بائع الجرائد !! بقلم صلاح الدين عووضة

بائع الجرائد !! بقلم صلاح الدين عووضة


12-18-2018, 02:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1545138344&rn=0


Post: #1
Title: بائع الجرائد !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-18-2018, 02:05 PM

01:05 PM December, 18 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*بدأت علاقتي به منتصف التسعينيات..

*أتيت إليه - أو أتى هو بي - من العزيزة (أخبار اليوم)... وقد كانت في بداياتها..

*وكذلك الموءودة (الرأي الآخر)... التي أتت به هو أيضاً..

*لم يكن يشغل منصباً تحريرياً فيها آنذاك ؛ ولكن كل التحرير كان يمر عبره..

*أو كان يشرف عليه إلى جانب رئيس التحرير... تيتاوي..

*لا زلت أذكر جانباً من النقاش - بيني وبينه - عند التفاوض حول استيعابي بالجريدة..

*أثنيت - بأثر رجعي - على مقالة له قبيل انقلاب الإنقاذ..

*كانت تحذيراً من مغبة تقويض الديمقراطية.... فأخطاؤها لا تُعالج بنقيضها..

*لا تُعالج بالدكتاتورية... وإنما بالمزيد من الديمقراطية..

*وسوف تعود بنا سنوات للوراء... في وقت لا يتقدم فيه العالم الآن إلا ديمقراطياً..

*فقال لي : هذا ثناءٌ يستحقه (كاتبها)... محمود إدريس..

*منحني ما لم أكن أحلم به وقتها ؛ رئاسة القسم السياسي... وزاوية بالصفحة الأخيرة..

*والأهم من ذلكم ؛ منحني الاعتداد بالذات الصحفية..

*فقد كان يرى أن على الصحفي عدم الإحساس بالدونية إزاء أي - أو أكبر - مسؤول..

*وعندما أجريت حواراً مع سفير العراق حذف منه مفردة (سعادتك)..

*كان يعامل جميع المحررين بحسبانهم أبناءه..

*لا يستلم أجراً قبلهم... ولا يقبض حافزاً من دونهم... ولا يتخذ قراراً بمعزل عنهم..

*كان دائم الحركة - والقلق - طوال اليوم... بحثاً عن خبر..

*فهو لم يشتهر كمخبر السودان الصحفي الأول إلا جراء عشقه للخبر هذا..

*وتقوده الحركة هذه من مكتب إلى آخر... عدا واحداً..

*فلم أره يدخل مكتب القسم الرياضي إلا مرة واحدة... وكانت بسبب الخبر أيضاً..

*وتمخضت عنها مشكلة مع رئيس القسم إبراهيم عوض..

*فقد تزامنت كثرةٌ في أخبار السياسة مع كثرة في أخبار الرياضة... ذلكم اليوم..

*وكان سبب الزيارة تقليص صفحات الرياضة لصالح السياسة..

*وأدت السياسة هذه إلى إيقاف (الرأي الآخر)... حيناً..

*فرجع أستاذنا إدريس إلى عزلته... إلى أن قيض الله لي فضل إخراجه منها..

*وذلك بترشيحي له رئيساً لتحرير (الرأي العام)..

*وقبل الأستاذ عروة الترشيح... وقد كان بصدد نفض الغبار عن الصحيفة العريقة..

*وقفز بها إدريس سريعاً إلى قمة النجاح... كما (الرأي الآخر)..

*فهو أفضل من يبيع الجرائد... أو بائع جرائد... أو - بصيغة المبالغة - بياع جرائد..

*وبدأ علاقته بها - أصلاً - بائعاً لها... في الطرقات..

*فلا تُذكر العصامية - إذن - من غير أن يُذكر (المخبر الأول)..

*وما ساعد على منحه هذا اللقب تنبؤه بأي انقلاب عسكري في بلادنا... قبيل وقوعه..

*أستاذي إدريس : طبت راحلاً مقيما !!.




assayha