الخطيئة..!! بقلم الطاهر ساتي

الخطيئة..!! بقلم الطاهر ساتي


12-18-2018, 02:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1545138486&rn=0


Post: #1
Title: الخطيئة..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 12-18-2018, 02:08 PM

01:08 PM December, 18 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: على سبيل المثال، ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺑﺴﻼﻣﺔ الأداء دائماً ما تخلو ﻗﺎﺋﻤﺔ الأخطاء الطبية ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻣﻦ الأطباء ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ..أطباء ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ وغيرها من دول الخليج ﺑﺎلآﻻﻑ، ﻭمع ذلك لم ﺗﺴﺠﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ الأخطاء الطبية اسم طبيب ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ.. وهذا ﻟﻴﺲ بمدهش، ﻓﺎﻷﺻﻞ ﻓﻲ الطبيب ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ - ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ بالداخل - ﻫﻮ الصدق ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ.. ولو وجد أطباﺀ بلادنا بالداخل - ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ السلطات وتقديرها ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ والراتب - ﺭﺑﻊ ﻣﺎ يجده أطباء بلادنا بالخارج، لأبدعوا ﺃﻳﻀﺎً..!!

:: ﻭﻟﻤﺎ صدرت ﺻﺤﻒ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ بالأخبار المحزنة، والتي منها ما صدر بالأمس: (وجهت إحدى المحاكم بالخرطوم تهمة القتل الخطأ لمدير مستشفى واختصاصي نساء وتوليد لتسببهما في وفاة زوجة نظامي بالمعاش في عملية ولادة قيصرية).. لها الرحمة والمغفرة بإذن الله، ولأهلها الصبر والسلوان.. وحسب نطق المحكمة، فالمدير والاختصاصي خالفا المادة (132) من القانون الجنائي.. ومثل هذه الأخبار تعيد إلى الأذهان طلباً قديماً كان قد طالب به المجلس الطبي ولم تنفذه السلطات، وهو نيابة ومحكمة مختصة، بدلاً عن المحاكم الجنائية..!!

:: وقبل عام تقريباً، كانت وزارة العدل قد أصدرت قراراً بعدم القبض على الأطباء (إطلاقاً)، ومهما كان حجم الضرر، وإن أدى هذا الضرر إلى موت المريض، فالقرار (جيد جداً).. فالأصل في الأخطاء الطبية أنها (ليست جنائية)، أي يجب أن يفتح المتضرر بلاغاً تحت (مادة الإجراءات)، وأن تستدعي النيابة الطبيب (بتكليف الحضور)، وتتحرى معه ثم تطلق سراحه (بالتعهد الشخصي)، ثم تقدمه للمحكمة المختصة، لتبرئ أو تدين.. ولكن في بلادنا، لرداءة القانون، كانت الشرطة تُداهم عيادة الطبيب أو جامعته، ثم ترفعه على (البوكس)، أمام طلابه أو مرضاه، وكأنه (تاجر مخدرات) أو (قاتل محترف)..!!

:: وعليه.. تقديراً للطب والطبيب، يجب أن تسعى وزارة الصحة والنائب العام إلى تأسيس (المحكمة الطبية)، بحيث تكون لها (نيابة مختصة)، كما التجارب في دول العالم، بما فيها دول العالم الثالث، بدلاً عن المحاكم الجنائية التي لا تفرق بين الطبيب والقطط السمان من حيث التعامل.. وفي الخاطر، عندما كان الدكتور الإمام الصديق أميناً عاماً، طرح المجلس الطبي فكرة إنشاء محكمة طبية تنظر في قضايا الأخطاء الطبية بعدالة لا تُهين الطبيب ولا تظلم المريض، ولكن ماتت الفكرة في مهدها، ويجب إحيائها لتكون واقعاً إيجابياً لصالح الطب والطبيب..!!

:: ثم أن المشافي تضج بالأخطاء الإدارية وليس الطبية، وهي الشماعة التي يعلقون عليها (الفشل العام).. ﻭﻣﺎ خلت مشافي دول الخليج ﻣﻦ أخطاء أطباء ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻻ ﻷﻧﻬﻢ وجدوا ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻀﺎﺟﺔ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ والمعدات والراتب ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.. ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ، وجدوا اﺣﺘﺮﺍﻡ وتقدير سلطات الدولة.. ﻭﺃﺿﺎﻓﻮﺍ لكل تلك العامل كفاءتهم ﻭﺃﻣﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻭﺇﺧﻼﺻﻬﻢ ﻭﺻﺪﻗﻬﻢ، فتميزوا ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎ بالداخل ﺣﺎﻝ الطبيب ﻛﻤﻦ ﻳﻠﻘﻮﻩ ﻓﻲ اليم مكتوف الأيدي، ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻐﺮﻕ ‏(يدقوه‏) أو يحاكموه (جنائياً)، وهذه هي الخطيئة الكبرى..!!




fb