شعور متبادل !! بقلم صلاح الدين عووضة

شعور متبادل !! بقلم صلاح الدين عووضة


12-13-2018, 01:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544705920&rn=0


Post: #1
Title: شعور متبادل !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-13-2018, 01:58 PM

12:58 PM December, 13 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*الجاحظ ألف كتاباً ضخماً عن الثقلاء..

*أو عن الذين يراهم ثقلاء ؛ بينما هو الثقيل في نظرهم...ربما..

*فصفة الثقالة قد تكون نسبية...مثل كثير من الصفات..

*وصديق شاعر ذرف دمعاً في هيئة قصيدة يبكي حبيبته التي (حان زفافها)..

*كان يراها أجمل الجميلات...وكنت أراها (شبه) جمالات..

*ولا تسلني من جمالات هذه كيلا تكون ثقيلاً..

*وحين قلت له عليك أن تشكر هذا الذي جعل (الزفاف يحين) قال لي أسكت يا ثقيل..

*فسكت وأنا أهمهم (صحيح ؛ قد أكون ثقيلاً بالفعل)..

*وصديق للأسرة كان يزورنا كثيراً - في صغري - لا كلام له إلا عن الأراضي..

*وأنا منذ صغري ذاك - وحتى كبري هذا - أكره كلام الأراضي..

*سواء أراضٍ زراعية...أو سكنية...أو حتى خلوية..

*وذات مرة عطفت على مسنٍّ يقف بطرف الشارع فأخذته معي في طريقي..

*ولكنه لم يعطف علي ويرحمني من حديث الأراضي..

*وكلما مررنا بمنطقة يقول : المتر هنا كان بكذا...زمن الجنيه كذا...سنة كذا..

*وبدا لي متر المشوار وكأنه سنة...إلى أن نزل..

*فنزل عني هم ثقيل...ولا أقول - احتراماً لسنه - نزل عني ضيف ثقيل..

*وربما يكون نزل هرباً من ثقالة (المضيِّف)..

*وأحد الضيوف الثقلاء - فعلاً - نزل عندي أمسية (لقاء قمة)..

*فطفق يحدثني عن أمور البلد...وناس البلد...وأراضي البلد إلى أن انتهت المباراة..

*ومما ضاعف من إحساسي بثقالته أن فريقي هُزم..

*وسأعذره إن رأى هو أنني الثقيل بما أن بالي كان مع الكرة...لا (أراضي البلد)..

*وزميل دراسة - في الثانوي - ما كنا نرى أثقل منه..

*وحين أقول (نرى) فذلك لأن جميع أفراد شلتنا كانوا يرونه كذلك...لا أنا وحدي..

*فهو ما كان يشاطرنا اهتماماتنا بالكرة...ولا السينما...ولا الورق..

*وإنما اهتمامه كان مصوباً فقط نحو (الحب)..

*وتحديداً نحو واحدة بحينا...كان يأتيها (مهاجراً) من حيه البعيد..

*ومن الطبيعي أن يكون مكان تجمعنا هو (مستقر) هجرته تلك...لا منزل المحبوبة..

*وفضلاً عن (كلام الحب) كان كلامه - عموماً - كثيراً جداً..

*كان يثرثر مثل منسوبي الإنقاذ...ومندوبي جامعة العرب...ومذيعي هذه الأيام..

*وقبل أسبوع استوقفني اسم في سجل هاتفي لم أعرفه..

*واتصلت بالرقم لأستوثق من صاحبه ؛ فإذا هو - لسوء حظي - صاحبنا الثرثار..

*ولسوء حظه هو انقطع الاتصال سريعاً......بفعل فاعل..

*ولا أدري إن كنت أنا الثقيل في نظره...أم الشبكة..

*والبارحة قال لي زميل إن فلاناً...وعلاناً...وترتكاناً....يرونك ثقيلاً جداً..

*فقلت : سبحان الله...شعور متبادل !!.




assayha