Post: #1
Title: خضراء !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-19-2018, 01:56 PM
12:56 PM December, 19 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *ماذا نكتب ؟... وأي حيرة هذي ؟!..
*فهنا كانت الإشارة خضراء حتى الأمس القريب... ثم (قلبت) اليوم إلى حمراء..
*وهناك كانت حمراء... فأضحت الآن خضراء..
*وما بين هنا... وهناك... وما بينهما... إشارات صفراء ؛ بمثابة الرعي حول الحمى..
*وما يعتمل في النفس قد يُكبت... كما يُكبت الغيظ..
*ويونس النحوي يحار صبيه كيف يتعامل معه ؛ لغوياً... فإشاراته الحمراء كثيرة..
*فرأى يوماً أن يؤثر السلامة في الصفراء..
*وذلك حين طرق الباب أخٌ ليونس... وكان لا يسمح بإدخال أحد إليه دون إعلامه..
*فوقف أمامه الصبي يهمهم... ويغمغم... ويجمجم..
*ثم قال وهو يحك رأسه عند الإشارة الصفراء ( إن أخوك... أخاك... أخيك بالباب)..
*وضحك يونس حتى بانت نواجذه... ونجا الصبي من (النواجذ)..
*ولكن هنالك من لا يضحك للإشارة الصفراء... ولا تظهر نواجذه إلا لتعض..
*مع ملاحظة أن النحوي لم يكن يفرض على صبيه الخطأ..
*لم يكن يقول له : ما من أخضر إلى ما أراه أنا صواباً... وما عداه فهو أحمر..
*وصدام حين قرر غزو الكويت جمع وزراءه لاستشارتهم..
*أو ربما العبارة الصحيحة : جمعهم من أجل إخبارهم... فأمثاله لا يستشيرون..
*وفهم الوزراء أن الإشارة التي أمامهم ذات لون واحد..
*وهو الأخضر ؛ بمعنى : سمعاً وطاعة يا ريس... فأنت (أفهم) منا في كل شيء..
*ولكن واحداً منهم لم يفهم... أو (فهم) أن رأيه قد يكون مفيداً..
*فقال بكل أدب : سيدي.... أرى إننا سنفتح على أنفسنا أبواب جهنم بلا داعٍ..
*وما درى المسكين أنه (قطع) الإشارة الحمراء..
*ففتح على نفسه باب جهنم (الحمراء)... وأردته رصاصة من مسدس (المهيب)..
*وليبيا الإشارات نحوها كانت خضراء أيام عبد الناصر..
*فيسلكها كل رأي مادح لها... ولزعيمها... ولسياساتها... ولعداواتها... ولكتابها (الأخضر)..
*ثم صارت حمراء في عهد السادات... وليشتم كلُ من كان يمدح..
*ليمدح... أو ليصمت ؛ وغير مسموح حتى بحيلة صبي يونس..
*وتحول القذافي من الزعيم ذي العبقرية إلى الزعيم ذي (القصرية)... لا مؤاخذة..
*فهكذا كانت تصوره رسومات الكاريكاتور... وقتذاك..
*فالزعيم يقرر ولا يستشير... ولا راد لقوله... وشعاره : ما أريكم إلا ما أرى..
*لا برلمان... لا شورى... لا استشارات... ولا حرية (إشارات)..
*ورئيس أقوى دولة في العالم تحاصره الإشارات المتقاطعة الآن... من كل جانب..
*ثم لا تنتقص من قوتها... ولا هيبتها... ولا مكانتها ؛ ولا هو..
*بل العكس ؛ فهي عظيمة الآن بفضل تداخل الإشارات... وصولاً إلى الخضراء..
*والآن تتداخل أمامنا الإشارات... فلا ندري أي أيها نعبر..
*اللهم إلا أن نفعل مثل صبي يونس (إن أخاك... أخوك... أخيك.... لدى الباب)..
*أو ذاك الذي قطع بعربته الإشارة حمراء... وقد رآها خضراء..
*وعند إيقافه وُجد تحت تأثير (الخضراء !!).
assayha
|
|