل التصريحات المقتضبة التي تصدر من أفواه النافذين في هذا اللحظات التي يقول فيها الشعب السوداني كلمته بوضوح لا يقبل الشك ولا التأويل ، تصبح مجرد إمتداد طبيعي للشعارات المهرجانية التي لا يُستهدف منها سوى التخدير الموضعي لأصحاب المواجع أو الإنحناء المؤقت حتى مرور العاصفة ، ففي ذات الوقت الذي يعترفون فيه المنابر الإعلامية بأن ممارسة التظاهر السلمي هو حق دستوري كفلته القوانين وأيَّدته الأعراف المتعلقة بحرية التعبير ، تبدو الإتجاهات مغايرة ومتناقضة بالنسبة للإسلوب الذي تتعامل به الأجهزة الأمنية المُختصة في الواقع الميداني مع تلك المسيرات السلمية ، والتي لا ينفك المتظاهرون فيها من تذكير بعضهم البعض فضلاً عن تذكيرهم لرجال الأمن والشرطة الذي يقفون في المواجهة بالهتاف الوطني الذي يُعبِّر عن إيمان هؤلاء الموجوعين بما وصل إليه الحال عبرالإنضباط والإنتظام والمحافظة على مكتسبات الوطن والشعب عبر شعارهم وهتافهم (سلمية .. سلمية) ، هل تستكثر حكومة المؤتمر الوطني على الشعب السوداني بعد أن دهسته مواجع الحياة عبر السياسات الفاشلة للمنظومة السياسية والإدارية والإقتصادية ، وعبر شبكة الفساد والتحايل على المصالح العامة بإسم التنظيم السياسي والمصالح الشخصية ، أن يصرخوا في وجه آلة الظلم ويقولون لا لكل من يُشكِّل عقبة في مسيرتهم نحو الخلاص ، يتكلمون عن صبر الشعب السوداني عليهم وعلى علاتهم التي حاصرت وهدمت كل جميل في سوداننا المنكوب ، ثم حين (ينفذ) صبر الناس ويتنادون من أجل تقرير مستقبل البلاد وأجيالها قادمة ، يستنكرون عليهم مجرد الهُتاف في الشوارع والإفصاح عن رأيهم فيما يطال إدارة الدولة وسياساتها ومخططاتها التي لم تستهدف يوماً مصلحة الوطن ولا المواطن ، هل كانوا يظنون أن هذا الشعب جحفلاً من الملائكة السابحة في هالة التسامح الأبدي ، الآن هذا الشعب يطلب العدالة والحياة الكريمة وإقامة حكم القانون بلا تمييز ولا فوقية ، وهو لا يملك في ذات الوقت أن لا يكون تعبيره عن ذلك (خارج إطار السِلمية) ، فكيف يفوت عليهم أن مقابلة المسيرات السلمية بالعنف هو أول السُبل لتحويل ما يحدث إلى صراع لن يخلو من إراقة الدماء وتفاقم المشكلات ، يا هؤلاء عودوا إلى صوابكم فالذين خرجوا ليسوا يهوداً ولا ينتمون إلى الموساد بقدر ما ينتمون إلى فئة المسحوقين بالفقر والإذلال والمرض ، تعايشوا مع الحقيقة المحضة ولو كانت مُرة فهولاء هم أبناء هذه الأرض التي أنهكها نهشكم في خيراتها ولا طائل من التحايُّل في تفسير ما يحدث بغير أنه ثورة عادلة ومُستحقة ، وهل يعيب النظام السياسي الحاكم أن يثور الشعب ضده ؟ من وجهة نظري أن العيب هو أن لا يستجيب النظام السياسي لمطالب الناس وآمالهم وطموحاتهم البسيطة و(ثوراتهم) الشرعية ، فالثورة ليست سوى صوت المصلحة الجماعية وإن بدا (للمرتجفين) غير ذلك.

هيثم 2.jpg