Post: #1
Title: باقي عمري !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-12-2018, 01:58 PM
12:58 PM December, 12 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *كان أينشتاين تعيساً...رغم نجاحاته..
*فتعاسته الخاصة مدت ظلالها الكئيبة إلى مجالات حياته العامة..
*وظل طوال عمره ينشد راحة البال...دون جدوى..
*وحتى حين حل باليابان لاستلام جائزة نوبل كانت قضية السعادة هي هاجسه..
*لم تفرحه الجائزة بقدر ما كان سيفرحه هدوء نفس ينعم به..
*وجلس إلى طاولة غرفته بالفندق...يسجل أحدث نظرية له لم تر النور في حياته..
*بل لم تر النور إلا بعد مئة عام...من تدوينه لها..
*وهي أول نظرية له لا علاقة لها بالفضاء...ولا الزمان...ولا الفيزياء..
*وإنما عن شيء لم يكتشفه.....وعجز عن حل لغزه..
*وحين أدخل إليه عامل الغرفة شيئاً طلبه لم يجد غير هذه النظرية كبقشيش له..
*وكانت ثاني أغلى إكرامية في تاريخ الإكراميات..
*وقلت ثاني أغلى لأن الأغلى الأولى سيرد ذكرها...من بعد الثالثة..
*وكانت أغرب نظرية من بين نظريات أينشتاين كلها..
*ونصها (حياة هادئة وبسيطة...أكثر سعادة من نجاح يجلب القلق والضجر)..
*ولكنه لم يحظ بهذه الحياة...ولم يحظ من ثم بالسعادة..
*ولم يحظ بسعادة البقشيش عامل الفندق الذي كانت الهدية في نظره مجرد ورقة..
*وما أكثر الورق - عديم الفائدة - الذي يكنسه كل يوم..
*ولولا وصية أينشتاين له بالحرص على الورقة التي تحمل توقيعه لرماها ربما..
*لكان كرفسها من شدة الغيظ...وألقى بها في الزبالة..
*وزاد من حرصه عليها إشارة العالم الشهير إلى (قيمتها)...التي ستأتي يوماً..
*وأتى هذا اليوم فعلاً بعد مئة عام...بعد أن انتهت (أيام) العامل..
*وكانت (سعادة) الإكرامية الأثرية من نصيب أحد أبناء أخيه الأصغر..
*وبلغت قيمتها في المزاد (1,3) مليون دولار..
*وثالث أكبر بقشيش كان من نصيب نادل مطعم صغير بالولايات المتحدة..
*فمليونير أمريكي ولج مطعماً ليأكل البامية التي يعشقها..
*وأعجبته طبختها إلى درجة دفعه إكرامية للنادل...تكاد تعادل قيمة المطعم..
*ولعل النادل فتح بها مطعماً ليغدو مالكاً...لا عاملاً..
*ولكنا لا ندري إن كانت قد صيرته (سعيداً) بمعايير نظرية أينشتاين...أم (قلقاً)..
*أو فلنقل فرضية أينشتاين...بما أنه لم (يُثبتها رياضياً)..
*ونأتي الآن لأغلى إكرامية في سياق حديثنا هذا...عن البقشيش والسعادة..
*وتستمد غلاتها من (غلاوة) أعز ما يملك المرء...روحه..
*فصاحب هذه الزاوية مستعد أن يدفع ما بقي من عمره إكرامية عن طيب خاطر..
*يدفعها لأي دكتاتور يقبل بهذا العمر الإضافي مقابل خدمة..
*بل سيتوسل إليه مغنياً (شيل باقي عمري...شيل عينيا)
*والخدمة هي أن يكف عن حرمان شعبه من (السعادة...والحياة الهادئة)..
*وبعدها (يسعد هو بموت هادئ !!).
assayha
|
|