Post: #1
Title: الصلة الحميمة بين العرش ، والمذبح ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 12-14-2018, 07:18 PM
06:18 PM December, 14 2018 سودانيز اون لاين أيمن الصادق-sudan مكتبتى رابط مختصر نصف الكوب
[email protected]
إعتقد أن ثمة تشابة قائم بين واقعنا اليوم ، والأيام الأخيرة التي سبقت سقوط الإمبراطورية الرومانية ، وبالرغم من شُح الوثائق في هذا الخصوص ؛ إلا أن كتاب المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون يضيئ لنا لمعرفة تفاصيل تلك الفترة بالإمبراطورية الرومانية العظيمة في كتابه " تاريخ ضعف و سقوط الإمبراطورية الرومانية " والذي نُشر في العام 1776 ،وفي الكتاب أيضآ سرد للحضارة الغربية والفتوحات الإسلامية والمغولية وما يتصل بتلك الفترات . وجه المقارنة هنا برأيي أن الإمبراطورية الرومانية في أيامها الأخيرة واجهت الظروف نفسها التي يعيشها النظام الآن ( الخســـارة التدريجية للفضيلة المدنيـــــة ) وقد ذكرت الأسبوع الماضي – في مقال غير منشور – عن تحول كبير ، وملحوظ في توجهات وقناعات المواطنين بالصورة التي تحملنا على البحث والتفكر مع التدبر في ما الذي حدث بالضبط ، والأسباب التي حملت جماهير كبيرة لتغيير زاوية نظرتها للأمور ( أو بعين ثالثة ) ؟ ... بل ربما التكشيك وعدم الثقة في كل ما يصدر مع الإحباطات المتكررة ، وغير ذلك . وشئ ثانٍ ( يتعلق بتأثير الدين ورجاله ) ؛ وهو أن المسيحية كانت قد خلقت عندهم نوع من الإيمان واليقين بأن هنالك حياة ثانية أفضل كانت تنتظرهم بعد الموت ، وهذا أمر خلق عندهم نوع من اللامبالاة ، وعزز شعورهم بأن لاشئ يستحق التضحية للحصول عليه وأنه ليس هنالك بديل أفضل ( الإستكانة ) ، وهذا أمر يحدثنا عن ان الحالة العامة لم تكن صحية وأنه قد تم تسميمها ( كليآ ) وبصورة ممنهجة . ويذكر أيضآ أنه من الأمور المثيرة للتعجب والسخرية معآ سادتي أن أسلوب ونظريات جيبون كانت ترتكز على بعض الإقتباسات والأقوال المأثورة على شاكلة : " أن الشعوب ستواصل التصفيق الأكثر ليبرالية ( على مدمريها ) أكثر من ( متبرعيها ) ! ، " وأن تأثير رجال الدين ( في عصر الخرافات ) قد يكون مفيدآ ؛ ولكن تظل الصلة بين ( العرش والمذبح ) تظل حميمة " ( نعم حميمة ) ! . صحيح أن مراجعة التاريخ أحيانآ قد تكون مرعبة وربما مخجلة ومزعجة ، ولكن واقعنا اليوم ليس جيدآ بما يكفي ؛ حتى نقول أننا بخير لنسلك " الإتجاه الصحيح " ولنتذكر دائمآ أن السير في الإتجاه الصحيح هو فقط مسألة إرادة ، ونقطة البداية معلومة تمامآ ؛ ( لمن يريد ) ! . الجريدة
|
|