الغيرة الخانقة !! بقلم صلاح الدين عووضة

الغيرة الخانقة !! بقلم صلاح الدين عووضة


12-24-2018, 03:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1545660100&rn=0


Post: #1
Title: الغيرة الخانقة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-24-2018, 03:01 PM

02:01 PM December, 24 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


القرآن لم يخبرنا بما حدث لنبيه يوسف - على صعيد حياته الخاصة - عقب اختياره وزيراً مسؤولاً عن الخزائن..

*فالإنسان بفضوله الذي جُبل عليه يريد لعلمه أن يتجاوز أسوار العام إلى حدود الخاص..

*وِسيَر المشاهير وحياتهم الشخصية وأسرارهم الخاصة هي أشياء يتلهَّف الناس لمعرفتها أكثر من حرصهم على معرفة أوجه العطاء التي صار بسببها المشهور مشهوراً..

*فيوسف - كما حكى لنا القرآن- كان وسيماً إلى حد يجعل النسوة يقطعن أيديهن بدلاً مما بين أيديهن من فاكهة..

* وتجعل امرأة العزيز - بكل قدرها - تراوده عن نفسه وتغلق الأبواب وتقول (هيت لك)..

* وتجعله هو يبتهل إلى الله بأن يصرف عنه كيدهن ولو كان الحل تغييبه في السجون..

*فرجل بمثل الوسامة هذه - إذاً- كنا نتمنى لو أن نعرف ما حلَّ به حين أكمل نصف دينه..

*فهو عانى - ولا شك - من غيرة امرأته بأكثر مما عانى من كيد النسوة وهن يقلن منبهرات (حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)..

*ومقدمتنا هذه اليوم سببها أن أخاً كريماً- وزميل دراسة- أتاني يشكو مما قال إنه جحيم يُصلاه يومياً في غير ما جريرة اقترفها..

*أو أن كل جريرته تكمن في أنه رجل به مسحة من الذي جعل يوسف الصديق يكاد يكفر بنعمة الوسامة بعد أن صارت له نقمة..

*هو محام ناجح وله زوجة تحفظه -إن غاب- في ماله ونفسه..

* ثم هي- فضلاً عن ذلك- تحظى بالذي ذُكر أولاً مما تُنكح المرأة من أجله.

*هو كذلك صديقي هذا ولكن مأساته تتمثل في أن رفيقة دربه تتجاوز غيرتها عليه حدود المعقول إلى فضاءات اللامعقول..

*فهي تطبق على نَفَسِه- بغيرتها- حتى لتوشك أن تودي به اختناقاً..

*جاءني يستشيرني صديقي هذا وهو (يتأبَّط شراً) بعد أن قال إنه كره الزواج و(سنينه)..

*قال إنه حتى وإن كان بجانبها يشاهدان معاً (أغاني وأغاني) فهو (يعاني ويعاني)..

* تقمصت دور الناصح الحكيم وأنا أخفي في نفسي ما الله مبديه إن شاء..

*ثم ختمت حديثي بنصيحة صادمة لكلينا ما دام ثمة ليلٌ يكر علينا ونهارُ منذ أيام الطلب..

*قلت له إن الزمن - إذا مدَّ الله في الآجال- كفيل بحل المعضلة..

*فعما قليل سيتحسر هو على أيام وسامته..

*وستضحك هي على أيام غيرتها...

*فهل يصبر إلى ذلكم الحين...؟..

* لا أظن !!


assayha