يا شعبنا العظيم من غيرك يضع حدا لهذه المهزلة! بقلم الطاهر ساتي

يا شعبنا العظيم من غيرك يضع حدا لهذه المهزلة! بقلم الطاهر ساتي


12-10-2018, 01:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544446659&rn=1


Post: #1
Title: يا شعبنا العظيم من غيرك يضع حدا لهذه المهزلة! بقلم الطاهر ساتي
Author: أحمد الملك
Date: 12-10-2018, 01:57 PM
Parent: #0

12:57 PM December, 10 2018

سودانيز اون لاين
أحمد الملك-هولندا
مكتبتى
رابط مختصر


منذ بيانها الأول المشئوم والإنقاذ تتخبط في الفشل، حتى اصبح الفشل ماركة
مسجلة باسمها، واصبحت كلمة الإنقاذ مرادفا للفساد والاستبداد .
وجدوا شعبنا صابرا، فجرّبوا فيه كل شيء يمكن ان يخطر على بال بشر، حتى
أسوأ الأنظمة عبر التاريخ تعمل ولو في الحدود الدنيا لتحقيق نوع من
الرخاء لشعوبها، يبرر مصادرة الحريات وتكميم الافواه، عدا الإنقاذ التي
كمّمت الافواه وصادرت الحرية وحبة الدواء ولقمة الخبز، صادرت الكتاب
والقلم فضاعت أجيال من أبناء شعبنا تخلت الدولة عن مسئولياتها تجاههم
وسلبتهم حقوقهم المشروعة.
الإنقاذ لم تأت للبناء، لا معنى للوطن في أوهام تنظيمهم، الوطن بالنسبة
لهم مجرد قنطرة يعبرون بها الى أوهامهم الكبرى، كانت كل شعارات أيامهم
الأولى تقول بذلك. من يصادر الحرية ولقمة الخبز لا يعترف بوجود شعب، إنه
المجتمع الجاهل حسب أوهام تنظيمهم وأفكارهم البائدة.
الوطن مجرد قنطرة، لم يكن لهم أية خطة أو برنامج لخدمة أهله وترقية
حياتهم، البرنامج الوحيد الذي جاءوا به ونجحوا في تطبيقه بكفاءة يحسدون
عليها كان برنامج: التمكين!
سرقوا كل شيء ودمّروا كل شيء وقف في طريقهم! عصبية القبيلة التي كانت في
طريقها للزوال بفضل تنامي وعي الأجيال الجديدة، وبفضل السياسات التعليمية
الرشيدة، التي مكنت الفقراء من دخول جامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات
والمعاهد.
قاموا بإحياء عصبية القبيلة، وبذروا الفتن بين الناس، عرفوا أنّ المجتمع
المتماسك القوي و تنامي تيار الوعي لن يكون في مصلحتهم، فسعوا لتفكيك
المجتمع، وابتدعوا ثورة التعليم، التي قضت على اخضر التعليم ويابسه،
وحوّلته الى تجارة رابحة يحتكرها اقطاب النظام، وخدماتها متوفرة لمن
استطاع إليها سبيلا وليذهب الفقراء (وهم غالب أهل وطننا) الى الجحيم!
احترفوا (تثوير) كل شيء، كان يكفي أن تسمع كلمة ثورة في عهدهم الخراب،
لتعرف أنّ الدمار والخراب يكسب أراض جديدة ويتمدد في كل مناحي الحياة في
بلادنا.
تصرفوا في وطننا ومؤسساته ومشاريعه مثل ملكية آلت لهم بفرمان إلهي،
فباعوا وسرقوا جهارا نهارا، واستدعوا اخوانهم في التنظيم من كل فج عميق،
اقتسموا معهم كيكة الوطن، أعطوهم الأرض وباعوا لهم المشاريع الزراعية،
وأهل البلاد أيتام في موائد اللئام. أعادوا الاحتلال العثماني الذي
تربطهم به بخلاف أوهام الخلافة، وحدة التنظيم والمصير والهدف ، سلّموهم
سواكن ومنحوهم ملايين الافدنة من الأراضي الخصبة.
الإنقاذ جاءت فقط لإبادة شعبنا، الإبادة التي نفذتها عبر حروبها في
الجنوب ودارفور، تنفذها الإنقاذ حتى في قلب العاصمة، وهل هناك إبادة أكثر
من إفقار الشعب بسياسات مدروسة، وحرمانه من لقمة الخبز وحبة الدواء؟ بل
حتى من النقود القليلة التي يحصل عليها شعبنا بشق الانفس من كده وتعبه
ومساعدات أبنائه خارج الوطن.
الإنقاذ تحصد الان ما زرعت طوال ثلاثة عقود، من يزرع الفشل والحقد، لن
يجني سوى شوك الخراب والكراهية، من يزرع الريح لن يحصد سوى الاعاصير، لن
يحصد سوى كراهية واحتقار شعبنا تجاه فئة ضالة ، كلما ازداد صبر شعبنا
تجاه افعالها الشيطانية، حسبت ذلك ضعفا ومدت في طغيانها.
يموت الناس بسبب سوء التغذية والأوبئة التي ترفض الإنقاذ إعلانها حتى لا
تُتهم بالإهمال! تسقط المدارس فوق رؤوس الأطفال، يموت الأطفال غرقا في
طريقهم للمدرسة البعيدة التي فشلت الدولة السارقة في توفيرها وتوفير
الأمان لهؤلاء الأطفال. ولا شيء يشغل النظام وأقطابه من موتى الضمائر سوى
تكديس الثروة، والاستعداد لانتخابات عشرين عشرين!
انتخابات لا يوجد مثيل لغرابتها في التاريخ، فالمعركة ليست في عرض
البرامج أو المنجزات، ولا محاولة اقناع الناخب بجدوى إعادة انتخاب
الرئيس! لا أحد يتذكر الشعب، أو يأبه له، المعركة الان ضد من لا يؤيدون
ترشيح السيد الرئيس، ليس لأنهم اكتشفوا فجأة مزايا النظام الديمقراطي أو
حبا في التغيير لرفد السلطة بدماء جديدة تنحاز لحقوق المواطن المقهور
المهدرة. مجرد صراع بين اللصوص على الكراسي، لا ناقة للمواطن المسكين فيه
ولا جمل.